مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 30-07-2006, 14:31   #1
يعرُب
 

على الخد سالت .. دمعة !!

لرجل لا أعرفه .. ولم اقرأ له من قبل
في توقفي عند نهايات الوافي في موضوع ( قراءة غير ممنهجة )
في نص الرحال عبدالهادي الخليوي رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته
لم أكن أعرف الرجل من قبل ولم أطالع أي نص خاص به

والعيب يرجع إلى أني لا أجيد فهم هذا النوع من الشعر إلا بالسماع
والقراءة له لا تجعلني متمكن من فهم الكثير منه
فأجد تذوقي له عن طريق تلقيه بالسمع أفضل
لكن هذا قد يرجع للبيئة الفارسية التي تربيت فيها فأخوالي فرس
وهذا ما يجعلني غير متمكن من اللغة العربية بشكل تام

وبين أسطر الوافي هناك ما استوقفني حينما حجّر الأستشعار على طائفة معينة
من الناس في قوله ..
(أن ثمة علاقة نفسية بين الموت والشعور به لدى الشعراء )

والحقيقة أن هذه الحاسة موجودة بين مختلف البشر وليست حكراً على طائفة
معينة قد تتميز برهافة الحس ولديها من المعاناة ربما يزيد عن غيرها
إذ أن الأمر يشمل طوائف مختلفة من الناس بين كبير وصغير حتى أننا نجد
هذه الصفة أحياناً عند بعض الأطفال وهو الأستشعار بالغيب من غير العلم به

وما أجد نفسي عليه أني انظر للبيت الأول نظرة تخالف ما هو عليه شيخنا الوافي
وهي نظرة تلميذ بليد بين يدي معلم قدير وأحببت أن أقول ما يجول بخاطري
ربما أجد ما يخالفها وقد اؤمن به
فالموت غياب أبدي والأعتقاد بين قصر وطول غياب ينفي حالة الأستشعار
التي تحدث عنها السيد الوافي حيث أن احتمالية العودة واردة وقائمة .
كما أجد أن قوله في .. لا تسال عن غيابي ..
لا تتعدى اكثر من إخراج نفسه من دائرة العتب
وليس فيها ما يوحي بشيء آخر والغياب هنا أمره متروك إما هجر وفراق
وهذا في حالة أن تكون المدة طويلة وإما فراق تحت تأثير حدث قائم
ينتهي بزواله وهو ما حدده بمدة قصيرة


راق لي دخول ديون الخليوي رحمة الله عليه وفيه أحاول أن استجمع قواي وانا بين صفحات أطويها الواحددة بعد الأخرى أتجول وتزداد لهفتي على معانقة الأحرف لهكذا شاعر أمرّ اول مرة بديارة العامرة بالخيرات والمزينة بنقوش ليست لكل البشر

وبينما أنا أحلق مع متعة الحرف والكلمة وأردد أبيات تنساق مع لساني كـ الماء في مجاريها بدون تعثر ضغطت على المعرف الخاص بالشاعر فوجدت أمامي مجموعة خيارات منها ( ارسال رسالة خاصة الى عبدالهادي ... )

صفعة أفقدتني قليلا من توازني وقشعريرة سرت في جسدي وأنا اتأمل هذا الخيار وفكري يبحث عن رسالة وعن من يمكن أن يستلمها هل ستكون رسالة تائهة بين عالم من الأحرف الألكترونية أم انها ستكون قابعة في مكان توجد به آثار رجل قد رحل ولا يمكن أن يعود لنفس المكان ، أين ستنتهي رسالتي هذا ماشغل تفكيري وبث الأحزان في أعماقي . بدأت التهم أصناف من الحيرة عن رسالة بلا عنوان لا أعرف ماذا ساقول بداخلها لرجل لن يقرأها ستمر عليها الأجيل وتتلاحق الأزمان وهي ساكنة باقية بختمها الذي وضعته وحبرها الذي لن يشاهد النور منذ أن أغلقت عليه

قررت أن أرسل رسالتي وأنا على يقين أنها سوف تصل
ساكرر بين الأسطر رحمك الله يا أبافهد واسكنك فسيح جناته

نعم هو الرجل الذي لا أعرفه وليس هناك ذكريات تجمعنا بتفاصيلها سواء حزن أو فرح أو ضحكات وبكاء ليس هناك اماكن توقفنا فيها سوية أو أماكنة نحاول أن نشرد بالذكرى منها أو مواقف نطرد الوقت للوصل إليها , ليس بيني وبينه سوى أني مررت بطريق مع الوافي الذي طلما توقفت عند مايكتب فأنا أعشق وقفات الوافي لأنه رجل يحمل الكثير من الحب وهو علم في زمن تكثر فيه الرايات الممزقة

لم نلتقي من قبل ولكني أنا الآن بداخل إرثك الذي تركت لنا بين الصفحات أتنقل وفي ظلال الأحرف آخذ استراحتي معها تجعلني أشعر انك كنت هنا آثارك باقية على الكلمات والنقط والهمزات أنت هنا وستبقى هنا

هذا أنا الرجل الذي لا يعرفك غلبتني دمعاتي فكيف هو حال من كان معك وتواجد في متصفحاتك وترك أحرف مررت عليها انت من قبل .. رحمك الله يا أبا فهد وأسكنك فسيح جناته
أعلم وأنا على يقين أنه لن يصلك من كلماتي هذه في رسالتي لك إلا الدعاء

أكتب لك هذه الرسالة وأنا في مكان عام أقاوم العبرات وأتذوق مرارت القهوة والناس من حولي يتحدثون بصمت وأنا اسمع ضجيج متهالك , أفواه أرها تتحرك ولا أسمع سوى تداخل الصرخات , نساء واطفال .. رجال وشيوخ في حركة مستمرة ملامح الحياة تحيط بي وأنا في رحلة نحو عالم السكون

لن أحمل معي رسالتي هذه ساتركها هنا فوق طاولة وبجوار كوب قهوة لا أتمنى ان يقرأ حظي من سيأتي خلفي ويجلس في نفس المكان ما تمناها هو أن يشاهد رسالتي هذه ويترك لك بعض الكلمات التي قد يصلك منها البعض .
من شخص ربما يعرفك وآخر لا يعرفك


رحمك الله يا أبا فهد وأسكنك فسيح جناته




يعرُب

التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية




اخر تعديل كان بواسطة » يعرُب في يوم » 31-07-2006 عند الساعة » 12:18.
يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس