الموضوع: أحاديث...
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 14-11-2005, 15:40   #29
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رد : أحاديث...

.
.
من كلماتي على هوامش الكتب..
.
.
بعضها في دفتر صغير أحمله دوما في جيبي ..
وبعضها على هامش كتاب يوحي بفكرة أخشى ضياعها..
وبعضها على ورقة مرمية بجانب الطاولة والحاسب..
يجمع بينها أنها بنت الإختصار..ونواة الكتابة الطويلة.


.
بعض الناس يخلدون في التاريخ، لأن مؤرخا تذكرهم في غفلة من الزمن،
وبعضهم يخلدون فيه لأنهم التصقوا بعظيم …شخص، أو فكرة، أو شيء ما،
وبعضهم يخلد فيه بجهده وجهاده..
الأولون ليسوا أكثر من أسماء على الهامش..
والآخرون هم الأبطال..
وهم الدلالة على رفعة الإنسان عبر تاريخه الطويل.


هل الإنسان حيوان ناطق….بعض الحيوانات تنطق أيضا…
إذن هو كائن له تاريخ…حتى الحيوانات لها تاريخ..بعض الزواحف من الديناصورات..
فلنقل إذن هو كائن يضحك…الحيوان يستاء فيعض وينطح، إذن ليس من البعيد ان تكون له وسيلته للتعبير عن سروره وضحكه..
الإنسان كائن يستفيد من تجاربه..
صح…
من لا يستفيد هو إلى الحيوانية أقرب.


من اشد ضروب التعاسة ايلاما للنفس، أن تضيع وقتك فيما لا ينفع وانت تعلم انه لاينفع.


لا يفرقون بين الحرية والفوضى عامدين، لأنهم لا يحبون أن يلتزموا بالتبعات، ولا يرغبون في تحمل المسؤوليات.


حين نسقط في سبيل خدمة الإنسانية دون أن نبلغ من ذلك ما املناه، ينبغي أن لا نحزن، وليكن عزاؤنا أننا حاولنا ذلك، بعض السقوط ارتفاع لقمة، وبعض الارتفاع انحدار إلي هاوية.


ما قيمة التاريخ الإنساني بأكمله لولا أولئك الذين يشقون لنسعد،
ويتعبون لنرتاح، ويموتون لنحيا؟!!
لا قيمة على الإطلاق.


في مجتمعنا المحافظ إذا شعر الزوج بالغربة الروحية في بيته فكر في التعدد، وإذا شعرت الزوجة بالغربة في بيتها فكرت بالطلاق،
وعند غيرنا فالشعور بالغربة في المنزل هو بداية الطريق إلى الانحراف لدى الطرفين..
وأخشى أننا أصبحنا مثل غيرنا حتى في هذه الجزئية الإجتماعية.


في الحياة الزوجية الكذبة الأولى و التنازل الأول مثل المطر، قطرة ثم ينهمر.


الشهرة لا تعني العظمة، لا يوجد في الدنيا اشهر من ابليس.


يقول ابو الطيب المتنبي:

وإذا كانت النفوس كبارا *** تعبت في مرادها الاجسام

هذا حق دائما، ولكن ألا يمكن أن تتعب في مرادها الأجسام ثم لا تكون النفوس كبارا؟!!


نعم قد لا نصل إلى المثالية التي نرجوها لانفسنا وللناس من حولنا، ولكن ألا يجب أن نسعى إليها؟


الحرص على التزين خلق فطري في المرأة له دلالته على كمال أنوثتها،
ولكن المبالغة في التزين من الرجل يدل على كمال ماذا؟!!
ألا يدل على نقص رجولته؟!!


المرأة تحب بالجملة..لذا تعطي كل شيء دفعة واحدة،
ويحب الرجل بالأقساط فيوزع مشاعره على دفعات،
تلك هي القاعدة،
لكن أحيانا يستنوق الجمل، وتدرك الناقة الفحولة.


الكماليات وليس الضروريات هي الفارق الأكبر بين الإنسان والحيوان..
لعلهم أسموها كماليات…لأنها تكمل له إنسانيته، وترتقي به في مدارج عقله وشعوره.


بعض الناس يلبس قناع القبح ليخفي الجمال،
وبعضهم يلبس قناع الجمال ليخفي القبح،
هو فرق بين التواضع الكاذب والمجاملة السمجة.


دوما: العقول التي انغمست بالعواطف،
هي الأعظم في تاريخ الإنسانية.


كتبت قبل سنوات: انه يستوي المعقول واللا معقول…حين نكون بلا افهام ولا عقول،
وبعد طول تجربة وقراءة تعلمت أن اللامعقول هو الأصل الذي بنينا عليه كل معقولاتنا،
وأنه لا غنى لعالم شهادة عن عالم غيب، وأنه لا معنى لمحسوس إلا بشيء غير محسوس.


"ليس كل البيوت تبنى على الحب"…
لكن الحب يعلمنا الصبر على الأخطاء،
وهو بلسم لا نرى معه إلا الجمال،
حين نفقد القدرة على الصبر،
وحين لا نرى إلا القبح ..
فنحن (معا)….قتلنا الحب.


القانون لا يحمي المغفلين…
ترى، هل يحتاج الأذكياء حمايته؟!!!


الشك احتمال اقرب إلى الخطأ،
والظن احتمال اقرب إلى الصواب،
في علاقة الحب بين الرجل والمرأة يصبحان معا..احتمال اقرب إلى الجنون.


أنت صديقي..لكنك كأقسى اعدائي!!
غيرتك علي تحرمني صداقات الآخرين.


إنسان ما قبل التاريخ..هل كان مسودة الله لإنسان ما بعده؟!!
...

لا تستطيع أن توجه إهانة لآخر..
قبل أن توجه ضمنها إهانة لنفسك.
...

إليك أرحنا عازب الشعر بعدما
تمهل في روض المعاني العجائب

غرائب لاقت في فنائك أنسها
من المجد، فهي الآن غير غرائب.....أبو تمام

حبيب يريد أن يقول لنا أن المعنى الجميل يعاني الغربة حتى تلتقطه أو تراه أو تلمسه حواس متلق واع.

...

حين نكون صغارا
نبيع أيامنا السعيدة لنشتري المال.
وحين نكبر
نبيع المال لنشتري أياما سعيدة.
...

خلافنا في التفكير..
لا يجب أن يلغي تساوينا طلبا للحقوق و أداءً للواجبات.
..

لا رهان في أن نُحِب ونُحَب ..
الرهان في محافظتنا على ما بيدنا من حب.
...

وطننا هو حيث نشعر بكرامتنا الفردية..
ومواطننا هو من يفخر بانتسابه لنا..
أما الرمل والهواء والعشب والماء ففي كل مكان.
...

الحرية فارق بين الحب والأنانية..
أحبك بقدر ما أعطيك من حرية..
وأحب نفسي بقدر ما أحرمك منها.
...

"لكل امرئ من دهره ما تعودا"
لذا ننام على ضجيج القطار..
ونصحو على هدأته.
...

هو رجل يدافع عن قضايا المرأة بقوة..
ودفاعه عنها أحد براهين ضعفها.
...

إذا آمن الفنان بالقاعدة مات الإبداع..
وإذا لم يؤمن بها الناقد مات الفن.
...

لا بد من حرب..
الحب تقتله الرتابة..
...

تسرنا أحلامنا..
ونتعلق بأوهامنا..
هما كل ما نستطيعه لتتفق متناقضاتنا أولا..
ثم لنصدق اتفاقها ثانيا.


الحب هو أن نمارس رغبتنا في الحصول على اهتمام خاص.


أسوء المعارف هي تلك التي نقايضها بالجمال.


بعض المؤمنين بالله أكثر تناقضا من بعض الملحدين به..
هم يمارسون نقائض الإيمان حين يتحول الله في عقولهم إلى موظف مهمته تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه من أهواء ورغبات.


الفن الجميل مهارة..
ولا مجال للحديث عن مهارة بدون قاعدة..
لكن ما شأن الإبداع الجميل الأول..؟!!
لنقل أنه القاعدة الجديدة لمهارة جديدة.


نحب مرآتنا بقدر ما تبرز جمالنا..
لذا نحب أناسا اكثر من آخرين.


أحيانا نجني المعرفة ونخسر الجمال..
ونكسب الجمال ونخسر الحب..
ذاك حين نزهد بالمعرفة..
ولا نبالي بالجمال.
ليس مهما أن نفخر بأبنائنا..
المهم أن يفخروا هم بنا.
...

لا قيمة للفكر إن لم يتحول إلى سلوك..
إيجابي أو سلبي.. عقلي أو غريزي..
تلك قضية أخرى محددة بطبيعية ما نفكر فيه.
...

غرور أن تعتقد أن الله ترك مشاكل الكون كله ليتفرغ لحل مشكلتك..
وكفر أن لا تعتقد ذلك.
...

الأكثر إنجازا في الآخرة..
هم الأكثر إنجازا في الدنيا..
يستوي في ذلك مؤمن الناس وكافرهم.
...

في الشباب الأول نحب مدفوعين بالغريزة والعاطفة..
وفي الشباب الثاني نحب مدفوعين بالعقل والتجربة..
وفي الشباب الأخير نحب بالعاطفة والتجربة.. لا غريزة ولا عقل.
لكنه يبقى شبابا: أولا وثانيا وثالثا..
لأننا ما زلنا قادرين على أن نحب.
...

في الكون كله..
لا أعرف شيئا أقسى من تعذيب طفل..
ولا أعرف حيرة أصعب من حكمة الله في عذابات طفل.
...

صحبة المثقفين من متع الحياة ومن نقماتها أيضا..
متعة حين تعيش معهم الخيال..
ونقمة حين تعرف منهم الواقع.
...

تضيع منا بعض أجمل لحظات حياتنا ونحن نعتقد أننا نحافظ على كرامتنا الفردية..
بعد حين نكتشف أننا خسرنا تلك اللحظات إلى الأبد ولم يكن مكسبنا إلا أنانيتنا الفردية.
...

لنحلم فنحولها إلى آمال..
ذاك خير من أن نأمل ثم تتحول إلى أحلام.
...

لئن ساءني أن نلتني بمساءة
فلقد سرني أني خطرت ببالكَ

ذاك حين نحب الإساءات..
وحين يكون خاطر في عقل إنسان أحب إلينا من ألف خاطر في عقل غيره.
...

لا تشغل نفسك بكلامي معك عن الحب..
هذا لا يسعدني كثيرا..
إشغلها بحبي لك.
...

حين يموت اولئك الذين نحبهم نشعر بالعبث..
وحين يموت اولئك الذين نكرههم نشعر بالجدوى..
وعلى قدر الأمل يكون الحزن على من نحب..
وعلى قدر اليأس يراودنا الفرح لغياب من نكره.
...

الحياة لا تعطينا ما نحب !!
لا بأس..
لنكن أجمل فنحب ما أعطتنا اياه الحياة.
...

نخطئ حين نصادر الحرية باسم الحرية..
وحين نقتل الإنسان باسم الإنسانية..
ذاك حين نصادر رأي الآخر بدعوى حمايته.

ولا بديل عن الحوار،
نتفق فنتحد ونعمل..
أو نختلف وربما وصل للحقيقة أجدرنا بها.
...

الحب تضحية وإيثار..
والكرة أنانية وأثره..
وأنت لنفسك فاختر.
...

"كل الذين أحببتهم قبلك ما أحبوني.. "
لعل السياب كان صادقا..
لعلهم ما أحبوه..
أحبوا مجده وتوهموا حبه.

ولعله كان مخطئا..
أحبوه..
لكن نرجسيته الصغيرة أضاعت لبنه في صيف عمره.
...

الناقد مشغول بالجمال لا القبح..
لكنه يتأمل القبيح ويتساءل:
لم هو قبيح أولا..؟
وكيف نحوله إلى جميل ثانيا..؟
والسؤال الأصعب: هل ذلك ممكن وكيف..؟
...

أحسب أن الإنسان الكامل (أو الأقرب للكامل) هو من لا تجور خصلة جميلة على خصلة أخرى فيه..
ولا موهبة على موهبة.

عطفه ورحمته لا يذهبان بوقاره..
ومرحه لا يضيع هيبته..
وهيبته لا تبعد القلوب عنه..
وغضبه ورضاه مشمولان بالحق.

هو قدير في إدارته..
وقدير في بيته..
وقدير مع اصدقائه..
وهو القوي الأمين في كل شيء..
لذا كان هو خير من نستأجر في أحوالنا كلها.
...
رأيت الشيخ ابن باز في كثير من أحواله مع الناس..
ورأيت الخميني وغاندي.. ومانديلا.. ولنكولن.. وفيصل،
وقرأت عنهم الكثير أيضا.

وفي أحوالهم كلها دائما كنت أشعر أنهم أقرب إلى نفسي في صورهم الباسمة..
تلك الصور التي كان لها حكم الندرة مع رجال شغلوا بالكفاح والجهاد لقضاياهم المختلفة بين الدين والسياسة والمجتمع.. وسألت نفسي لماذا كانوا أقرب إلي بالابتسامة ؟

ربما لأنها الشاهد الأكبر على أن النفوس الكبيرة تسع في حناياها الناس كما لا تستطيع النفوس الصغيرة.. حين تُعارك الخضم العظيم من الأحداث والأشياء والأفكار والأشخاص ثم تجد في نفسك قدرة لتبتسم فأنت بلا شك إنسان عظيم.
...

يحيرني شذوذ العبقرية..
ولعلها حين تعبر عن شذوذها تقول لنا أن الإنسان مازال إنسانا..
وذاك حقا مجد آخر.
...

تقرأ كثيرا !!
لا يهم..
المهم أن تفكر كثيرا بعد أن تقرأ.
...

أنتِ امرأة لا تستحق أي حب..
وأنا حب لا تستحقه أي امرأة..
كم هذا متعب.
...

الشعر.. لنشعر به ونطرب..
والقصة.. ليكون لنا موقف ثم درب..
في الشعر خلاصة، وفي القصة تفصيل..
" والإذن تعشق قبل العين أحيانا "
...

كل شيء جديد تحت الشمس..
لكن يجب أن نراه بشعور من يرى للمرة الأولى..
ولا شيء جديد تحتها..
إن تعاملنا معه كالـ(معتاد)..
الخلاصة: لتكن في جسدك وروحك جديدا كل يوم.
...

ييأس من لا يعمل..
ويعمل من لا ييأس.
...

المشكل أنه حتى في خضم حديثنا عن الحرية موافقين أو معترضين..
لا نستطيع أن ننسى دور ذاك الـ(غيرنا): الرقيب.
...

"لما عظمت، فليس مصر واسعي...
لما غلا ثمني، عدمت المشتري "

لا يكون عظيما حتى يعرف قيمة ذاته كما هي حقا...
والتواضع أن تعرف قيمة نفسك، فهي بك..
والغرور أن تبالغ في قيمة نفسك، فهي بغيرك.
...

بعض الحب يقتله الزمن..
وبعض الزمن يقتله الحب.
...

سلوك المرأة متصل بالغواية..
وسلوك الرجل موصول بالتملك..
هي فتنة..
وهو حيلة.
...

قيمة الكتابة أنها رصد لتجربة على تفاوت في التجارب..
والإنسان هو من يستفيد من تجربته..
لا عجب إذن:
تاريخ الإنسانية هو تاريخ الكتابة.
...

تعاني مشكلة مع الكلب إن عضك ثم واصل عضه مرة بعد مرة..
لا تستطيع أن تعضه..
أنت إنسان وهو كلب.
...

الفنان مشغول بالوسيلة..
والفيلسوف تشغله الغاية.
...

أفضل ما تفعله امرأة ذكية..
إن تكون بجانب رجل تؤمن بعظمته في لحظة تاريخية.
...

"ونسك أناسٍ لضعف العقول
ونسك أناسٍ لبعـد الهمـم "

وضلالتهم كذلك..
إما لضعف عقل أو لبعد همة.
...

أسوء ما تكون الأمم حين تصنعها الظروف..
وأقوى ما تكون حين تصنع هي ظروفها.
...

المثقفون يصنعون قيمة لمن لا قيمة له..
والجهلة يحطون من قيمة كل من (وما) له قيمة.
...

القيمة الحقيقية للمفكر ليست فيما يقوله فقط..
بل هو يستمد قيمته مما يقوله ومما يفعله أيضا.
...

لا قيمة للتاريخ كوقائع ماضية..
تغني عنه حينها أي رواية مصطنعة..
التاريخ يستمد قيمته منا نحن..
من قدرتنا على الاستفادة من تجربة الماضي لتجنب أخطاء المستقبل.
...

عندما تختلف المعايير والقيادات..
ثم تبقى النتائج كما هي مع هذا التفاوت والاختلاف..
حينها ينبغي أن نسأل أنفسنا كجماهير..
هل نحن على درجة من الوعي تُفلح معه القيادة وتتشكل معه المعايير.
...

ما اشد حاجتنا إلى تخصيص ألفاظ للمعاني الدقيقة التي نود الحديث عنها، وقد كان أجدادنا الأوائل اكثر إدراكا منا لهذه الحاجة رغم أننا أكثر حاجة منهم لذلك، ويقيني أن اللغة العربية قادرة بوسائلها المختلفة (النحت، التوليد، التعريب…الخ) على استنباط لفظ لكل معنى يخطر في ذهن الكاتب، لكن العجز منا نحن معشر الكتاب والقراء، فالكاتب قد يعمد إلى التعميم هربا من مسئولية الكلمة الملقاة على عاتقه، والقارئ يقبل من الكاتب تعميمه تهربا من شغل الوقت بالتفكير والتحليل.
...

الذين يؤمنون بنظرية الفن للفن واهمون إن أرادوا تجريد الفن من بيئته ومجتمعه، فالفن عموما لا يتجاوز في غايته ثلاثة أشياء، إما المتعة أو المنفعة أو هما معا، ولا منفعة أبقى من منفعة تخلق الكرامة في النفوس فتنأى بها عن خسائس الأمور ومباذلها وإن تسمت الخسائس والمباذل باسم الفن وحملت رايته.
...
من القضايا المطروحة عندنا تساؤل البعض عن الحد الفاصل بين الكاتب والقارئ، أو بتعبير آخر هل ينزل الكاتب (الرفيع الثقافة) إلى مستوى القارئ العادي (أو متوسط الثقافة) أو يرتقي القارئ إلى مستوى الكاتب؟ والحل بعد ذلك بسيط فلينزل الكاتب إلى مستوى القارئ لغة ثم ليرتقي به ذوقا وفكرا.
...
فهم بعض كتاب القصة القصيرة عندنا من الناشئين أن معنى أن تكون القصة من واقع البيئة أن تشحن بأسماء الأماكن والأعلام المحلية، ولا شك أن واقع البيئة المقصود اكبر من ذلك بكثير، إلا إذا كان وضع الطائرة محل الجمل تجديدا في الشعر، كما فهم بعض الشعراء في بداية القرن الماضي، إنما يقصد بالكتابة من واقع البيئة أن يتمثل القاص بيئته بأفكارها وأحاسيسها وعواطفها وأحلامها ثم يصوغ ذلك كله في قصة قصيرة أو راوية، وإن خلت بعد ذلك من أسماء الشوارع والمدن المحلية.
...
جاءت أسطورة القصر العاجي الذي يسكنه بعض الكتاب من مصدرين: القارئ الذي لا يفهم ما يكتب له لنقص في علمه ومعرفته فيظن بالكاتب الظنون ويتهمه بالغموض والتقعر، ومن الكاتب الذي يأبى إلا الغموض والتقعر في كتابته فيحول الرمز من وسيلة إفهام إلى غاية بحد ذاتها، فلا يفهمه حتى نظراؤه من الكتاب فضلا عن عامة القراء.
...
كلنا يعرف الفرق بين الشاعر والراوية، الأول مبدع والثاني ناقل للإبداع، لكن الشاعر يتحول في أحيان كثيرة إلى راوية دون إن يشعر بذلك إن هو اكتفى بتكرار الصور القديمة التي أبدعها من سبقوه دون ابتكار أو تجديد، وإن حاول تغيير لفظ بلفظ وعبارة بأخرى.
...

الشعر عمل تهييجي، وتحريك الناس نحو الأفضل والأكمل من مهام الشاعر العظيم، ومن السخف أن نطلب من الشاعر أن يضع قيدا على عقله حين يكتب شعره لننتهي إلى شعر مات قبل ان يولد، والذين يطلبون من الشاعر أن يراعي مشاعر الناس وعواطفهم فيما يقول ويكتب، بل وقبل أن يقول، يطلبون منه في الواقع أن يتحول إلى راقصة تهتز لترضى عنها الجماهير، ومهمة الشاعر في الحياة اكبر من ذلك بكثير.
...
الكاتب عموما إما مفكر أو مهرج، هو مفكر أن كان عقله اكبر من كلماته، وهو مهرج إن كانت كلماته اكبر من عقله، وكثيرون هم أولئك الذين يقعون في منزلة بين المنزلتين على رأي قدامى المعتزلة.
...

للاستهانة بالمقدس دلالته:
حينا على هوان المقدس نفسه..
وحينا على هوان المستهين.
والمقياس: من أنت في ميزان المعرفة والحقيقة؟

استهان محمد صلى الله عليه وسلم بكل مقدسات الجاهلية وأقام بدلا منها مقدسات أخرى..
ويستهين اليوم أقوام بما قدسه محمد صلى الله عليه وسلم ولنا أن نسأل:
من أنتم؟!!
...

التواضع الكاذب مثل الكبرياء الزائفة..
كلاهما مرايا محدبة..
الرياء والخواء.
...

العلماء يتعلمون من الأسئلة أكثر من الإجابات..
والأذكياء تشغلهم الإجابات أكثر من الأسئلة..
لكن الغاية واحدة:
لنخلق من الإجابات أسئلة جديدة.
...

الحب مع الله مشغول بالجلال والجمال..
ومع الناس مشغول بالرحمة والمودة..
ومع الأقرب حميمية هو دوما مشغول باللوعة على القرب والبعد.

الحب استئناس بالجلال والجمال..
واستشعار للرحمة والمودة..
واشتياق في القرب والبعد.
...

أحب أفكارك حتى ترتديها..
إن تحولت إلى عقائد دافعة ففيك قبس من نبوة..
وإن تحولت إلى محض كلمات ففيك شعبة من شيطنة..
حتى إبليس يعظ.
...

حين قرأت ديوانك شعرت أني اصغر سنا..
أنت موهوب..
من مهام الفنان أن يحول الكلمات إلى (غوايات) ؟!!
وأنت تفعل باقتدار.
.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس