مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 15-12-2004, 10:50   #22
الجازي
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ الجازي
 

رد : وســــاد الســـكون .. !!

.






من الأفق البعيد ..
رأى البحّارة يشيرون لها كـ حُلم و أمل صعب المنال ..
كانت أمرأة صعبة ..
عبور المحيط أسهل من عبور قلبها ..
لبس ثوب العفّه والنقاء .. والفضيله والوقار ..
تودد لها ..
حتى أفرغ لها كل مافي جعبته من وسائل التأثير والأستعطاف ..
فــ تسلل إلى قلبها بكل هدوء وسكينة ..


من بداية النص ..وأنا أتخيّل نفسي أرقب الحدث بالصوت والصورة خلف نوافذ من زجاج شفّافه ..

مبللة بقطرات من الندّى .. تارة يتخلّلها هواء بارد .. وتارة نسمات حارة .. غاضبة .. / حانقة .. / حزينه ..

لــ تتسلل إلى قلوبنا بــ كل أحساس فيها ..


دُهش حين اعترفت له ذات يوم ..
انت الحب وما دونك عبث !
كانت كافية لينعم بـ نشوة النصر على أقرانه ..
كان سعيداً .. عفوياً . .
تعلّقت به ..وهو نقيض لكل ماتعلّمته وآمنت به ..
فقد أستطاع أن يُلهب حواسها ويؤجج مشاعرها..ليس بــعذب وسحر الحديث وشغف العشق فحسب !!
بل أمتلك عقلها وروحها بالفضيله التي يتحلى بها ..


تعلّقت به ..وهو نقيض لكل ماتعلّمته وآمنت به ..
أمتلك عقلها وروحها بالفضيله التي يتحلى بها ..



كل شيءٍ شفافاً هنا ..
كشف أقنعة مزيّفه ..

ومدينة من ندم !!


أهدى لها ذات يوم خاتماً جميلاً .. فتأملتُه كثيراً .. وكأنها تشاهد خاتم لأول مرّه ..!
وتساءلت بينها وبين قلبها ببراءة ..
لِما أختار تلك الهدية دون سواها .. !؟
ربما لأنه دائري الشكل .. وليس له متنفس أو مخرج .. فأتخذه رمزاً ليحكم به قلبها ..
كانت قُبلة دافئة .. على جبين ذلك الخاتم عرفاناً لصاحبة ..



تعبير عفوي رائع .. كــ براءة قلب تقي لايعرف .. للهفوة طريق ..

لم يكشف طُعم .. / حيلة صياد ماهر ..

نستلهم صوت الغرق من هنا ..


لم يعلم بأن تلك الروح لم تنتظر يوماً حدثاً ما .. كــ هذا .. لتتشبث به .. !
قد صدرت الموافقه بتعيينه حاكماً على قلبها منذ زمن ..
تقابل شروطة الحازمة في لين .. وتتلقى غضبة في ثبات ..
حتى أمسك في يده وثائق حياتها له .. وخرائط مشاعرها ..
أعلنت له الولاء والطاعة ... لأجل مملكة الحب التي بُنيت بسواعدهما معاً ..
وعاشا تحت نبع صافي يجري تحت اقدامهم ..
جهّزت أسطولاً .. وأعدّت له العدة والعتاد أمام من تشعر بمحاولة الأقتراب منهما ..
لا يغمض لها جفناً .. حتى يتقهقر من تعتبرهم أعداءٍ لهم ..


تاريخ يلّخص عمر قصير للصدق .. يمتد من اول السطر إلى آخره ..



لم تكن تعلم أنه لم يكن سوى قلبً هش سيذوي في أول أختبار له .. !!

وأنه في غفلة منها .. يتوقف الحب والولّه .. لــ يجنح إلى عزلة بعيدٌ عنها ..
يدير رأسه بحثاً عن هوى جديد .. يبحث عن أمرأة أخرى
ويغرق في اغوار كل عين تلتقي به .. ليتشدق بالمبادىء .. والحكمة ..
ويهمس في أذنيها همسات الحب .. ويغني لها بألحان الهوى والصدق والأخلاص .. !
لم يعتقد يوماً ما .. أن قائدة أساطيله التي وجد فيها من الوفاء الذي يفتقده الكثير من الرجال
والتي ضمّها في حبائله ونصب شراكهُ حولها بأحكام .. أن تكتشف حيّله .. !!



صوت حروف .. / كلمات .. حنَّطتها المواجع ..



