[خالد التميمي]

كاتب الرسالة الأصلية : عذوب



وقد يسرف الكاتب في الغموض .. ويخرج من النص وبيده حلقة تمتلئ بالمفاتيح .. يخشى من عيونٍ لديها بعد نظر .. تعرّيه أمام الكل ..
وهذا الكاتب إما أنه يخشى المواجهة ويعتقد أن من سيعرف عنه جانباً سيسرقه منه.. أو أنه يؤمن بمبدأ.. " سفسط تنبسط "
وهناك مأخذ من قبل شعراء " الأصالة " إن صحّت التسمية على شعراء الحداثة ( وأقصد الحداثة الأدبية.. ولست أعني حداثة المعتقد ) وهو ...

أن الغموض المبالغ فيه والطلسمة في الشعر والتخلي عن الوزن والقافية تحت أي مسمى هو هروب أو عجز عن كتابة الشعر الحقيقي...

الأخت .. عذوب


في البداية ..
تحية لطرحك المتميّز ..


سأحاول المشاركه .. بمعادله !



يتلقى القصيدة .. ثلاثة أشخاص ..
الأول .. يعجب بالنص ..
الثاني .. لايعجب بالنص ..
الثالث .. يقف في موقف حيادي .. (وهذا بسبب انه يفتقر للذوق الادبي .. أو انه غير مهتم بالشعر ..)


إذاً ..
( أعتقد ) ان من قسّم الشعر الى الوان واساليب هو ( الثالث ) حين رمى الكره في المنتصف ! وفتح باب الجدال بين ( الأول ) ( والثاني )
واخرجوا هذه المسميات الغريبه .. في وقتٍ يجب ان يكون الشعر شعر بأي طريقةٍ كتب بها ...


من وجهة نظر خاصه ..
لايوجد هناك شاعر حداثة أو أصاله ..
بل هي طقوس كتابية وشاعرية بحته وهي بذاتها من يحكم الشاعر في الاسهاب بالنص أو التركيب اللفظي .. أن جاز التعبير ..
أضف الى ذلك .. التمكن اللفظي للشاعر .. ومحدوديته .. وانتماءه .. وثقافته .. فكلها تؤثر على القالب الشعري له ..



يقول بدر بن عبدالمحسن ..

يطيح جفن الليل .. وآهزّ كتفه
....................... نجم يشعّ وباقي الليل .. مطفي

هنا يتضح ( تحديث ) الصوره .. والغموض

وفي نفس القصيده .. يقول

ليت الشوارع تجمع اثنين صدفه
...................... لاصار شبك المواعيد .. مجفي

وهنا يتضح الوضوح .. والبعد عن الغموض ..


أيضاً ..

يقول نايف صقر .. في أشهر قصائده ..


يهزّ غصن الرجا .. نسناس
..................... واجمع لك الدمع من خدّه

هنا ( تحديث ) للصوره ..

وفي نفس القصيده .. يقول

لي صاحبٍ ناعمٍ حساس
.................... أغليه بالحيل .. واودّه

وهنا ووضوح تام


وهذا يعني انه من الصعب جداً تحديد هوية الشاعر من بيت واحد أو نص واحد .. بل الأولى هو النظره الشموليه ..
واعتقد ان الغالبيه من الشعراء لاينتمون الى شريحه محدد بالكتابه بل أنهم كتبوا على أكثر من لون .. وأكثر من طابع
فمن يقول أن هذا الشاعر .. شاعر حداثي .. فليقرأ له قصيده رثاء !
ومن يقول ان هذا الشاعر .. شاعر أصاله .. فليقرأ له قصيدة وصف وغزل


اي ان المسأله .. هي مسألة ذوق .. وإعجاب ..



في النهايه ..
لاأجد أجمل مما قاله .. ميخائيل نعيمة ..

( لكل كلمة أذن ..
ولعل أذنك ليست لكلماتي ..
فلا تتهمني بالغموض ! )





تحياتي