الموضوع: ذكريات ..!!
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 30-11-2004, 02:28   #47
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

34 رد : ذكريات ..!!















*
\
/
\
/
*




جامعة 6 أكتوبر



هل تريد سيجارة ؟!.. شكراً .. أنا لا أشرب إلاّ في المناسبات!.. وأي مناسبات ٍ تقصد .؟!.. تلك التي تأتي فجأة .. بدون موعد !.. سواء ً كانت حزناً أم فرحاً ..! جميل جداً .. سأعرض عليك ومن باب مناسبة " الـ فجأة بنتائج الامتحانات " .. أن تدخن معي غداً ! .. سأصطحبك وفي يدي سيجارتان .. وسندخّنها على حسب الظروف .! .. تمتمت , حينما خامرني شعور ٌ بأن كفة الحزن سترجح .. ماذا تقول .. لا شيء يحيى .. أتمنى لنا سيجارة ً مبتسمة !


أتعلم يا صديقي .. هذه السنة موعد التخرج ـ بعد توفيق الله ـ ولو تم ما خططت له .. سوف أذهب للعمل خارج مصر , في الكويت تحديداً .. سأُكوّن نفسي .. وسأتزوج .. وربما أستقر .. هناك الكثير من الأحلام .. وَ .. صوت موسيقى مزعجة من جوال يحيى .. إنّها لأغنية عمرو دياب " ليلي نهاري " .. أشعر أنّي أتوتر منها .. ممكن ترد بسرعة يحيى ؟ .. تنتهي المكالمة .. لم تعد لملامحه ملامح!

في الصباح .. يأتي أحمد ـ صديق يحيى ـ بسيّارته.. نحن باتجاه الجامعة .. يُخرج أحمد " علبة السجائر " يأخذ يحيى سيجارة .. ينظر إليّ بتهكم ٍ ويقول: المناسبات فرص ! .. يُدخل أحمد الكاسيت .. يعود عليّ التوتر .! .. ما قصتهم مع هذه الأغنية " الغبيّة " .! .. أصبح الطريق أطول من ليل امرؤ ألقيس! .. " عرَق " القلق يتقاطر من جبين يحيى , كلّما اقتربنا .!. حتماً .. السرّ في المكالمة ؟!


منظر الجامعة يوحي بالهيبة .. الحديقة على شكل حلزوني .. في المنتصف " نافورة " لها شكل الجامعة .. منتصب ٌ في أعلاها القلم .... هناك إيحاء ٌ جميل .. الجامعة / أساس النبع .. القلم / في القمة .! .. يحيى .. هل توحي لك هذه النافورة بشيء ؟ .. نعم .. ولكن ..هلاّ نظرت إليّ .. هناك نافورة ٌ أولى بالاهتمام ! .. توقيت خاطئ للسؤال .. لن أتكلم مطلقاً .. حتى أرى وجه السيجار المنتظر !


نحن نقترب الآن .. الزحام رهيب ٌ حول لوحة " الأسماء " .. يحيى .. ذهب يشق الصفوف بقوة.. ..كأني بـ " عنترة " .. واللوحة .. لمعت كبارق ثغرها المتبسم ِ ! .. بعد لحظات .. عاد وكأن ما يخشاه وقع .. لقد شَطبت اللجنة أسمي .!. وهل معك أحد ؟! .. نعم .. وما السبب ؟! .. تكلم مباشرة ً أحمد .. يُقال .. أن رئيس الشؤون المالية في قبضة التحقيق الآن , فقد أسقط من السجل بعض الأسماء التي دفعة رسوم الفصل الدراسي .. ليحصل على نصيبهم .. ـ قوانين الجامعة تمنع الحصول على النتيجة ما لم يتم دفع الرسوم ـ .. يتهلّل وجهه يحيى .. وتأتلق أساريره .. هناك احتمال ٌ جديد .. يخرجه من ضيّق التفكير إلى فسحة الأمل .. حسناً .. لنذهب إلى عميد الكليّة مباشرة ً .. يصرخ أحمد .. هل جننت .. ألا تعرف العميد .. لو أتيته برائحة الدخان التي تعطّر جسدك , لشطبك نهائياً .. ملامح الدهشة تأخذني .. يستطرد أحمد بعد أن نظر دهشتي .. هل تصدق أنه ألغى " تخّرج " أربعة من زملائنا .. بسبب التدخين في بهو الجامعة ! .. إنّه متشدد ٌ أكثر من التشدد نفسه .! يحيى يقاطعه .. حسناً .. حسناً .. سنذهب لمدير شؤون " الطلاّب ".. خطوات يحيى تثاقل .. الشيء الذي يخافه يكبر من جديد .. يطرق الباب .. تفضل .. يختلط صرير الباب بـ صوت يحيى الذي وكأنه يردد مقولة بلقيس " كأنه هو " .. ينفتح الباب .. إنّه العميد !.. أهلا ً تفضلوا بالجلوس .. سبق الارتباك يحيى وجلس .. بدون مقدمات .. يشرح القصة .. العميد باختصار .. أنت من ضمن الأسماء التي لابد أن تذهب إلى التجنيد لمدة سنتين ! .. لم أنظر ليحيى .. خشيت أن أرى تساقط حسرته كما رأيت تساقط أحلامه في لسان العميد ! .. قلت : يا حضرة الدكتور.. هل توقيت التجنيد عند بداية التخرج وتأسيس الحياة مناسب؟! وهل طريقة الشطب واللعب بالأعصاب مجدية؟ وهل لو كان لك أبن ٌ , ستذهب به للتجنيد في هذا الوقت تحديداً ؟ .. تقطّب حاجبي العميد .. وعيناه يتقادح منها الشرر .. لكنّي لم أخطئ .. بدت أوداجه تنتفخ .. يصرخ : ما هذا ؟! .. تتبعت مسيرة الـ ما هذا ! , كأنها ليحيى الذي تركته في حالة " اللا شعور " .. نظرت إليه بسرعة .. لم أستغرب .. مد لي سيجارة .. وقد سبقني !



*
\
/
\
/
*



مخرج :


شي ٍ بقلبي واهجه مستمري

............ لولا أزرق الدخان يطفي لهيبه

سلط على الدخان لو هو مضرّي

............. له حزة ٍ عند احتكام المصيبة



بندر بن سرور ..بعناية !

التوقيع:
ما أشدَّ فِطام الكبير!
مالك بن دينار


:
:
الموقع الشخصيّ

.
فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس