السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مارأيكم بأن نتبادل فيما بيننا روايه او كتاب اعجبنا وبقي في ذاكرتنا....
مقتطفات...
يلف ذراعيه على ظهر المقعد ويلقي رأسه بين كتفيه...
ويغمض عينيه...
يتذكـر الماضي...
يتـأمل في الحاضر...
يفكر في المستقبـل...
و.. مات الجسد وانتهت كل الحكايات
حتّى أضحت في النهاية ذكرى..
نصيبهـا إستمطـار الرحمة..وإستنـزال الغفـران
و.. مات الجسد وانتهت كل الحكايات
أسمعي يا " نازك " يا ابنتي...
إن رؤياك تقول أن هناك شخصاً يحاول السفر..لكنه يفشل...
ويحاول أخرى فلا يكون له ذلـك بسببك...
ولكـنه في النهاية سيرحل رغمـاً عنك وعنه
و.. مات الجسد وانتهت كل الحكايات
أَلم تسائل نفسك يوماً... ما هذا الذي يحدث من حولك ؟!
وما الذي تصنعه بنفسك وبمن يحبك..؟!
لقد صمتُ كثيراً يا صاحبـي حرصاُ على مشاعرك..
وداريت الأسئلة التي تطاردني..والقلق الذي ينهشني ليل نهار
لكني الآن أخرج من صمتي وأقول..
ما الـذي حـل بـك ؟!
و.. مات الجسد وانتهت كل الحكايات
رفض حينها..إلا أنها كانت مصرة..
أترضى على حساب المحل.. وترفضني أنا..
وقتها رضي بذلك..
إذاً لكِ في عنقي فنجان قهوة..
و.. مات الجسد وانتهت كل الحكايات
لا شيء في الوجود يضاهي أنفاس صباح شمسٍ مترعٍ بروائح أرضٍ خضراء مبللة بأمطار الليل
كان ذلك الشعور يهيمن على عقله وتفكيره وهو يسير في تلك الساعة المبكرة. .ومياة المطر تتبعثر تحت وقع قدمية
و.. مات الجسد وانتهت كل الحكايات
رفع رأسه إليها فرأها تبكي..
تباً لكِ..على أي شيءٍ تبكين
و.. مات الجسد وانتهت كل الحكايات
رفـع أصبعه في وجـهها:
أحببتُ العالم يوم طلبتي مني ذلك..!
و.. مات الجسد وانتهت كل الحكايات
يـاه يا صاحبة القبـر الغالية..
ربما لم يعد لديّ القدرة على المناجاة..
لكني أحتاج إليك بحق..
بحثتُ عنكِ في وجوه العالمين عَلّي أجد من يعوضني عنكِ..
لكني أعود الآن وأقولها..
مُـحال أن يوجد ذلك المخلوق الذي يعوضني عنكِ..
جاء أناس..ورحل آخرون..
لكنكِ كنتِ ولا تزالين..وستظلين..أغلى من فُقِد..
و.. مات الجسد وانتهت كل الحكايات
لا تقطعي عني زورتك..
تعالي إلي وحدثيني..
سأعلم بمجيئكِ..
أعرف خطواتك..وطريقتك في المشي..
سـأميزها تسير على أرض المدافن حين تتجهين نحوي..
و.. مات الجسد وانتهت كل الحكايات
لقد اكتحلت بعدك السهر..
واستجلست الخوف..
واستحليت الهم..
وفقدت حياتي..
ولم أجد عنك خلفاً..
و.. مات الجسد وانتهت كل الحكايات
" محمد "...
لِماذا الدنيا والناس لا يبكـون " سعيد " ..؟!
ألا يعرفون الموت ..؟!
بلـى يا "نازك".. .ولكنهم لا يعرفون " مات سعيد "
و.. مات الجسد وانتهت كل الحكايات
لـ د.سعود الشعلان
مقتطفات...
رغم أن الحب هو الشيء الوحيد الذي لايحتاج لأي مسميات..
صار الواحد يعيش علاقة .. أي علاقة .. مع الجنس الآخر .. فيغدو وقتها محباً..
يحب لا للحب ذاته .. بل لتقمص حالة الحب..
الحب يا رفيقي أن تحب محبوبك بذاته وبروحه وتحب الحياة والدنيا ونفسك من خلاله .. لا أن تحب ذاتك في محبوبك .. فأنت حينها لن تحب سوى نفسك ولن تخلص إلا لها ولن تعطي لسواها.. وهذه هي الأنانية.. حين تحب محبوبك كما تريده أنت .. لا كما هو عليه ..
أتظن يا رفيقي أن المرأة تحب رجلها لأنه أقوى الرجال أو أوسمهم أو أغناهم .. بل لأنه هو..؟!
هل تفهم هذا..؟
بضعفه وقوته..
بفقره..
وربما بدمامته حتى..
لأنه هو.. ولا أحد غير..
والحب ليس استعراض مواهب بل هو طاقة عطاء دافئة مستمرة ..
مَـهَـــــلْ
إننا نستغني عن العالم كله بإنسان واحد يحتوي مشاعرنا.. فليست العلاقات بتلك المساحات الشاسعة التي يضيع الإنسان فيها .. ما أكثر الناس حولنا ، وما أكثر اغترابناً.
تخيلي مثلاً لو أننا التقينا والحياة أكثر تناغماً والناس أكثر إنسانية .. والعمر أكثر رحمة..
إن مشاكلنا أكبر كثيراً من قدراتنا وأحلامنا أطول قامة من أيامنا، وعذاباتنا أعمق من احتمالنا .. لهذا كله يزداد بالحب بإيماني، إنه في زمننا ضرورة إنسانية قبل أن يكون ضرورة عاطفية، إن الحب ليس كلاماً جميلاً فقط ينساب بين عاشقين .. الحب مشاركة إنسانية لمواجهة الحياة.
إرادتان تتحدثان في لحظه كونية لا يعرف الإنسان حدوداً لها ..فيتجاوز حدود الأشياء كل منهما أنه خلق للأخر..أريد امرأة أشعر معها أنها نهاية سفري وأخر نقطة في الكون.
وإذا كنا نترك للأقدار تشكيل حياتنا وصياغة أعمارنا.. لماذا لانعطيها نفس الشيء حينما نحب.
أكره الحب من طرف واحد.. لأن فيه ظلما شديداً.. طرف يأخذ كل شيء وطرف أخر يدفع كل شيء..
حتى الحب يقوم على العدل..
مَـهَـــــلْ
كيف يأتي ؟! كيف يجيء ولا يستأذن ...؟!
لايطرق بابا ولا يحمل تذكرة مرور.. ولا يطلب تصريحاً بالدخول.. فهو الضيف الوحيد الذي يدخل إلى أعماقنا بدون طقوس أو سؤال..
يوم يقرر أن يعلن حضوره .. فيرفع رايته على مدائن أرواحنا حينها.. فقط .. تتغير هندسة حياتنا.. وتختلف حركة العصور من حولنا..
سنشم رائحتة في فناجين قهوة الصباح..
وانتعاشه في رغوة الصابون على وجوهنا..
ويعلن انه هنا.. كرائحة امرأة تدخل إلى المصعد..
أتراك عرفته الآن ياصاحبي؟!
أم أنك تخطيب حدود معرفته..
فعشت معه وفيه..
وحكمت بسلطانه شعوباً لم يحكمها أحد قبلك..
ماذا؟!
أقلت أنه الحب...؟!
نعم .. هو ماقلته
هو القارب الذي يحمل مشاعرنا في كل اتجاه..
نتمزق ألماً .. ونضيع خوفاً..
وتزداد مساحات الحيرة في أعماقنا..
وتعصف بنا رياح الشك والغيرة والجنون..
ونتمنى في داخلنا لو استرحنا من هذا الحب وطوينا عذباته.. ورضينا بليالي الوحشة والسكون ..
ولكن عندما تهدأ لأمواج .. وتسكن الرياح .. وتنام الشواطئ.. نفتش حولنا .. ونشتاق يوماً واحداً تثور فيه تلك الأمواج مرة أخرى ويعود البحر الهادئ إلى صخبه القديم.. ونتلفت حولنا لعل الرياح تبدد ليل السكون الطويل.. ولعل الشواطئ الخالية يعود إليها سكانها الراحلون.
ونبحث عن الحب فلا نجده.. ونظل نسأل عن هذا الزائر الذي فارقنا في لحظة جنون ولم نسمع عتابه.. ونتمى لو أنه عاد مرة أخرى بكل أحزانه.. وجنونه..
مَـهَـــــلْ
وما تزال هناك أشياء تنتظرك لتختبرها لأول مرة..
مازالت هناك مشاعر جديدة لم تمر عليك بعد ..
أول سيارة من مرتب عملك..
فرحة زواجك .. وشريكة حياتك..
شعور الأبوة.. وأول مولود..
أول بيت تمتلكه..
أول حفيد..
أرأيت ..؟!
مازالت الحياة أمامك..
لحظات كهذه .. هـــــي ماتجعل الحياة تستحق عيشها..
تخيل أنك تنام الليلة وأنت تعلم أنك لن تصمد إلى أن يمر عليك شعور جديد أو أمل أو ترقب في حياتك القادمة..
فما فائدة الاستيقاظ على يوم جديد..إن لم يكن هناك أمل أو ترقب..
بطريقة أو بأخرى .. المجهول هو مايبقيك حياً.. منتظراً .. متحمساً .. متفائلاً
والمجهول الأكثر سحراً.. يوم لا تعلم كيف ستكون نهايتك.. كيف ستنتهي رحلتك
من يعلم هذا الشئ بالذات.. فهو ميت منذ اللحظة التي علمه بها..؟!
" مَـهَـــــلْ "
ويفكر في أيـــــــــــــامه..
فيرى عمراناً صنعته يـداه ... ويتــأمل خرابـاً جوزي بـه قلبــه ...
.
مَـهَـــــلْ
الرائحة الغريبه بالمسجد تزكم أنفه..
لمرات كثيرة تساءل عن ماهيتّها.. لكنه لم يتوصل إلـى نتيجة...
قالوا له ذات مرة أنها مزيج من رائـــحـــة الكافور والسدر العــالقـة بأجســاد الموتـــى الذين يصلى عليهم في هذا المسجد
مسجد " عتيقة " لكن مهل توصل إلى شيئ أخر.. وهو أنها رائـــــــــــحـــــــــــــــــــة المـــــــــــــــوت لـو أن للموت للموت رائــــــحة
مَـهَـــــلْ
" أدعوا لها بالثبات "
يا الله .. ألا يستطيع هؤلاء أن يدفنوا بصمت..
ألا يكفيكم الموت أيها الناس حتى تبعثوا الحزن والبكاء في أرواحنا بمثل هذه الكلمات..
كان مهل يرى أن مثل هذه الكلمات ماهي إلا جنود للموت..كأنما هي مثل صنابير المياه لدموعنا..
مثل هذه الكلمات والعبارت تخبرك أن الأمر فعلاً هو كما يبدو ولا مجال لتكذيبه.. فالصلاة ومراسم الدفن يحسها الإنسان وهو في عالم من اللا تصديق يسيطر عليه...
مَـهَـــــلْ
لكنه فقـــط كان يريد أن يرتاح ولو راحة يــــــــــــــــــــــــــــــــأس..
مَـهَـــــلْ
ماذا لو اصابني الخرف فـــــــــــــــــــي نهايـــــــــــــــــــــة عمــــــــــــــــــــــــــــــر ي
ولم أعد اتذكرك
مَـهَـــــلْ
" لقد عـــدت إلــى سابـــق عهــدي لا مسؤوليات لدي ولا التزامات ولا عوائــق .. ولا أريد أن أمتلك أي شيـــئ..
أو أحب أحـداً..
أو أتعلق بالناس..
أو الأماكــن..
أو الأشياء.. كثيــراً
أدرك مهـل أن هناك لونــــــــاً من الحــــــــــب لاينــال أهلــه منه إلا أن يســــــــتردوا قلوبهـم وهـــي تالفـــة الشغـاف مخضلة بالـــدم .. وأصحاب هذه القلوب هم الذين يلجـأن إلـــــــى الأديـــرة في أخريـات الحــــب فبضمـــدون جراحهـــم بالمســـــــــوح .. ويحيلون النقمـــة التي تنهــش قلوبهـــــــم إلــــــى رحمة وشفقة واستغفار، وديننا ليــــــس فيـه رهبانيــة ، ولكن الذي ينال من الحب هـــــــذا المنــــــال ينقلــب دون أن يشــــــــــــــعر إلــــــــى راهـــــــــــــــــــــب .. ولــــــــــكــن في غير ديــــــــــــر ..
يسعى بين الناس .. بعيداً عن الناس
ويكره خلق الله
لكنه يستغفر لهم ...
من رواية
مَـهَـــــلْ
لـ د.سعود الشعلان
.