في غفلةٍ منه لمحت مراكب ملوّنه تتحرك بإتجاه الشاطىء نحوه ..
كانت فرحته ُ عارمة مستبشراً بقدومها وبيوم جديد يحفل بالعبث ..
كانت لحظات... كفيلة بنسيان حبّ حياته في تلك الدقائق
سرعان ماتحوّل هذا المنظر .. إلى مشهد من العزاء .. تعزّي فيه قلبها وروحها ..
الذي أصبح يغلّي حمم / لهب .. يستعر بين الأضلاع ..


عينٌ ترى وقلب لايصدّق ..!

أخذت تراقبه عن كثب كل ليلة لــ تشعُر بوخز حاد .. تلتفت لترى السكاكين تنغرس على ظهرها يوماً بعد يوم

وتحس بمرارة الخيبة والخذلان ..


سلسله من الأحداث تتابع بطريقة.. مشوّقه بــ رغم الألم ..

منظر كان كفيل أن نتأبط الأحباط والأشمئزاز له / ولهذا المنظر .. الذي ودّع الظلام !!

أجدِت .. أستنفار كل المشاعر .. للمتابعة .. وبــ نهم ..


وفي لمح البصر أضحت حياتها قطعة من جحيم .. تحولت إلى دياجير معتمة ..
تحيطها من كل جانب أصوات بكاء أشبة بنحيب الثكالى ..

أخذت تبكي بحراره وكأنها تبكي عمرها كله... !


من ضجيج الحب لهدوء الانكسار ..... يطرق الخريف أبوابه ..


حل يوم المعركة ليبدوا أمامها بريئاً منتصراً .. لــ حبه ..!!
متزيناً بالفضيلة والعفّه والطهر الذي بنى أمجاد حُبه عليه !

لم يخدعها مظهره النبيل... !

ولم يعلم عن شفائها من فيض سحره ..

هُزم شر هزيمة.. وأقتيد مكبلاً بالأغلال ليخرج من قلبها إلى الأبد ..



صوره رائعه متحرّكه .. وكأنها شريط حي ..مازلنا نراه !!

أحداث مترابطه من ــ تسلل إلى قلبها بكل هدوء وسكينة .. ألى ..

هُزم شر هزيمة.. وأقتيد مكبلاً بالأغلال ليخرج من قلبها إلى الأبد ..


لم تعد تنهمك في ثورة غضب جامح حين تراه من بعيد يلوّح كل مرة مستبشراً بصيد جديد ..

أصبحت تبتسم بمرارة ..

أعتادت ان تصبح نكبتها طبيعية لا تستحق عليه بكاءً أو رثاءً ..

وتتساءل في حدة ولهجة مريره مليئة بالألم على قلبها الذي خُذل ..؟

أي حُمق هذا الذي يجعل أمرأة قوية صامدة تُغلق باب قلبها في وجة كل الرجال لــ .. تصدّق هذا الرجل ؟!!!!!!!!!

لو أنها تستطيع أن تقهر الزمن فيمضي منها سنوات حُبه وكأنها لم تكن !؟
لو أنه يصبح حُلماً مرعباً لُتفيق منه !؟
وكيف تستطيع الغاء من ذاكرتها سنوات عمر ولحظات كانت تشعر أنها أجمل وأنقى ماوجدته من صدق يمكن الحصول عليه في هذه الدنيا..... !


أستطعتِ أنتزاع آهات من الحسرات .. / أنفاس متلاحقة هنا ..

حب لايعترف بترف المشاعر وعبثيتها..

موجعٌ حد التلاشي !!


حتى الذكريات أصبحت مشوّهة .. !!


لأنه لم يكن ألماً .. بل قتلاً ..

أصبحت رفات مليئة بالأسى ..



تعبير قاتل !!


بعد زمن سقط من عليها العبء الذي أثقلها ..
السحب التي تعتم حياتها وتتركها تتخبط في ظلمة حالكة ..
قد بدا لها أن روحها تستقبل فجراً جديداً يحمل في طياته النور ..
بعد معانآة من لحظات / أيام/ سنوات .. أسرفت وهماً .. بل عبثاً ..




حكاية صيغت بصوت هادىء .. / رقيق ..
في أجواء بحر وعلى صوت امواج هادئة لاتزعج حتى النوارس المحلّقه حولها !!
كان نص رائع بكل المقايييس .. أستحوذ على كل ذرة من مشاعرنا .. بألم وتعاطف .. وأحباط ..
أستطعتِ التأثير على القارىء للنص .. بــ عمق شديد .. وإعجاب أكثر .. وتميّز يليق بك .. كما تعودنا منك ..


نــجديه
للجمال لديكِ لغة خاصة ..

كل الحب لكِ...




.

التوقيع: صدر حديثا ل الجميلة المبدعة نوف محمد الثنيان الشاعرة والقاصة http://eqla3.net/book/hakaya.html
الجازي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس