الموضوع: مساءات ..!
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 30-06-2008, 15:20   #30
سرحان الزهراني
شــاعر
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ سرحان الزهراني
 

رد : مساءات ..!

* لديّ الرغبة في التلوين .. والكتابة , والصعود!




رغبة تلوين :
ممّا أتذكّر .. أنّني كنت أحبّ التلوين , وكنت ألوّن حتّى الأشياء الملوّنة والّتي لا تحتاج للمزيد من ( العكّ الطفولي ) الناتج عن رغبتي البريئة آن ذاك , كنت في استعجالٍ دائم لأنهي رسمي لأعرضه على الجميع .. فيندهشون ويكافئونني بأيّ شيءٍ من الممكن أنْ يُسعِدُني ويزيد من حبّي للتّلوين والرسم .. بقيت هكذا إلى أنْ اكتشفت أنّ التلوين أكثر بكثير من مُجرّد ملئ الفراغ بلونين أو ثلاثة .. أو حتّى عشرة! فتمرّدتُ كثيراً على الألوان وقمعتُ بداخلي رغبة التطوير وبقيت على الألوان الخشبية ورسم الجبال والزهور والأوديّةِ والمطر والشمس والغروب والبحر الّذي لا سماء له! إلى أن فقدتُ الرّغبة في المُمارسة الدائمة للألوان , فكان التغيير نحو رغبة الكتابة الأبديّة وما لحقها من شعرٍ ونثرٍ و .. تصوير!

ليست رغبة :
لديّ الرغبة في الكتابة .. ولكن بدون تسطير وبدون ترتيب وبدون ألوان! لأنّها الكتابة , أريد أن أكتب بلونٍ أزرق فاقع , وأودّ أن أضع تحت كلّ كلمةٍ مُهمّة خطاً أزرقاً آخر يُشير إلى أهمّية ما كتبت , ولكن ماذا أكتب؟! لديّ رغبة , ولكنّ الرغبة لا تُريدني! حقاً أنا مشوّش التفكير وذهني خافتٌ بما يكفي لجعل الآخر يشمئزّ مِنْ مناداتي وأنا لا أجيب! أودّ أن أكتب ما قرأتْ , وأنْ أقرأ ما كتبت , وأنْ أشير إلى الجمل الّتي حاولت جاهداً منع نفسي من قرائتها أو على الأقل تجاهلها أوْ .... عبورها بغمضة عين! ولكن ذلك لا يحدث , فانا أقرأ حتّى النهاية , لتعود النهاية تقرأني .. فنبكي سوياً .. وبدون أن ننظر إلى المناديل الممتلئة بدموعنا!

رغبة عميقة :
لديّ الرغبة في الصعود إلى أيّ مكان , المهم أن أصعد , حتّى لو اقتفى أثري المئات من الشعراء الّذين ماتوا ولم يذكرهم أحد! ومن القصائد المستوحاة من الجبال والغابات والأودية والمحيطات , ومن النثر المُختبئ خلف أسوارٍ من الأوراق المُكدّسَةِ بلا ترتيب, وأودّ أن أصلّيْ في الصعود بخشوعٍ أكثر من ذي قبل , وبهدوء يجعلُ السّجود يمتدّ إلى زمنٍ غير محدّد ! سأقول في السجود بأنّني أحبّ الله كثيراً , وبأنّني تمنّيت لو أنّني بلا ذنوب وبلا معاصي .. وأيضاً لو أنّ قلبي خالٍ من الموسيقى وشفَتاي خاليتان من طعم التبغ, ومن الشعر والكلام الّذي لا يليقُ بشخصٍ بعيد! سأطلبُ من الله أنْ يُطهّرني من كلّ ذلك , وأن يجعلني شخصاً إيمانيّاً .. يُضيء عند كُلّ التفاته!

رغبة في رفض كلّ شيء :
وهي بالمناسبة ليست المرّة الأولى الّتي أشعر فيها بهذا الشعور الغريب! ولكنّها ليست الأخيرة بالتأكيد , بمجرّد أن تنظر إلى الوجوه الّتي تمرّ من أمام طاولتك وأنتَ تتمتم وحيداً بأغنيةٍ قديمة لفنّانٍ عراقي غابر يقول فيها :
" اللي مضيّع ذهب .. بسوق الذهب يلقاه ..
بس اللي مضيّع وطن وين الوطن يلقاه ..؟!
آآآآآه يا وطن يا خبز "
أقول بمجرّد أن تنظر للوجوه وأنت تتمتم بهذه الأغنية .. فسترى الإختلاف كبير , لأنّ الآن لمْ تعُد كالسابق , وقد قالت ذلك الأديبة زوينه السليماني منذ فترةٍ طويلة .. وصدّقتها للأمانه , ولكنّني لم ألقِ لما قالته بالاً .. أو لم أحاول أنْ أجرّب ذلك , ليس لشيء , ولكن لأنّني كنت أعيش هذه ( الآن ) كما أريد , وليس كما يريد غيري لي! لقد قيل لي منذ وقتٍ طويل بأنّني رجلٌ أعيشُ لغيري , وغيري هؤلاء هم من حولي , وصدّقتُ ذلك واقتنعت به! إنّني أشعُر بأنّني لستُ أنا , لستُ ذلك الّذي كانْ , أو الّذي كان من الممكن أنْ يكونْ! فقد أرهقني البحث في ذاتي حتّى أنّني تعبت ولم أشعُر بي !





* فاصلة .. ليست حمراء !

قد كتبتُ الشّعر عن سابقِ إصرارٍ ..
وبرد!
وتجنّيتُ كثيراً ..
غير أنّي .. لم أُبالغ ..
فالحقيقةُ غالباً إنْ لَم تكُن مرآةُ شخصٍ عاريَ القلبِ ..
مُكابِدْ ..
لنْ تكونَ حقيقةً جرداءْ ..
بل تعظيمُ جاحِد !

التوقيع:
للفكرة وجهان:
حبيبة نائية، ووطن أبكم.
Twitter: @sarhaaan
سرحان الزهراني غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس