[أمل المشعل]

عندما نتحدث عن الروايه السعوديه فإن الحديث يقودنا الى تجربه فريده ومميزه كتجربة
الكاتب محمد حسن علوان فلا يكاد يخلو حديث ولا تكاد تخلو مقاله تتحدث عن الروايه السعوديه
الا وتتطرق لجوانب عده من تلك التجربه التي اتخذت لنفسها مكانه مرموقه في الأدب العربي


كان آخر اصداراته روايته الأخيره ( صوفيا ) .. وكان قبلها سقف الكفايه
لكن الغريب أن من يقرأ الروايتين قراءه متفحصه سيلاحظ اختلاف كبير بين الروايتين من حيث
المستوى ..

لم تكن ( صوفيا ) سيئه ومن الاجحاف وصفها بهذا الوصف لكنها لم تكن بحجم انتظار المتلقي
لها ولم تكن بنفس مستوى سابقتها ان لم تكن أقل منها ..

( صوفيا ) جاءت بأسلوب سردي بحت ويفتقد الى عنصر الاثاره وحبس الأنفاس الذي تميز به علوان
في اصداراته السابقه خصوصا سقف الكفايه حيث رغم طولها الا أنه استطاع حبس أنفاس القارئ
الى أن أطلقها في النهايه ..

أما من خلال ( صوفيا ) وما جاء فيها من أحداث شعرت أثناء القراءه أن الكاتب يريد الكتابه من أجل الكتابه فقط
وكأنه يتعمد الهروب من التفاصيل والتشعبات التي لاتهم القارئ بزعمه .. إن آخر مايتوقعه المتلقي من كاتب مثل
علوان هو عدم اهتمامه بالتفاصيل مثل اسم البطل ( معتز من السعوديه ) ( وصوفيا من لبنان ) فمعتز اسم غير بيئي
ومن الغريب أن يصب علوان الاحداث في اتجاه واحد كما ذكرت كأنه يتعمد الهروب من التشعبات مثل أن يموت والدا معتز في حادث
سير ويموت والدا صوفيا بسبب الحرب الأهليه في لبنان ..

كذلك التكرار اللفظي الممل الذي لم نعتده من علوان كتكراره للتشبيهات فلاتكاد تخلو
صفحه من ( كــ , كأنها , كأنه , مثل )

اضافة ً الى تفسيره لابتسامة الموناليزا أعتقد أنه خطأ معرفي يحسب ضده


الروايه اجمالا لم تكن سيئه كما أسلفت لكنها لم تكن بحجم انتظار المتلقي أبدا ..

وقد لايلاحظ القارئ هذا الاختلاف الا بمقارنتها بسقف الكفايه ..

لابد أن هنالك أسبابا ً وراء هذا الحضور المقلق للمتلقي لكاتب مثل محمد حسن علوان ينتظر منه الكثير والكثير

قد لايتفق معي البعض وتبقى هذه الرؤيه رؤيتي الخاصه للروايه وأتمنى أن أقرأ آراءكم
بالروايه بعد قراءتها قراءه متفحصه ..