مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 23-12-2007, 03:05   #19
مسفر الدوسري
شـــاعر وصحفي
 

رد : كل عام وإنتِ..لديّ!

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة شوق الرياض مشاهدة المشاركة


وهل للتعاسة متعة ؟؟
ربما هي متعة الالم في استحضار لحظات
إرتدت ثياب الاسى والحسرة لفراق زوجته في غربته..

ودعته وبودي لو يودعني
صفو الوداد وأني لا أودعه ..

وهل تكفي تلك اللحظات التي أسميتها مدهشة
كي تمنحنا الاستمرارية ؟؟
أم أن الخواء يتلبسنا فلم نعد نعي أن مشاعرنا
مهما تلونت فهي قدورنا التي نملأ ..!!


ذكرتني ببيت لايليا ابي ماضي حين قال :
لو كان يحصد زرعه كل امرئ
لم تخلق الدنيا ولم تتجدد ..!!


سيدي الكريم اتعلمُ منكِ فعذراً لمداخلتي البسيطة
والتي إستمدت متعتها من حروفكَ القيمة

كل الشكر ،،

العزيزه شوق الرياض:
بعيدا عن ماذكرتِ من خواء يتلبسنا أقول:
التعاسة والالم والسعاده والفرح كلها مشاعر مرتبطة في الإنسان،إلا إن الإبداع ينظر لها بحيادية بالغة،الفن ليس معنيا بلحظة التعاسة أو لحظة الألم،هو معني فقط بما ينتج عن تلك اللحظة،سلبية كانت تلك اللحظة - من منظورنا الإنساني- أم إيجابية ،فكم من "إبن زريق" ضاقت به الحياة وسبل العيش ومات وحيدا بعيدا عن محبيه،ولكن الزمن لم يحفظ في ذاكرته سوى "إبن زريق" واحد ،ولم يكن ذلك إنحيازا لذلك البغدادي،ولكن إنحيازا لذلك الإبداع الذي أنتجته لحظه غنية ومضيئة كالبرق لشخص إستثنائي إستطاع أن يلتقطها ويخلدها،والدليل على حيادية الزمن في هذا الموضوع أنه أيضا إحتفظ بالمقابل بلحظات "إيجابية" مدهشة أنتجت إبداعا خالدا، كـ "رائية" المنخّل اليشكري،أو قصائد عمر بن ربيعه مثلا.
الزمن لم يتقطع ألما لأذن "فان غوغ" التي بترها بيديه ولا الفن،ولكن كلاهما حلّقا كثيرا مع ألوانه وريشته وما نتج عنهما.
أعود وأقول أن الفن غير معني بـ"حالة" اللحظة إنما بما ينتج عنها من دهشة،يحتفظ الزمن بها ضمن أوراقه الباقية، الزمن لا يهتم بتعاطفنا الإنساني حيال لحظة ما،وإنما بما يثري ذاكرته فقط!
شكرا لعودتك ،

مسفر الدوسري غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس