مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 21-04-2007, 13:08   #27
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رد : حكايا الصباح والمساء..

.
.
-
قلت من هذه؟ فقالت: بعض من=فتن الله بكم فيمن فتن
- والحب فتنة؟
- وغرور جميل، وهذا ما يوحي به البيت.
- لكن ابن أبي ربيعة استثناء كان نرجسيا، مفتونا بذاته، متوهما.
- لم يكن متوهما، كن حقا يركضن وراءه، لكن لعله أخطأ في فهم سبب زعمهن الفتنة به، ورغبتهن في إغوائه واستدراجه.
- لكنه كان وسيما، جميلا، مترفا، وفي الذؤابة في أنساب قريش ولها العصبية والملك يومئذ.
- نعم، لكن أمناله كثيرون يوم ذاك، فلم كان التعرض له دون غيره؟
- ؟
- كن يرغبن في أن يذكرهن في شعره فينلن بعض الشهرة بملامسة أطراف ردائه، حتى فاطمة بنت عبدالملك وابوها يومئذ الخليفة وإخوانها الأمراء وزوجها رجل في مثل مهابة عمر بن عبدالعزيز لم تسلم من هذه الرغبة، أي أن يقول فيها ابن أبي ربيعة شعرا يتغنى به الناس.
- أي أن تتحول إلى ملهمة له؟
- ربما، ملهمة ضمن ملهمات كثيرات.
- عجبا، لا يكاد يخلو فنان من حب، هو في حالة حب دائم متجدد.
- ولابن أبي ربيعة نصيبه من ذلك، اسمع قوله:
إني امرؤ مولع بالحسن أتبعه ... لاحظ لي منه إلا لذة النظر

- جميل والله..
- لا، جميل ابن معمر قصة أخرى..
لم يكن نرجسيا ولم يكن يعبد الجسد كعمر بن أبي ربيعة قديما أو على محمود طه حديثا.
- كيف يعني ما كان يعبد الجسد، يعني يحبهم ليه أجل؟
- كان افلاطونيا مشغولا بفلسفة الروح، وقد كان يخلو الحين بعض الحين ببثينه ثم لا يطارحها إلا الكلام، ثم ينصرف، هكذا كانت تقول ويقول.
- وأنت صدقت الاثنين؟!!
- ما فهمت.
- يعني هل تعتقد أنها كانت ستقول كان يجلس معي ويقبلني ويحضني؟ أو يقول هو ذلك؟
- طبعا لا..
- وهذه مصيبة القارئ أحيانا، يصدق العذريين لأنه هو عذري، أو هو يرغب أن يكون كذلك ولا يستطيعه فيحب أن يصدق مدعي العذرية وإن كذبوا عليه.
- وأنت (بصمت) خلاص أنهما كاذبان؟
- هي فرضية.
- إذن لتكن فرضيتنا إلى الجمال أقرب ولنقل أنهما كانا عفيفين.
- ولم لا نكون إلى الطبيعة أقرب ونقول أنهما كانا إلى الإنسان أقرب منهما إلى الحجر؟
- براحتك..
- وبراحتك أنت أيضا..
.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس