مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 22-08-2005, 01:06   #35
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : عائدٌ من النهر ...!






( 21 )

المساء بعينين غائرتين .. ورجرجة مجداف في نهر يضج بحفلات الأسماك الصغيرة ..
المساء ملاءة الشمس .. عباءة ( مخصّرة ) للوجد ..
نكتب فقط فضيحةً للحزن .. ونميمة بالصبر .. واستهلاكا للحبر أو الروح أو ( الحنييين الفيروزي ) ..
مسَّني الضرُّ منذ اتخذتُ القصيدة أنثى ..!
لايموتُ التاريخ وإن شلَّت أطرافه فأوراق الخريف لاتعود إلى الغصن .. ولا يعنيها أي رصيف (تدوِّخها ) عليه الريح .. وأي قدم تركلها .. فتتشرد حبيباتها بكاء في فضاء المواسم ..!
كلما فتحتُ الصفحة ياسيدتي وانتظرت ( الـــ...وارد ) اكتشفت أن ( وا ) لي تسألني عن ألف قبلها مضمومة وهاء في آخرها مهمومة فقدتهما ذات عتاب هكذا ( أواه )... بينما الــ (رد ) لايجيء..!
أن أكتب للريح كي تحمل السحاب حيث تشاء .. ثم حينما ينهمر المطر استجابة لأسرار المدن المخنوقة بالعطش .. فيحملونني مؤونة الانكفاء والبلل..فهذا يعني أن حذائي رث منذ الزمن الفاتني ، وأن الأنثى التي تنتظرني تحمل على صدرها تميمة الفقد وحكاية الحلم الذي يموت في رحم يومه ، ويولد لينثر الحزن في فضاءات النجوم ..!
المساء شمعة تسألني عن صاحبة الكرسي الشاغر ..؟!
تثيرين في وجهي غبار التململ لتستعدي للإجابة المطمئنة ..!
من سيحبني مثلك ياسيدتي .. ؟!
من سيزرع في شفتي حديقة سكّر مقروء فأكتبه خلسة عن عادة الحزن التي تكتبني ..!
أبحث عنك منذ مدّت لي الدنيا لسانها وانتظرت وثيقة الانتصار لتطلق عليّ رصاصة الزحمة ، والرحيل المؤدب ..!
أبحث عنك ( أرخبيلاً) عذبا ترسو فيه سفينتي بعد جفاف بحر النداء وتوسيع أفق الحب .. لكنني لم أكن أعلم أنني حين أجدك سأواجه طوفانًا علي ّ أن أرمم سفينتي و أحمل فيها من كل حرفين اثنين ..!
مالذي عليَّ أن أقوله لك أنثى تعلك اللسان ..!
مالذي علي أن أقوله لك ( غجريةً ) تقيم في جزيرتي حين يرغمها قومها على الرحيل ..!؟
مالذي علي أن أقوله لك ( أمًّا ) تنفخ بنفحاتها الملائكية على وجهي حينما يسعلني التبغ وأشرق بها ..!؟
بربك .. ألستِ كثيرة رغمًا عن ذكرياتي ؟!


لم يكن كافيًا أن نكونَ معًا
كان صوتكِ ذاك الذي يتربَّى الغرورُ على
وقعِه غيرَ ما تظهرينْ
كان حزنًا مبينْ
وخوفًا من الريحِ حين تميدُ بنا ساعةً من ضلال ..!
لم يكن كافيًا أن نكونَ معا حين تأوي العصافيرُ في الصيفِ
باحثةً عن ظلالْ
قاتلٌ أن تكونَ فتاتي جراحًا أقلِّبها
مثلَ مسبحةٍ في أصابعِ وقتي
قاتلٌ أن أقولَ لها أنت أنفاسُ موتي
وفتنةُ صوتي
وقِبلةُ بيتي
قاتلٌ أن تكونَ فتاتي انتحالْ

***

أيها الليلُ طلْ .. لم يكنْ كافيًا أن نكونَ معًا كالغريبينِ
لايسألانِ الطريقَ الرجوعْ
صوتُ أقدامِنا خائفٌ ويدانا خضوعْ
أي حبٍ سينمو مع الياسمينِ الأثيرِ
وكيف تعرِّش أوراقُه
فوق هذي الضلوعْ ؟!
قاتل أن نكونَ معًا ثم لايجِدُ الحب في نبضنا
حين يسكرُ أهلُ الهوى
غير كأسِ الدموعْ ..!

***

لم يكنْ كافيًا أن نكونَ معًا
تحملينَ براحتكِ الطيبَ وشْمَ الجراحِ التي غلّفتها
الهدايا ..
تحملينَ بكاءَ الصبايا ..!
غناءَ القرى في مواسمَ صيفيةٍ للذين يجيؤونها
يحملونَ غُثاءَ التواريخِ ، أغنيةً طوَّحت بالنخيلِ
تفرُّ اليماماتُ منها
ويختبئُ الظلُّ عنها ببرْد الزوايا ..!
لم يكن كافيا أن نكونَ معًا ...!
فلنبادرْ هنا كصديقينِ ..
بتُّ أعضُّ النواجذَ
كي لاتغيبي
وكي لا أرى فتنةً غيرَ قلبك يستقبلُ الضوءَ
فوق شغافِ المرايا
لم يكن كافيًا أن أكونَ أنا ...!
أنتِ أنثى بلا ساحلٍ غرَّبتها المواجعُ واستلهمتْها الحروبُ
وقلبي تمرَّغ بينَ النساءِ .. وما عادَ في وسعهِ
غير حزنِ النهاياتِ أو تمتماتِ المزايا ..!


( توقيع )

قلوبنا منّا .. أماني وتخمين
وأشعارنا كل مــ.. نتفرّد كتابه
صبِّي على وجهي سكينتك تطمين
مهما اختلفنا برضنا بنتشابَه


يتبع



التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi




اخر تعديل كان بواسطة » إبراهيم الوافي في يوم » 26-08-2005 عند الساعة » 17:15.
إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس