[طخ طيخ]

قال الاعشى :
لمن الدار تعفى رسمها** بالغرابات فأعلى العرمة

قال لبيد بن ربيعة :
بالغرابات فزرفاتها ** فبخنزير فاطراف حبل

قال الهمداني في كتاب صفة جزيره العرب ( فأول ماء ترده من العرمة من عن يسارك قلت هبل وهي تنكش وتعضب سريعاً ومن عن يمينك قلات يقال لها النّظيم نظيم الجفنة ومن عن يمين ذلك على ميسرة الشباك شباك العرمة والغرابات ثم تقطع العرمة فترد وشيعاً وهو من مياه العرمة إلا أنه مفضى في ناحية القاع .. )

وقال البلاذري في كتاب فتوح البلدان حول اقطاعات النبي صلى الله عليه وسلم لاهل اليمامة : ( وحدثنا القاسم بن سلام قال: حدثنا الحارث بن مرة الحنفي، عن هشام بن اسماعيل أن مجاعة اليمامى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابا: " بسم الله الرحمن الرحيم.
هذا كتاب كتبه محمد رسول الله لمجاعة بن مرارة بن سلمى.
إنى أقطعتك الغورة، وغرابة، والحبل، فمن حاجك فإلى " الغورة قرية الغرابات تلت قارات.
) .. ا هـ
وما يهمنا هو الشرح الموضح وهو ان الغوره هي قريه الغرابات وانها تلت قارات والغوره هي الغويره الواقعة في اطراف وادي الترابي جنوب شرق مدينه الرياض والله اعلم
قال الشيخ ابن بليهد رحمه الله في كتابه صحيح الاخبار : العرمة والغرابات معروفان بهذين الاسمين الى هذا العهد

قال البكري الاندلسي : الغرابات اكام سود مذكوره في رسمها

اما الشيخ ابن خميس حفظه الله في كتابه معجم اليمامة فقد اورد نصوصا هنا وهنا عنها ومن النصوص ما قاله في رسم الخدم فقال : الخدم جمع خادم وخادمه ولان اغلب هؤلاء يكونون سود البشره سميت هذه بهذا الاسم وهي هضيبات سود متناوحات في موضع كل جباله وارضه بيضاء وتقع غرب العرمه وشرق الدغم يحفها طريق المنطقة الشرقية اذا اخذ في اجتياز عطشانه الجافي ( وادي ) المجتاز المتتبع اذا التفت يمينا راى رؤسهن شاخصات وهن في خبت من الارض يعتبر راسا لوادي الترابي .. ولا اراهن الا الغرابات .

ومما اورده في رسم العرمه : ( والغرابات لا اعلم هنالك مايسمى بهذا سوى ان هناك قارات متناوحه سود في منطقه كل جبالها حمر وتدعى الخدم في هذا الزمان وهذه الجبال السود اولى بهذه التسميه الغرابات ولكنها من عن يسار مجتاز العرمه مشرقا لا عن يمينه كما ذكر الهمداني

ثم في رسم الغرابات قال بعد استعراض لعدد من الاقوال والخلط بين غرابه وهوالجبل الذي بين ثادق و رغبه : واعود الان فارجح ما قلته هنالك فليس بالعرمه ولا بقربها اولى بهذه التسميه منها غير اننا لم نعثر على نص يساعدنا على الجزم بذلك

ونفى الشيخ احاله الغرابات الى الغرابه والذي هو جبل غرابه ( جبل بين ثادق و رغبة ) لعدد من الاسباب منها ان غرابه المفرده ليست من العرمه ولا بقربها بل هي في اعلى بلاد المحمل مما يلي الوشم وايضا ان الهمداني حينما وصف الطريق وذكر الجفنه ( ابو جفان ) و رحيين ( رحا غنم ورحا ابل ) وذكر الغرابات يرشح ان تكون جبال الخدم .. والله اعلم

---------
مما تقدم يبين ان الموقع كما ورد صعب الجزم به كما اورد الشيخ ابن خميس حفظه الله لعدم وجود تاكيد على المكان ونص يقوي هذا الاحتمال تماما مع وجاهته كما سياتي بالصور , وايضا وهم الهمداني في الوصف لانه في وصف وسيع قال ان وسيع يمر به مجتاز العرمه من شرقها والصواب من غربها , فان كان الهمداني خلط في هذا الوصف فقد يكون خلط في وصف الغرابات كذلك وبذلك يكون المكان محدد تماما .

وحتى لو لم يتم الجزم به فان الزائر لهذه الهضاب والمنطقه المتاخمه لها ليتعجب اشد العجب مما يراه , فكانها من جبال حرات البراكين من شده سوادها , وقد اورد الشيخ في موضع اخر بقربها ان فيها نباتا لاينمو الا في الحجاز وهو الوهط او لغة العرفط وقد وجدته بالقرب من الخدم وفي تعريفه من لسان العرب ما يلي :
العُرْفُطُ شجر العِضاه وقيل ضَرْب منه وقال أَبو حنيفة من العضاه العُرْفُط وهو مفترش على الأَرض لا يذهب في السماء وله ورقة عريضة وشوكة حَديدة حَجْناء وهو مما يُلْتَحَى لِحاؤُه وتُصْنعُ منه الأَرْشِيَةُ وتخرج في بَرَمِه عُلَّفة كأَنه الباقِلَّى تأْكله الإِبل والغنم وقيل هو خَبيث الريح وبذلك تَخْبُتْ رِيحُ راعِيته وأَنْفاسُها حتى يُتَنَحَّى عنها وهو من أَخبث المراعي واحدته عُرْفُطةٌ وبه سمي الرجل الأَزهري العُرْفُطةُ شجرة قصيرة متوانية الأَغصان ذاتُ شوك كثير طُولُها في السماء كطول البعير بارِكاً لها وُرَيْقة صغيرة تَنْبُتُ بالجِبال ...

بدات البحث عن المكان حوالي ثلاث مرات وفي المره الثالثه والثالثه ثابته وجدت هضاب الخدم فكنت استعين بالقارمن للوصول الى المكان وللاسف كان المكان المسجل خاطئا فقد كان يرسلني الى قفاف * لا ينطبق عليها الوصف ابدا مما جعلني اعيد الكره مره اخرى حتى يسر الله الوصول اليها

واحداثيات الخدم هي

N 24 52 993
E 047 19 210

صوره الخدم او الغرابات من بعد ( الجهه الشماليه )

صوره اخرى للخدم او الغرابات ويلاحظ شدة سوادها

صوره احدى هضاب الخدم من الجهه الجنوبيه

صوره اخرى لهذه الجهه

صوره لنبات الوهط المذكور والذي لا ينبت الا في ارض الحجاز وتشبه اوراقه شجر البرسوبس المعروف وهي مليئه بالشوك

بعد ذلك يسر الله الصعود الى قمه احدى الهضاب مع ان معظم حجارته ملساء
وهذه صوره للجهه الشماليه

وهذه صوره للجهه الشماليه الشرقية

صوره للجهه الجنوبيه الشرقية ويبين الهضاب الحمر والبيض المختلفه عن لون الخدم تماما

صوره للجهه الجنوبيه

وهذه صورة من الجهه الغربيه عندما نزلت ويبين الجبل المخروطي الشكل يمين

صوره مقربه للجبل المخروطي

وهذه صوره من القارمن للارتفاع فوق قمه الهضب

مما لفت نظري فوق القمه امرين الاول : شكل دائري مرصوف بالحجاره وهذه صورته

والامر الثاني وجود ما يشبه البناء متهدم ولم يبق منه الا القليل كما في هذه الصوره

صوره برقاء من احدى جهات الخدم

وهذه صوره اوضح للبرقاء بين هضبتين من هضاب الخدم

وهذه صوره من احد المواقع اللي مررت عليها اثناء بحثي عن الموقع

وهذه ايضا

كانها من ارض الحرات ولا اجزم للحاجه الى التاكد عن طريق مختصين اذ هناك احتماليه لكونها صخور فيها حديد وتاثرت بالتجويه

وهذه عينات من الموقع

المراجع /

* صفة جزيره العرب - الهمداني
* فتوح البلدان- البلاذري
* معجم البلدان - ياقوت الحموي
* معجم ما استعجم - البكري الاندلسي
* لسان العرب - ابن منظور
* صحيح الاخبار عما في بلاد العرب من الاثار - محمد بن بليهد
* معجم اليمامة - عبد الله بن خميس

شكر للاخوين / مراقبنا سلطان و ابو سعد على مشاركتهم لي في هذه الرحله
----
*القفاف : جمع قف وهو ما ارتفع من الارض وغلطت حجارته ولم يبلغ ان يكون جبلا ولا هضبا