مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 24-10-2004, 04:44   #1
خالد البوعنين
موقوف
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ خالد البوعنين
 

" لا تعاتب وأعــاتب " .. وحديث تبدأه : نورة العجمي ,!

.












هناك نساء شاعرات .
يربكن كل من يقف أمام نصوصهن من شدة الأنوثة ورهافة الحس وجمال البناء والصور !
يتبادر الى أذهان الكثير بأن الشاعرة لا تصل الى مستوى الشاعر ,


أما عندمـــا تتجه دفة الحديث نحو :
" نورة العجمي "

فإن المستويات ترتفع والأيادي تبدأ بالتصفيق لا شعوريا ً ,



نورة العجمي



شاعر من الجيل الجديد ,
قصائدها تفوح بـ.. " عبق " الكلاسيكية القديمة و " برفان " الأحاسيس الحديثة النشأة !


مررنا من أحد عناقيدها المتدلية بكل جمال .
ولم نستطع أن ننتهي من القراءة حتى الآن !





إنطلق القلم !
من زاوية واسعة جدا ً تدل على حياة النص .. وهي زاوية ( الحوار ) الذي يقال بأنه اقرب الشعر الى النفس ..

فقالت :


لا تعـدوى تبسـم مـا تفيـد العـداوة
....................وانت مثل النسيم اللـي يهـز النوامـي



فلنرى : نعومة بنات حواء , حينما تمتزج بالحياء والأدب والخجل !
كان غاضبا ً .. وكانت الشاعرة هادئة جدا ً كعادة نصوصها , لبقة كعادة ردودها , مأدبة كعادة نقاشها .

( لا تعدوى ) مباشرة بالسؤال أتى بعدها جواب وافي لما تريده أن يحدث ( تبسّم ) والسبب هو آخر التابعين ( ماتفيد العدواة )

لله ما ألطفكن بنات حواء ..

وأتى ( تطييب الخاطر ) بالغزل الذي قلمـا نراه لدى النساء .. وهو غزل الرجل ولكن بطريقة الأنثى الخاصة !
( وأنت مثل النسيم اللي يهز النوامي )
وأنت مثل النسيم .. وتشبيه يبعده عن أرض الغضب ويدخل عالما ً آخر تملؤه الفراشات ,





عقب ذاك الكلام وزيـن ذيـك الحفـاوه
......................لا تلـد العيـون ولا تـرد السلامـي ؟


تريد الشاعرة ..
أن تشعره بالذنب .. والندم على تصرفه وعلى قسوته وغضبه .. فإسترجعت كل جميل حينما قالت ( عقب ) وهي أداة مرتبطة دائما ً وتفتح مجال أكبر للشاعر أو الكاتب في أن يتذكر مايريد . .
وحينمــا إنتهت : وصفت تصرفاته القاسية بكل نعومة فقالت : لا تلد العيون ولا ترد السلامي ؟

أي شاعرة ٍ أنت ِ يا نورة ..



عندنا لك سمي ولا نبـي لـك سمـاوه
.......................يكفي انه سميّـك يـا مليـك الاسامـي


أسلوب مريح لأعصاب .. ممتص للغصب .. أرادة البدأ لكي تبدأ نقطة مهمة تحاول أن تفتح لها مجالا ً للحديث !



بس خل نتناقش لـو سمحـت بهـداوه
.......................الصراحة شعاع ونـور يجـلا الظلامـي



( بس ) أداة مرتبطة .. تفيد بقدوم ( شرط ) بدأته نوارة بأسلوب ذكي جدا ً ..



بس خل إنتناقش لو سمحت بهداوة
........................ الصراحة ( شعاع ) و ( نور ) يجلا الظلامي



كانت المقدمة تهيئة لهذا البيت اللطيف جدا ً .
ومن يستطيع أن يغضب أمام ادب ٍ كهذا ؟!

كان بناء البيت رقيقا ً جدا ً ..
ولكنه بنقوش يونانية ثميــنـــة ,



و بعد ان إستلطف حديثها .
وإمتصت غضبه بادرة الشاعرة أحد اللاتي ( كيدهن عظيم ) بقلب الطاولة بهدوء لعله يلين ويصبح الحق من نصيبها !


فقالت :

باقي لي حسـابٍ لـو تكرمـت سـاوه
.......................واجب الود يفرض لي عليـك احترامـي

وباقي فـي جـرحٍ مـن مودتـك داوه
....................قبل يقضي علي اللي يسمـى الهيامـي




ومن هنـا بدأت في عتاب لطيف جدا ً ,
يوصلهم لآخر درجات الحب والتقدير !


وبأسلوب ( حواري ) جميل بدأت بالمقارنة الشخصية لما حدث في السابق وما نتيجته !

فقالت :

قلت لي فيك زين وفيك ملـح وحـلاوه
......................لا تعذب قلوب اهل الهـوى والغرامـي



كان كلامه منطقي لإنسان عاشق !
ولكن طريقة الرد كانت هي المبنية على ترتيب هذا البيت ..



وقلت لك فيك طيب وفيك بعض القسـاوة
.....................بعض الايام احس انك تحاشى الكلامـي


بكل أنثوية الشاعرة !
تحدثت نورة بعفوية تامة .. وبأسلوب رقيق جدا ً وكأنها تهمس في أذنيه .

قال لها وقالت لها .. ولكنها استطاعت أن توصل ما تخمل له من عتب من خلال ما قالته فأي صابة الرد أي المتحكمة بالزيادة والنقصان !



وبتسلسل واضح بالقصيدة .
وبعد أن تمكنت من العتاب بطريقتها الخاصة , بدأت بالتعبير عن شعورها تجاهه كنوع من المراضاة للنفس وله !

فقالت :


الغلا حط في عينـي خيـال وغشـاوه
..................وصرت ماشوف عيب ودون حبك محامي


هنـا لم تشأ نورة بان تمرر كل شيء من غير ان تجعل عتبها واضحا ً .
فبدأت بطمس العيوب أمامها بقولها ( الغلا .. حط في عيني خيال وغشاوة ) فلم تكن لتراها من كثرة الحب !


خذ خيالي وسافر بـه بقلبـك وخـاوه
.......................علمه كيف طار من القلـوب الحمامـي

وكيف زود الغلا لا زاد هجرك ضـراوه
......................مـا يـرده عـذول ولا يـرده ملامـي



وأنهت القصيدة .
بعد أن تأكدت من حفظ كرامتها ومكانها لديه في أن توجهت لوصف مدى محبتها .. وحجم تقديره داخلها !
بأسلوب بسيطة جدا ً لا يقترب من الصور المعقدة ..






ماذا عساي أن أقول لقصيدة كهذه ؟
صح لسانك من هنــا وحتى تقنعي أختاه .




تحياتي للجميع ,

خالد البوعنين غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس