( تربية مَرَه )
حملوه لها على فراش أشبه بنعش خامل ..غائبا عن الادراك والوعي
أضرمت نار الصدمة صدرها .. والألم يقطّع نياط قلبها .. وهي تتضاءل أمام أبنها الوحيد ثملا هزيلا محلّقا بروح ضالة ..
قد بلغ العشرون من عمر الثراء والترف المفرط ..
قضاها في حياة التيه .. بين بذخ على أصدقاء السهر .. وأسراف على آنسات الليل .. مستسلمًا لبراثن المُخدرات ..
لم تستطع يوما اختراق حصونه .. ولا التلصص على جلسائه .. رغم أنها تسكن ذات الدار وعلى بعد خطوات من مملكته الخاصة .. فهي امرأة والمكان رجالٌ فقط ..
حيثما ترمي بصرها بحثا عنه .. يحمل لها صوته متن الهاتف ..
تراودها فتنة الحزن .. لم تستطع كبح رقرقة دموعها .. لتداهمها صور مشوشة تجتر معها قهر الأمنيات المنكوبة .. !
صرخته الأولى التي جلجلت اعماقها مع أبيه المتوفي ..
أحلامهما الحبلى بالتفوق على أقرانه ..
وخلافته لهما بالذكر الأطيب
قد أنهكها واقعه التائه في غياهب المجهول ..
لن تبرأ من ذنب تغرّبها وضعفها وغفلتها عنه ..
لن تحتمل نظرات العطف أو الازدراء والشماته ..
أوصتهم بشراء تذاكر سفر للخارج وحجز مكان لتأهيلة في مصحة لعلاج الأدمان
كي لايقال إن هذا التائه "" تربية مره ""
لأنها أنثى