مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 21-09-2005, 02:01   #1
نوف الثنيان
النجدية
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ نوف الثنيان
 

أوراق في طريقــها ..




لم يكد يبتعد بضع خطوات عن الغرفة المجاورة له
حتى سمع صوت همس رقيق لم يكن غريباً عليه ..
بل كان من أقرب الأصوات التي تسكنه..

حالة من الذهول خيمّت على المكان
وعلامات التعجب والدهشة والألم بدت عليه , حين أكتشف أن
أبنته ذات الـ التسعة عشر ربيعاً متلبّسة في حالة حب , تحادثُ رجلاً
على الهاتف بكل تودد وهيام

شرد ذهنه للسمو الذي أضافه للحب في كتاباته
تلك الكتابات التي نشرها بدون غضاضة أو غرابة .
قد شهدت عليه كتب مطبوعة ..
فلا سبيل للتراجع , ومن العسير أن ينكر!

نعم كنت بكامل قواي العقلية وأنا أكتب عن الحب
ولا أظني الأّ أني مقراً بما كتبت
لم أتخيل أن هذا الحوار الذي يدور بين أبنتي وشخص آخر
كان فصلا من إحدى رواياتي ! لم أتوقعه يوماً ..
هكذا كان يردد بينه وبين نفسه ..

يخيل إلي أني عندما أسألها .. بل حين أزجرها أنها سـ تبادرني بسؤال آآخر
كيف تنكر عليّ هذا الحب وأنت من جعلت للحب مرتبه سامية
في العلاقات الأنسانيه بل جعلت منه أعلى مراتب الحياة ؟

أود أن تصدّق أنها ليست مخدوعة بي , وأنّي لم أسخر من أحدٍ
في قناعاتي ولم أكن يوماً ورع المظهر , و تقي الباطن
حين أيقنت و كتبت أن الحب أحد أسباب السعادة بين روحين متحابين ..
وفي ذات الوقت أسأل نفسي ..
أي سُبل النصح تُجدي معها وأقرب للإقناع بأن الكتابة عن الحب
ليست حقيقة واقعة نفرضها على حياتنا وليس شرطاً أنها تجسد
الواقع تماما , وأن حاولنا تطبيقه ..

نظرت إلى معصمي وجدت أن دقائق الساعة مرّت في لمح البصر
وأصابني قلق القرار , تسللت من الغرفة وبدأت أجتر ماحدث ..
قد منحتني تلك الساعة أقصى ماكنت أتصور الحصول عليه
أقسى مواجهة بيني وبين أبنتي الحبيبة ..
وأضعف مشاعر لم أملك الخيار فيها ..

كان الحزم سيد الموقف

كانت كافية للشعور بالمسئولية ولـتـغيير كثير من المفاهيم لدي ومحاولة الإجابة عن التساؤلات
بل التناقضات التي تسكن عقل الرجل الشرقي حين ينزّه نفسه ويسعى لهذة العلاقات
بـ جديه أو على سبيل التسلية ولا يرتضيها حين يختص به الأمر
مجتمع يقترف الذنب ويستبشع فعل الآخر له .. !



نوف الثنيان غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس