مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 19-09-2005, 09:14   #9
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : رسائل إلى أمي الطيبة ( آخر المنتمين إلى الجرح )


( 6 )

متطفِّلٌ هذا المساء ياأماه ..
يفتح نافذته تجاه البوح ، ويتسلّق صمتي ..
قال لي أحد الخارجين على النص :
النساء صلاة الشياطين وعهر الأتقياء .. لم أصدقه لكنَّ القطار الذي سافرت به قصيدتي توقف في محطة التعب الأولى ..
قلت لها ذات مساء ليس بين الماء والماء ملح البحر أو استغاثة مخلوقاته .. مسحت لها ضباب المرايا ووقفت في محراب أنوثتها طفلا ينفخ الروح في دمى انفعالاته وشجنه ..
آه أيتها الطيبة .. كم أنا مشتاق إليها حيث كانت ..!
قولي لي أيتها المتكئة على أريكة السنوات ، كيف نشتاق إلى اللحظة التي نشتهيها ، ونوغل في حزن استحالة استرجاعها أو تخلقها ؟!
متعب أيتها الطيبة ..
أكملي صلاتك ثم أعيدي يدك في فروة شعري ..!!
0
0
0
متكبِّبٌ هذا القلم ..!
الصمت الحاضر هوذاته عرائش الكلام الذابلة في بوابة الغياب..!
والليل الذي ينثر سحره من حكاياتنا، يستمد ضوءه من شمعة أرواحنا التي تحترق ..!
ليس للسفر إلا زاد المسافر يا أماه ..!
ذاكرتي ثقيلة جدا في سفر العودة . ونغمة الحضور هي ذاتها طرقات الغياب المفزعة ..
ستقول حينما نلتقي طيفين في فضاء العتمة :
( كنتُ حاضرة حين كنتَ تتلو قصيدة الغياب ..! )
ما أشهى المرأة التي تجعل الذكاء ضمن مساحيق جمالها الفطري ..!
إنها تجمع الأحلام لكلمة فصل ثم تضرب على طاولة اللحظة منهيةً الاجتماع دون
التوصل إلى حل في قضية تبادل أسرى الذكريات ..!
ما أشهاها يا أماه وما أقساها ...!
سيطول بقائي هنا وستطول صلاتك ..!
أيتها الطيبة .. هلاَّ أعدتِ يدك لفروة شعري ؟!!




التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس