[فوزي المطرفي]

.
يحدث أن تشاهد موقفًا عابرًا, لا يكاد يفارق ذاكرتك, ويحدث أن تخرج صباحًا لتجد بانتظارك لقطة لا تفوّت, أو مشهدًا لا سبيل من تدوينه إلا بالصور.
كاميرا الجوال وسيلة سريعة لالتقاط الضوء, والحياة لا تحتاج إلا نباهة الالتقاط.!
هذا الموضوع وليد فكرة تحتاج الذهاب إلى الاستوديو, أو تشغيل خاصية التصوير الفوري عند كلّ لحظة عمر؛ فمشاهد الحياة لا تنتهي, وقد لا تتكرّر.
ليست الصورة المنمّقة أو التي تهتم بخروجها في أبهى حلّة وأجمل زينة غايتنا, نريد شيئًا بسيطًا غير متكلّف, نريد شيئًا قد نغني له من الفرح:"يا حلاوة الدنيا ياحلاوة", أو نبكي له من الألم وننشد :"يا عمر الحزن والشكوى", أو نضمّه من الحب ونردد:" (المشاهد) كلّها مشتاقة لك"
الذاكرة البشرية تخضع لعوامل تعرية كثيرة, لكن ذاكرة الجوال تسعفنا في أشد لحظات النسيان القاسية, تذكرنا مشاهد الضحك والحزن, تعيد لنا الدقائق والساعات والثواني, تمنحنا وسيلة أخرى للتحليق, والحياة.
هذه دعوة للتدوين, ولكنها بطريقة الصور.. أنا مررت بالكثير من المشاهد, وأزعم أنّها فنيّة أو لنقل بشكلٍ أكثر دقة: مؤثرة وحالمة!.. تعالوا واحملوا ذاكرة الاستديو والصور, هيئوا عند كلّ خروج عدسة الكاميرا, تذكروا أن في شعبيات مكانٌ يحلم بكم ولكم..
قولوا بسعادة: سنجعل من هذا الموضوع متنزهًا تشاقه العيون والأبصار, رددوا بحزم: لن تكون صدفة الحياة ـ هذه المرة ـ مارةً مرور الكرام.!

.