مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 07-04-2003, 00:14   #25
حصه
شـــاعــر ه
 

ماهو "الأنتيك المزور" ؟؟.. قطعة تنتمي إلى القديم جرى تصنيعها حديثاً ..

سلام ..

أظن اني بها الكلام ابضيق صدر بعض الربع .. لكن ما عليش ، يزعلون هالحين ، ويرضون بكره ..

وانا في هذه العجالة "المتعجلة !! " سأكتبُ عن علاقة الشعر بالزمان والمكان . محاولة أن أشرحَ وجهة نظري ، التي هي تبقى مجرد وجهة نظر ، لك أن تقبلها ، كما لك " أن تلعن والديها " ..

أيها الشعراء ..

الشعرُ ليسَ مجرد لعب، وإنما هو أشبه ما يكون بشهادة على العصر " الزمان " ، والأمة التي ينتمي إليها الشاعر " المكان" ..... وكلما كان الشاعرَ منتمياً إلى ثقافة زمانه .. قادراً على تمثيلها .. كلما كان منتمياً إلى عصره إنتماء حميمياً .. وهنا ليسَ الفرق في القالب " الوزن الشعري " وإنما فيما يحتويه القالب . مثلاً : إمرؤ القيس عندما وصفَ جواده ، لم يرَ فيه سوى السرعة .. ولم يجد أسرعُ من صخرة دحرجها السيلُ الجارف من عل ِ . فقال :
مكرٍ مفرٍ مُــــــــــقبلٍ مدبرٍ معــــاً .......... كجلمود صخر ٍ حطه السيلُ من علِ
ليأتي نزار قباني بعد أكثر من الف وخمسمائة سنة ، ويستخدم ما كان يستخدم إمرؤ القيس من قوالب، غير أنه رأى "جواد" عبدالناصر بعد وفاته رؤية أعمق ، وأكثر التصاقاً بالعصر" الزمان"، وتعبير عنه . يقول :
حصانك في سيناء يشربُ دمعه ........ ويالعذاب الخيل إذ تتذكرُ
إمرؤ القيس وصف سرعة الخيل حسب مفاهيم ثقافته ... ونزار أسطرَ الحصان فجعله يبكي و يشربُ دمعه و يتذكر . إمرؤ القيس كان وفياً لثقافته، كما كان نزار وفياً أيضاً في تعامله مع الصورة الشعرية لعصره ..

وعندما قال "بسمارك" على ما أظن : "أينما أكون يكون رأس الطاولة" ، في تعبير شعري بديع ينمُ عن أنه الذي يُحدد قيمته ، وليس أين يجلس .. جاء عبدالمحسن بن سعيد ، بعده بزمن ، ومن ثقافة لاعلاقة لها ببسمارك ، ليعبرَ نفس التعبير ، ولكن من خلال مكانه، ومفاهيم ثقافته ، ليقول :
الأماكن هي لكم لي غدى قدري مكان ...... التعب لارقابكم ليصرت بالصف الأخير ! ..
أجاد بسمارك كما أجاد بن سعيد ، رغم إختلاف المكان و الحيز الجغرافي الذي ينتمي له الأثنان ..

كل ما أريد أن أقوله هنا : أن إمرءَ القيس أجاد في سياق زمانه ، مثلما أجاد نزار حسب معطيات ثقافته وتطور مفهوم الشعر في عصره . كما أن بسمارك عّبرَ حسبَ مفهوم "رأس الطاولة" الذي يعني الرئاسةفي ثقافته، كما أن ابن سعيد حقق نفس القدر من الشاعرية ونفس الفكرة وكان مرتبطاً إرتباطاً حميمياً بمكانه ومفاهيم ثقافته ..

والقديم يبقى جماله لقدمه . والجديد يكمن جماله في جدته . وعندما يحاولُ رسامٌ مثلاً أن يعيدَ اليوم رسم "لوحة الموناليزا" ستبقى هذه اللوحة "مزورة" حتى ولو تجاوزها فنياً حسب معايير الفن التشكيلي الإنطباعي . تماماَ مثلما يحاولُ " الشاعر" اليوم أن يكتبَ بشروط شاعر الأمس ، فمهما حاول الإجادة في كل متعلقات القصيدة فنياً، فلن تصلَ قيمتها الحقيقية إلى قيمة القديم، وسيصبحُ إلى درجة كبيرة مزوراً ..

فالأنتيك تبقى قيمته في قدمه ، حتى ولو إستطاع نحات اليوم أن ينحت قطعة مشابهة ، أو حتى أجملُ من الأصلية !! ..

خلصت .... هذا كل اللي أبي أقوله ، وسلامتكم ...


اخر تعديل كان بواسطة » حصه في يوم » 07-04-2003 عند الساعة » 00:28.
حصه غير متواجد حالياً