مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 04-09-2008, 23:10   #22
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

رد : قرأتُ فيما يقرأُ الـ.....




.


عجائبُ الدنيا السبع
إبراهيم المصري





أنا.. عاشقٌ تقليدي
أضع كل صباح وردةً على النافذة المغلقة للحبيبة، ثم أتطلع إلى النافذةِ باكياً، ربما يجرها بكائي بلطفٍ من شعرها لتقابلني على الناصية.
وأحياناً...
قد أساوم القمر على الانصراف من عمله مبكراً، وأرشوه بسبع نجمات، من تلك المتوفرة بوقاحة إلكترونية على الإنترنت، ربما ينصرف وأجد الليلَ معتماً فأقبِّلُ حبيبتي قبلةً، يعود منها كلانا مخموراً إلى البيت.

أنا.. عاشقٌ تقليدي
أود أنْ تنتهي قصة حبي بالزواج، رغم أنف القبائل التي ترى الحب نكسةً قومية، وتعامله كما لو كان فضيحة لأنوثتها المُصانة برماح ورقية مُسمَّمة.
إنها تحاصره بالقصائد، وتسرده حكاياتٍ طويلة في مساءاتٍ خرافية لا تنفد، ولا تريدني في دور البطل الذي يخطف حبيبته على حصان أبيض ويطير بها إلى الغيم.
أنا.. ورغم أنف القبائل، سوف أطير بها، كوني عاشقا تقليدياً يؤمن بالمعجزات، وبعجائب الدنيا السبع، تلك التي تجسدها حبيبتي وحدها.

أنا.. عاشقٌ تقليدي
أجيد الشوق والوجد والبكاء والانتظار، مُستنداً بظهري على شجرة، أو على جدار، أو حتى على الـ.. MSN MESSENGER .. ولا يهمني إنْ مرت الساعات بأظلافها على وجهي مثل حيواناتٍ متأنية في بحثها عن قبضة عشبٍ قد تكون أهدابي.

أنا.. عاشقٌ تقليدي
من قمة رأسه حتى أخمص قدميه، كما تقول اللغة العربية التي تؤنث الجنة والنار، بوصفهما الوصال والفراق، حين يجربهما عاشقٌ تقليدي ويعيش على أمل أنْ يكون الوصال خلوداً أبدياً في أحضان حبيبته، وإنْ كان لابد من تحديثِ البلاغة، فلأقل: أنا عاشقٌ تقليدي من وعيه بالحياةِ طفلاً، إلى الحلم في أنْ تكون الحبيبة عولمةً كونيةً للعشق.

أنا.. عاشقٌ تقليدي
يؤمن بوحدانيةِ الحبيبةِ في فؤاده الذي يخرج دائماً عن نظام الطبيعة، ويدق بعنفٍ ظاهر حينما تعطيني الحبيبة موعداً، أو حينما تنصرف بدون أنْ تدس الطمأنينةَ بين شفاهي المتأهبة إلى قبلةٍ ثانية.

أنا.. عاشقٌ تقليدي
يرتدي ثياباً أنيقة، يقص شعره ويحلق ذقنه جيداً، ولا يهيم على وجهه في البراري، فقد أعطته الحضارة فرصةَ أنْ يهيم برسائلها على الإيميل أو على الهاتف المحمول، أو في القصائد التي يكتبها أملاً في أنْ تقرأها حبيبتي وتقول: يا له من شاعر تعذبه الروح، تلك التي من حبيبةٍ، دائماً ما ترسل وهجاً يُراقصه العاشقُ في سعيه إلى تجسيدِ الوهج.

أنا.. عاشقٌ تقليدي
لا يرى غير حبيبته وجهاً، يطل بالشمس على الأرض، هذا إنْ كان الوقت صباحاً.. وإنْ كان ليلاً يطلُّ وجهها.. لن أقول قمراً، فتلك صورة قديمة.. وإنما يطلُّ شغفاً، أقبِّلُ خديه، جبينه، أنفه وعينيه، مؤجلاً قبلة الشفاه إلى لحظة .. نتوقد فيها .. كما يتوقد عاشقان تقليديان في أنَّ العشق ليس قبلة، وإنما العشقُ.. قبلةُ الحياة.


.

التوقيع:
ما أشدَّ فِطام الكبير!
مالك بن دينار


:
:
الموقع الشخصيّ

.
فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس