مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 25-11-2009, 12:40   #42
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : يوميات إنسان آخر ..!


0
العشاق
.
.



العشاق لا يتزاوجون..
هكذا شاء الرواة دائماً !
0
0


في الذاكرة يقبع كتاب كنت قد اقتنيته في مقتبل الشعر.. كان بعنوان (عشاق العرب) فقدته فيما فقدت من ذكريات الزمن الجميل.. ولم أعد أذكر اسم مؤلفه، ولا الدار التي انتشر منها.
حملت صفحاته قصص عشاق الصحراء، وقد كانوا جميعهم ينتسبون لقبيلة الشعر، الذي ظل ذاكرة العرب على امتداد تاريخهم.. مما زاد من الإيمان المطلق بالنسبة لي من كون الحب أو العشق ضرورة شعرية.. ومن ان عشاق الأرض جميعهم شعراء بالعشق، وعشاق بالشعر!
وما آثرت اليوم استعادته عبر تلك السيرة الأولى المختصة بالذكريات والكثير من الشجن البدائي والتناغم القروي مع التاريخ الشجي والزمن الفطري هو النهايات النبيلة والموجعة دائماً التي اتفق العشاق فيها على الفراق، ونسجت منها الأفلام الهندية نهاياتها، مما يفتح لنا اليوم أفقاً للتأمل في مفهوم العشق الشاعري، أو شعر العاشق وفي احتفال الرواة بالنهايات الحزينة دائماً!
إن خلود قيس ليلى أو جميل بثينة أو غيلان مية أوتوبة أو ليلى الأخيلية أو غيرهم من عشاق التاريخ العربي كان ثمنه الفراق دائماً، وكأنما العشق يفقد ذاته باللقاء، فلا تكتمل دورته التاريخية إلاّ بالفراق، ولا يتناقله الرواة إلاّ نعياً نقرأه في طفولتنا الأولى وجعاً يدغدغ عواطفنا ويأخذنا إلى مدينة الغد مبللين بالمطر!
الا يولد العشق إلاّ من رحم المعاناة؟!
ربما.. ولكن كيف سنفهم العشق الذي لا ينتهي بالفراق، حينما لا يشكو العاشق العناق، ولا يحتفل إلاّ بوجعه كسيراً، حينما لا يغني نشوته كثيراً؟!
أم أنه التاريخ الذي يكتبه المنتصرون دائماً في سيرتنا، فينتقون من العشاق أوجاعهم، ومن قصائدهم بلل عواطفهم المتصحرة، ومن حنيننا بعض ذكرياتنا التي نعبرها أكثر تأملاً، ونستعيدها برؤيا حاضر مفعم بالسياسة حد الرجم بالأحذية، وبالاقتصاد العالمي حد الافلاس في الحنين إلى زمن الحنين...

.
.
.
حين يطيل الموت في غفوته ..
غدًا يومٌ آخر ..!





التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi




اخر تعديل كان بواسطة » إبراهيم الوافي في يوم » 25-11-2009 عند الساعة » 12:51.
إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس