مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 15-03-2003, 11:02   #1
حمادة الحلو
العضوية البرونزية للموقع
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ حمادة الحلو
 

(( الله يكفينا شر الفســـــــــاد ))



يقول أبن القيم الجوزي في كتابه عن مفسدات القلوب:

تتلخص مفسدات القلب في خمسة وهي:



الأول: كثرة المخالطة:


مخالطة الناس تجلب النقمة، وتدفع النعمة، وتوقع في البلية. وربما آن لنا أن نفكر في هذا السؤال: وهل آفة الناس إلا الناس؟

وهذا ليس معناه أن لا تتم المخالطة بالناس، لكن تتم بضابط نافع. وذلك مثل: يخالط الناس في الخير كالجمعة والجماعة، والأعياد والحج، وتعلم العلم، والجهاد، والنصيحة، ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات.



الثاني: ركوبه بحر التمني::


وهو بحر لا ساحل له. وهو البحر الذي يركبه مفاليس العالم، كما قيل: إن المنى رأس أموال المفاليس. وهي بضاعة كل نفس مهينة خسيسة سفلية، ليست لها همة تنال بها الحقائق الخارجية، بل اعتاضت عنها بالأماني الذهنية.

ولكن وصاحب الهمة العلية أمانيه حائمة حول العلم والإيمان، والعمل الذي يقربه إلى الله، ويدنيه من جواره. وقد مدح النبي متمني الخير، وربما جعل أجره في بعض الأشياء كأجر فاعله.




الثالث: التعلق بغير الله تبارك وتعالى::


وهذا أعظم مفسداته على الإطلاق. فليس عليه أضر من ذلك، ولا أقطع له عن مصالحه وسعادته منه، فأعظم الناس خذلانا من تعلق بغير الله.

وبالجملة: فأساس الشرك وقاعدته التي بني عليها: التعلق بغير الله. ولصاحبه الذم والخذلان، كما قال تعالى: لا تجعل مع الله إلاها أخر فتقعد مذموما مخذولا [الإسراء:22]



الرابع: الطعام::



والمفسد له من ذلك نوعان:
أحدهما: ما يفسده لعينه وذاته كالمحرمات. وهي إما محرمات لحق الله كالميتة والدم ولحم الخنزير. أو محرمات لحق العباد كالمسروق والمغصوب والمنهوب وما أخذ بغير رضا صاحبه.


والثاني: ما يفسده بقدره وتعدي حده، كالإسراف في الحلال، والشبع المفرط، فإنه يثقله عن الطاعات، والشبع يطرقها ويوسعها. ومن أكل كثيرا شرب كثيرا فنام كثيرا فخسر كثيرا. وفي الحديث المشهور: { ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه. فإن كان لابد فاعلا فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه } [رواه الترمذي وأحمد والحاكم وصححه ا لألبا ني].




الخامس: كثرة النوم::



فإنه يميت القلب، ويثقل البدن، ويضيع الوقت، ويورث كثرة الغفلة والكسل. ومنه المكروه جدا، ومنه الضار غيرالنافع للبدن.

بالجملة فأعدل النوم وأنفعه: نوم نصف الليل الأول، وسدسه الأخير، وهو مقدار ثماني ساعات. وهذا أعدل النوم عند الأطباء، وما زاد عليه أو نقص منه أثر عندهم في الطبيعة انحرافا بحسبه.


حمانا ألله وأياكم من مفسدات القلوب ... وأدام الله علينا نعمة الأمن والإيمان.


حـــــــــــــــارس الديـــــــــــوانية:

حمـــــــــادة الحــــــــلو

حمادة الحلو غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس