في أحدى الأيام وقبل قرابة الأسبوعين تقريبا ً ..خرجت قاصدا ً سيارتي . أستوقفني حينها إحدى مظاهر الإحتجاج الرائدة في زمننا هذا والتي تستحق أن يحصل صاحبها على ( براءة إختراع )
ذلك المظهر لم يكن لافتةٌ منصوبة ٌ في الشارع
أو هتافات تصدح بها الحناجر
أو منشورات تحمل مطالب مـُلحه
بل وجدت على زجاج سيارتي الذي تراكم عليه الغبار بفعل أجواء الرياض ما تم كتابته نصا ً برأس الأصبع
( يصقط اوبام ... يصقط مبارك .. يصقط فالح )
كانت طريقة الكتابة بأخطائها الإملائية محرضة ٌ للتساؤل !!
تُرى من فعل ذلك ؟
وماذا يريد ؟ !
وقبل كل هذا من يجرؤ أن يمس زجاج سيارتي ( المغبّر ) !
لقد تجاوز حينها خطا ً أحمرا ً في وقتٍ كنت أظن أن الخطوط البرتقالية تحرق من يتجاوزها
وبعد البحث والتحري
أتضح أن كاتبها شقيقي الأصغر عبدالله ذو الـ 10 سنوات !
كتبها ناقما ً ومُمتعضا ً من جبروتي كما يدعي !
وكانت سقف مطالبه حينها لا تتجاوز ( قيامي بإنشاء حساب ٌ له في الهوتميل )
يعني يبي إيميل !
بالطبع رفضت لأني مؤمن أن عمره لا يتناسب مع إستخدامه للإيميل علاوة ً على عدم حاجته له !
لكن بعد وساطات خارجية وعصيان مدني من قبله أدناها حينما أقول
( جب لي كأس مويه ) يقول ( معصي )
اضطررت أن أجلس على طاولة المفاوضات !
سألته طيب ليه الإيميل !
قال ابي أكشخ فيه ، ثم عيال خالي عندهم إيميل ! وش فرقي عنهم ! ، وفيه ألعاب لازم اسجل ايميلي عشان ألعب في النت !! بعدين أنت ليه عندك ايميل هاه !!!
خلاصة الجلسة أنتهت بإنشاء حساب له ُ في الإيميل
وهذا يعود لعزمي على القيام بإصلاحات سياسية في محيطي الصغير !! ذلك المحيط الذي ظننت أنه لن يثور عليّ أبدا ً أبدا ً
ولكن للأسف تلك الإصلاحات لم تكن كافية ٌ حينها
فبعد فترة ليست بالطويلة دخلت مسانجري ! الساعة 12 ليلا ً
ووجدت عبدالله متصل !!
فكانت هذه المحادثه !
عبدالله: هلا
لقد أرسل لك عبدالله لتوه إشارة تنبيه.
عبدالله: فلوح
الثـــاني ، أول الخاسرين: مانمت
يالله نام بكره مدرسه
عبدالله: لا
عبدالله: اب اغيب
لقد أرسل لك عبدالله لتوه إشارة تنبيه.
لقد أرسل لك عبدالله لتوه إشارة تنبيه.
عبدالله: فالح شريت شريط صوني
الثـــاني ، أول الخاسرين : ماراح اجيب الشريط بخليه في الرياض الا اذا رحت تنام الحين عشان تدرس
عبدالله: بكره علين حفل
عبدالله: عشان الملك عبد الله
الثـــاني ، أول الخاسرين : تيب رح نام السهر مو زين عشان اجيب الشريط
عبدالله: اجل ليش تسهر انت
لقد أرسل لك عبدالله لتوه إشارة تنبيه.
الثـــاني ، أول الخاسرين : انا بنام الحين
يالله رح نام
عبدالله: ياله اشوف
بررررررررررررررب
الثـــاني ، أول الخاسرين : قفل ماسنجرك
ولا قسما بالله مافيه شريط
عبدالله: زين
عبدالله غير مُتصل الآن
بعدما أرتفعت مطالبه من مجرد إنشاء إيميل إلى أن أنام باكرا ً ، بدأت أخشى أن يعلم شيئا ً عن الفيس بوك ويكوّن حينها حملة ٌ لا أدري ما عواقبها !!
خلاصة الحديث / بناء ً على ما حدث في مصر وتونس وأخيرا ً لي ، يجب على جيلي ومن سبقني أن نغير من تعاملنا التقليدي الذي نشأنا عليه سلفا ً ، فمقتضيات العصر ومتغيرات هذا الزمان وحالة الثوران الهائجة تجبرنا لا محالة أن نكون أكثر ديمقراطية وأن نتنازل عن بعض ما كنا نؤمن به
فمن يدري قد لا أكون آخر من يسقط كما كتب أخي !!
