الموضوع: " غَصةْ "
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 29-11-2008, 13:47   #1
الريم الحربي
فَتنة ماضٍ
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ الريم الحربي
 

" غَصةْ "

دائماً مُتسعِ البُكاء يرثي أنفسنا فيه !!
يُخاطب " كهل " الصبر الّذي يتعرقل بحُقولنا المُلّونةْ ..
نضّحكُ كثيراً على عفلّةِ الغناءِ الجميل ..لنسترسل رحمٍ أجفاننا الثُكلّى ببطءٍ شديد , شديدٍ جداً ..
يُخبرنا أن من غباءٍ الفرح أنه يُبتسم دون سبب ؟
ومن غبائِهِ آيضاً أنهُ طيب , يُحبّ الكُل .. !!
ولا يعلّم أن نظرةٍ البنفسجٍ منه , تعني أننا نكذب , مراراً كل يوم .
كثيراً ما نستشعر حالتُنا المُتخْمة بأوساخٍ الجرح , الّذي ما أنّ يُعاهدْنا حتى يتواجَد بتساوي على ملامحنا الغَافلّة بالفقر !!!
كمَّا أن وطنية أرواحنا الحالمةْ , مُتجَعِّدة من مساميرٍ النحيب , التي لا نستغرق طويلاً كي نفشل بنزعها .


أتذكر أني قسْمتُ ثمانيةً عشر شمعة .. على صدرٍ الأنين ..
وحزمتُ سبع أوجاعٍ عجَّاف .. وغطيتُها بذْكرياتِ زمهَريريةْ ..
وبعدها بدأتُ أجوبُ أنشِّطَاراتي الأُخْرى .. كأيةٍ أُنثى علّيها توسْد عاداتِ يُريدُونها ..
أدْثر.. خاصرةً الثوبٍ الأنيق ..
والحذاءٍ المُتشبعٍ بالشموخ ..
والسيجارة الوحيدة التي أخذتُها ووزعتُ بخارها على مدْينةِ المراهقة
والأشياءُ الجميلة التي كنا نقوم بها والنّاس نيامْ !!

ببساطةٍ الأستعمارُ المُنزوي ليسْ سيء , لكنهُ يُلغي كل ما يُحاصرك
ليحَاصرك وحده رغبةً بالطمعٍ بك , ووداعاً للجنونٍ السابق !
وبهذا فإنه يستسغي كل ألوانِ الوطن ليحل ويُحرم صباحاتك ومساءاتِك !
فهل تشعرون بمدى الوحدةٍ , الوجع , الإنْفِطَار , النحِيب , الدموع , النكسة , وقلّةِ الحيلّةٍ والأنتصار !!
إذاً شرعوا صدوركم المُخَضبة بإصفرار ..
دّونوا ملامحَ السفر ..
أعلنوا مُنتصف الأنهَاك ..
قفوا بجَانبِ الطُرقاتْ ..
أزفروا الجَدران الصَابرة ..
أنحبوا خريف الأشْجَار ..
أوصدوا أرصفةً السماء ..
ونخلةً الأنكِسارْ !!


أشعر بوحدْةِ موسعة بِمدْارك الفقد المُمتلأ , أدق طبول الشهوةٍ تلك
التي يغمرها الحنين كجَحيمِ الليالي القديمة التي تلعَنُها أمي كلمَّا رأتني على حالٍ سقيمة كما تُسميها ..
أشعر أن الزَمن يَصبّ في عيونِ النّاس رجفةً تائة , ضوضاء زائِغة ,وخسْارةٌ تهزمُها الضَّرائِب .. لنصبح فقراء الألوان , نُعري ضلعاً يكسيهِ الأبيضُ والأسود فقط .
أشعر أن حدود السفر مُربكة .. كحدودِ البُؤْسِ الّذي يُوشوشُ قبلّةً وعناقاً ووجوههً كانت ورحلّت , وكما كانت آيضاً تجَمدَتْ
بثوبِ شفاف ربمَّا سيحينُ موعدهُ لتصعَد روحهُ إِلى السماء .
أشعر أن كلنا أوطَان تبحث, وتبحَث .. يموت فينا الَحَلّمُ والأمل , ونأكلوا الموت ونحنُ مُشمَئِزون من طعمٍ القَانون والسلّطَة والعُرف .!!
أشعر أن صلواتنا مُزدحمة , مُتشابهة , مُلطخَة بنا , تقف كثيراً وتُهرول دمعاً يخدش نفسهُ على ألفٍ حزنٍ ويُمارس الصراخ وتمزيق المَحَاجِرْ .

ستُغَادر تلك التي لا ثالث لِحَراراتِهَا بعد أن تركت خمس وعشرون غياب بضلّعٍ يرجف .
ستُغَادْر بعِيداً لِتَغْتسل من ذنبٍ الأشتياق للتَنفس بخوف مع نكساتِ تضمُهَا السنينْ .
ستُغَادر وهي تَحْفر أصابعها بأقوالهم عنْ خيانتهِ التي بكاهَا القدرْ .
ستُغَادر بعد أن تشفع نبضات الماضي, أحتِراقاتِ موشومةً بالرحيل .
ستُغادْر لتمشط وجهها بغفوةٍ مقلتيه المسائية وتفرد كحلّها اليتيم به .
ستُغادر مع شمَاتةِ ضحكاتهم .. عندما أخبرتهم أن الجَرح
كفلسطين .. وستون غَصةْ !!؟؟؟





التوقيع:
.
عطني بعضي ..
صعبة تأخذ كلّي .. وابقى بدون شيء !

[ قلّب صالح العبد الكريم ]

الريم الحربي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس