مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 17-11-2009, 01:55   #16
محسن سبعان
شـــاعــر
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ محسن سبعان
 

ام محمد تنادي.. وا مشعلاه


ولد وهو يعاني من إعاقة جسدية وكان والديه يوليانه اهتماما بالغا حتى يعوضاه عما أصيب به.. كانت أمه تشفق عليه وتدلله وإخوانه يرحمونه كثيرا ووالده يشجعه على أن يعتمد على نفسه فإعاقته لن تعيقه عن ممارسة حياته الطبيعية بمجتمعه.. أحبه الناس لأنه كان شجاعا لم تعيقه مصيبته عن ممارسة الحياة وبشكل كأنه احد الأسوياء بل وأفضل.. ذات يوما وهو يسير على احد الطرقات العامة بتثاقل وخطوات قدميه يسمعها المارة لصعوبة مشيته والتي تعود عليها أهل الحي ولكنهم يقدرون له إصراره على الاندماج في المجتمع كان الجميع يسيرون ولا يولون الأمر اهتماما حفاظا على نفسيته ولكنها توقفت سيارة يمتطي صهوتها ثلاثة شبان مفتولي العضلات من ذوي البشرة السمراء ليختطفوا المعاق المسكين في غفلة من المارة وفي شارع مظلم وخططوا الثلاثة وهم تحت تأثير المسكر بان يفعلوا جرمهم بهذا المعاق المكلوم ولم يكن يخطر ببالهم إن هذا المعاق قد تفوق قوته وشجاعته أصحاء لان نفسه أبية وعرضه شريف حاولوا اغتصابه ولكنه قاومهم وبشدة وعندما اسقط أولهم طريحا فر البقية بسرعة الريح تاركين صاحبهم يغرق في دمائه ولو كانت خطوات محمد كسرعة خطواتهم فقد لايغادر الموقعة منهم احد لان ما أقدموا عليه لا يقبله عقل ولا دين ولا عرف منذ الأزل, مات احدهم بين يدي المعاق بجريرة عمله الدنيء وبسبب نفسه الشيطانية التي سولت له هدم العرض الشريف.. محمد قتل نفسا شيطانية ولم يقتل نفسا بريئة قتلها دفعا عن النفس وهو قانونيا وشرعيا وعرفيا حتى في ديانات أخرى غير إسلامية تعفيه من فعله لأنه وقف في وجه إنسان مفسد كاد أن يسلبه رجولته بين شمس وضحاها وقد يفسد في الأرض ويتسبب في قتل أنفس أخرى بجرمه هو وصاحبيه الطلقاء بينما محمد يقبع في السجون ويحكم عليه بالقصاص, يارباه أين العدل!!!
محمد القحص آل هتيله السجين المكلوم المعاق الذي ارتكب فعله مجبرا وذلك للدفاع عن النفس ولكن القضاء حكم عليه بالقصاص والسؤال هنا لمن اصدر هذا الحكم لو كان ابنك من ارتكب فعل القتل دفعا عن نفسه وعرضه وشرفه.. فهل ستنطق بهذا الحكم الجائر كما نطقت به على محمد الضعيف إلى الله والمبتلى في عرضه وشرفه؟؟
بالأمس كان بالقصيم قضية مشابهه لهذه القضية تماما ولكنها بشكل آخر أقدم احد المجرمين على اختطاف حدث ولكن قدر الله ان يكن له معينا فلم يستطع ان يرتكب جرمه ومع ذلك القي القبض على المفسد وحكم عليه بالقصاص وتم تنفيذه في الأسابيع الماضية وهو يستحق ذلك, ما الفرق بين ان محمد نفذ الحكم بنفسه دفاعا عن رجولته بنفس أبية وبين تنفيذ الحكم عن طريق السياف؟ هذا من جهة ومن جهة اخرى اين صاحبي المجرم المقتول الهاربين واللذان تركا صاحبهم يغرق في دمائه؟ لماذا لا ينفذ بهم حكم الشرع وفعلتهم كفعلة مجرم القصيم؟ خصوصا عندما نعلم بان من دستورنا الشرعي بان قاطع الطريق والتجني على أعراض الناس حكمه حد السيف الحدب.
محمد من خلف قضبان حديديه يستنجد بكم ياهل القلوب الرحيمة بكم ياهل العدل لإعادة النظر في قضيته وأم محمد لم تجف دموعها منذ دخول ابنها المكلوم السجن وهي تتضرع بالدعاء بان يفك أسره وبعد أن علمت بصدور حكم القصاص على ابنها لازال لديها الامل بعد الله في أمير نجران سيدي الأمير مشعل بن عبدالله حفظه الله قائلة بصوت يملؤه الحزن والآمل وبصوت شجي وعبارتها التي خرجت من بين حناياه لتشق سماء نجران (واامشعلاه) سيدي المصائب لاتأتي فرادى.. محمد المعاق والسجين المظلوم والضعيف المبتلى فزعتك يا عظيم وفزعتك يا عليم ثم وقفتك يا أمير ثم فزعتك يا ابن المليك الأمين.
محمد بعد الله اتجه إليك يا أمير القلوب من مقر إقامته الدائم منذ ما يقارب الخمسة عشرعاما تنقلا مابين سجون الأحداث بابها وسجن نجران العام داعيا راجيا وقفتك الميمونة ان تعتق رقبته من حد السيف الذي يواجهه بسبب انه كان يدافع عن نفسه من نفس شيطانية كادت ان ترميه في عالم المجهول موجها إليك بيوت من الشعر:


أنا يا سيدي جيتك وانا المبتلى وانا الوجعان
نصيتك يوم حارت بي القدم والعين معميها
ونا والله يا سيدي لولا هيبتك والمجلس المنصان
لاشق الثوب واقبض عصبتي وانخاك وارميها
أناديك وازهمك باسم المعاق المبتلى الغرقان
فجاج الكون ضاقت به وحاطت به بلاويها


الإعلامي صالح آل منصور



محسن سبعان غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس