بَيرُوتُ يَا بَيرُوتْ!
بَيرُوتُ يَا بَيرُوتْ!
بَيرُوتُ يَا قَلبَ الدُّنََا
بيروتَ يا حُلْمَ المُسافرِ فِي الأسَى
يَا مَرفَأً لبحورِ أشعارِ الدُّنَا
هلْ ليْ إذا ما جئْتُ أبْحَثُ عَنْ "أنَا"..!
ألقَى بأرْضِكِ غَايَتِيْ
هلْ ليْ إذا مَا جِئتُ أَطرَبُ للكَنَاريْ صَدْحَهَا !
فَـ تُعيدُني لبحورِ شِعْرِيْ
يومَ كُنَّا تَحْتَ أشْجَارِ الصَّنَوبَرِ عاشِقينِ اثنَيينِ يَرعَانا الهَوى!
فيْ يَومِ كُنَّا نَحْتَسي خَمْرَ التَّصافِيْ بينَنَا
فـ يَغَارُ مِنْ إحْسَاسِنَا "نَبْعُ الصَّفَا*"
"والصَّخْرَةُ" الصَّمَّاءُ تَسْمَعُ هَمْسَنَا
والرَّملُ يَسرقُ لَونَهُ مِن لَونِنَا
بَيرُوتُ يَا بَيرُوتْ!
بَيرُوتُ يَا قَلبَ الدُّنََا
بَيروتَ هَاكِ لحونَ عُشَّاقٍ أتَوا
مِنْ حَفلَةِ التَّاريخِ نَسمَعُ لحَنَهُمْ
طَرَبَاً أنيقاً حَالماً
مَنقُوشَةٌ أسمَائَهُمْ نَبضَاً عَلى خَصْرِ الشَّجَرْ
وَاوٌ وَمِيمُ يحفُرانِ العشقَ نَقشَاً أحمراً
يُسقَى عَلى مَرِّ المَواسِمِ خَمرَنَا
بَيرُوتُ يَا بَيرُوتْ!
بَيرُوتُ يَا قَلبَ الدُّنََا
بيروتُ قَدْ جَاءَتْ أمِيرَةُ أحْرُفيْ
هَيَّا البَسِيْ "فُسْتَانَكِ" الوَرْدِيَّ يَا أحلَى الأمَاكِنِ في الدُّنَا..
مُدِّيْ يديكِ وصَافِحِيْ قَمَرَ الزَّمانِ وهَلِّلِيْ
ها قدْ أتَتْ وَهجَاً يُدَاعِبُ شَمسَنَا
تَمشِيْ الهُوينا والورودُ سَواجدٌ
والنَّهْرُ مُبْتَسِمٌ لَهَا
يَرْجُوْ بِأَنْ تُهْدِيهِ مِنْ فَمِهَا رُضابَاً سَاحِراً
هَا قَدْ أتَتْ وَالدِّفءُ في أحضَانَها
مَا ذَابَ يَا بَيروتَ ثَلْجُكِ في "الْفَرَيَّةَ*" مِنْ نِهَاياتِ الشِّتَاءْ..
بَلْ دِفْئها قَبْلَ المَجِيئِ بِنِيَّةٍ..
بَيرُوتُ يَا بَيرُوتْ!
بَيرُوتُ يَا قَلبَ الدُّنََا
فِيْ جَوِّكِ الحِلْوِ اتْرُكينِيْ مَعْ أمِيرَة أحْرُفِيْ
ثُمَّ ارْبطينيْ بِالوَسَنْ..
المَاءُ قُربَ الخُضْرَةِ الغَنَّاءِ
والوَجْهُ الحَسَنْ..
محمد السقاف