الموضوع: شخصيات
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 03-05-2007, 14:44   #21
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

رد : شخصيات







أبو الحسن الندْوي
1333 - 1420هـ
1914 - 1999م


هو الشيخ العلامة أبو الحسن علي بن عبد الحي الحسني (نسبة إلى الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما) النَّدْوي (نسبة إلى ندوة العلماء)، الهندي الجنسية ، العالمي العطاء ، شيخ الأمة ، ولسانها الناطق بالحق .

كانت بدايةُ معرفة أعلام الشرق العربي به عن طريق كتابه العظيم (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ؟) ، ثم إنه خرج في سنة 1370هـ - 1951م ، في رحلة جاب فيها عواصمَ الشرق العربي ، مستطلعاً أحوالها الدينيةَ والاجتماعيةَ والثقافيةَ، وكانت شهرتُه قد سبقته بكتابه الذي تناولته الأيدي والقلوب والعقول في بلاد العرب ، وكان في رحلاته يلقى علماءَ وأعلامَ الدول العربية واحداً واحداً ويُحدِّثُ كلاًّ منهم باهتمامه واختصاصه ، فيزيد إعجابُ العرب به ويُقدِّرون منزلته ويكرمون محضره ، ويطلبون إليه إلقاء المحاضرات في المساجد ودُور العلم والجمعيات ، ويتحدث عنه العلامةُ الشيخ محمد الغزالي فيقول : (عندما قرأنا للداعية الإسلامي الجليل العلامةِ أبي الحسن الندوي رسائلَه التي سبقت مقدمَه إلى مصر، ثم عندما قرَّت عيونُنا برؤيته وطابت نفوسُنا بعِشرته ، تأكدت لنا هذه الحقيقةُ الكريمة وزِدنا بها إيماناً ، وهي أن الإسلام على اختلاف الأمكنة والأزمنة يصنع نفوسَ أتباعه على غرار واحد ، ويجعل المَشابِهَ قريبةً جداً بين نظرتهم إلى الأشياء وأحكامهم على الأمور) .

وفي دمشق كان قد التقى أيضاً كثيراً من الدعاة والمصلحين آنذاك ، كالشيخ مصطفى السباعي المراقبِ العام للإخوان المسلمين ، والشيخ أحمد كفتارو ومحمد المبارك وعمر بهاء الدين الأميري وغيرهم رحمهم الله تعالى جميعاً .

وكان الشيخُ كفتارو يُكِنُّ له مَودَّةً كبيرة ، ويبدو أن العلامةَ الندوي عاتبه على صلته بالمسئولين الحكوميين الفاسدين ، فدافع الشيخ كفتارو عن ذلك بأنه يريد أن يستفيد منهم لصالح المسلمين قدر الإمكان .

وكان مما يميز العلامةَ الندوي قُربُه من جميع التيارات الإسلامية المعاصرة ، وصِلتُه الوثيقةُ بأعلامها ومُبَرّزِيها ، سواء منها السلفية أو الصوفية أو الإخوانية أو غيرها ، مما أتاح له أن يدرس مناهجها ويتعرَّف على أفكارها عن قرب ، وأن يتوصَّل في النهاية إلى التيار الذي رآه الأَصلحَ والأقدرَ على النهوض بالأمة من بين تلك التيارات ، فقال في مذكرات رحلته بعد بحثه الطويل : (أصبحتُ أَعتقدُ بعد زيارة بعض البلاد العربية والاطلاع على أحوالها ، أن حركةَ الإخوان المسلمين إذا قَوِيَتْ وانتظَمَتْ على خطوط ثابتة ، هي المنقذُ الوحيد بحول الله تعالى للعالم العربي من الانحلال والاندفاع القوي إلى الهاوية ، لذلك أصبحتُ أُعَلِّقُ عليها أهمية كبيرة ، وأَحملُ لها بين جوانحي حُباً عميقاً) .

أَسَّسَ العلامةُ الندوي الكثيرَ من المؤسسات الإسلامية سواءً في الهند أو في العالم ، وحصل على كثير من عضويات الهيئات والمؤسسات الدعوية والعلمية والعالمية ، وكان من أبرز مُؤَسِّسي رابطة الأدب الإسلامي العالمية واختير أولَ رئيس لها ، وترك ثروةً علمية كبيرة من المؤلفات الدعوية والفكرية والأدبية قاربت ثلاثمائة عنوان باللغة العربية فقط ، إذ كان رحمه الله يتقن إلى جانب اللغةِ العربيةِ الأورديةَ والإنجليزيةَ .

انتقل إلى رحمة الله تعالى في يوم الجمعة 23 من رمضان 1420هـ ، قبل صلاة الجمعة وبعد أن توضأ استعداداً للصلاة وشَرَعَ بقراءة سورة الكهف .

رَحِمَ الله تعالى الشيخَ أبا الحسن رحمة واسعة ، وحشره مع نبيه وحبيبه محمدٍ صلى الله عليه وسلم وأَوردَه حوضَه الشريف .

فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس