مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 01-07-2010, 22:13   #1
عبير النجار
ملكًة الأنُوثهْ
 

||::. حِينَ تَـغدُو الدِّرَامـَا وَاقِعـاً !!




||::.




صَعْب ُأَن نُشَاهِد مٍَا وَرَاء الشَّاشَّة يَتَمَثَّل أَمَامَها .. بِِقَدْر نَسْتَطِيع لَمْسَه وَمُعَايَشَتَهُ !
لا يَمُر عَلَى أَذْهَانِنا حَتَّى طَيفُ خَيَـال أَنْ نَأْخُذْ فِي يَوْمٍ مَا مَكَانَ أُولَئِكَ الأَبْطَالْ ذَوِي التَّعَابِيرْ المُتَألِّمَة وَالقَلْبْ المَفْطُور ..

اعْتَدْنَا فَقَطْ أَن نُمْسِكْ بِطَبَقٍ يَحْوي أَي شَيءْ نَسُد بِه أَفْواهَنَا المَفْتُوحَة إِثْرَ قٌوَّة المَشَاهِدْ ..
هَذَا أَبْ يَخْلَعْ رِدَاءْ أُبوَّتِه !
هَذِه سَمَـاءُ خَانَتْ شَمْسَهَا !
تِلْكَ أَرْضٌَ لَفَظَتْ أَمْوَاتَهَا !
وَأُخْرَى صَفَعَتْهَا الأَيَّامْ وَغَدْر زَوْجٍ , لِتغْدو تَائِهَة عَنْ بَحْـر الأُمُومَة مُتَنَكَّرَة لِطِفْل تَغَذَى عَلَى دَمِها !!


مَوَاقِف تَبصُم عُقولَنـَا عَلى مُبَـالَغَة المُخرجْ فَي دِرَاميتِها , وَكَأنَه يَحقُن المَشَاهِد بِجُرعَات مِن المُستَحيلْ !!


لَكننا نَتَفَاعل ونَتَألَّمْ وَتَنْشَدَُ الأَعْصَابْ , وَتـزِيدُ بِنَا الشَّهَامَة وَشُعُورْ المواساة لِدَرجَة نَتَمَنى أَن نَكُون شَبحَا لنَختَرِق الحَاجِز مَا بَيْنَنَا وَبَيْنِهِم مَادّين يَدَ العَوْنِ إليْهِمْ وَلَو بكَلمَة .. أو حَتى لَمسَة حَانيَِة وَنَظْرَة عَطُوفْ ..
كُلَ هَذَا وَيَقيننَا مَوْجُودْ بِأَنَّها تَعابِيرْ زَائِفَة وَحُزنٍ كَاِذبْ وَدُمُوع غَير مَالِحَة البَتَّة !


وَعِندمَـا يِأتْيِنَا القَدَرْ بِذَاتِه .. أَشْهَر المُخْرِجِين .. وَيَضَعنَا فِي مَشَاهِد تَعْبَق بِصَدمَات عَنيفَة شَدِيدَة الوَاقِعِيَّة , كَتِلكَ التِي إِنسجَمنـَا في متَـابعَتِها وَأَشـَد , أَو هَكَـذا نَشْعُر حِين نَكونُ نَحن الأَبطَال والقَدر حَامل رَاية النِهـاية والخِتـام ..


حِينهَـا نَجِدنَا مَغْمٌوٌريْن بِسٌحبٍ مٌمْطِرَة بالذُّهُولْ التَّامْ ..
بَل نَفْقِد أَبسَطْ أَنْوَاعْ التَعْبِير .. وَتَبكِي العَين حَسْرَةً لِعَجْزِهَا عَنْ تَنْفِيذْ مٌهِمَّتها العَظِيمَة فَي ذَرْف الدُّمُوعْ
المْتَسَبِّب فِي شَلل مَشَاعِر كَهَذَا أَمْرٌ يَفُوقُ قُدْرَة عُقُولِنَا عَلَى اِسْتيعَابْ الأَلَم

حَقِيقَةً أَشعٌر أَني قَد سَكَبْت عَلَى هَذِه الأَسْطٌر كَثيِرا مِن أَطْيَافْ الَأحْرُفْ الحَزِينَة ..
حَتى كَادَت أَن تَتَحَوَّل لِمَقْبَرَة قُلُوب مَجْرُوحَة بِنَزْفٍ لاَ يَتَوَقَّفْ ,
وَحَتى كِدْتٌ أَشْعُر أَن لَونَ نَزفِهَا الأَحْمَرْ سَيَخْتَرِق شَاشَاتَكمْ وَتَشعُرُونَ بِه يَسِيل عَلَى لَوْحَاتْ مَفَاتيحِكٌم فَتَخْرجْ أَي كَلِمَة تُحَاوِلون تَكْوِينَها مُرتَدِيَة ثَوبَ العَزَاء علَى نَصِّي هَذَا !


الدَافِع لِكُؤوس الأَلَمْ الْمَاسِيَّة الأَصِيلَة هُنَا .. دُمُوع مَنْ حَمَلَتْنِي فِي أَحْشَائِهَا بِسَبَبْ مَنْ كَانَ سَبَبَاً فِي وُجُودِي فِي أَحْشَائِهَا !!!

وَهَا أَنَا قَدْ نَبَشْت القُبُورْ قَبْلَ الخِتَامْ .. وَكَشَفْتْ الغِطَاء عَنْ دَمْعِي المُسْتَتِرْ .





نـَصٌ لمسابقة الأدبي مواسم ( ذاكرة العرب ) , نَابعٌ مِـن مَواسِم عَذَاب وَاقِعِية !

عبير النجار غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس