مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 08-08-2006, 16:03   #3
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رد : قصص قصيرة - تجريب سردي

.
غطاء..

يا أماء الله اتقين الله، ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى..
وأنتم معشر الرجال: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته..
ومن مات غاشا لرعيته لم يرح رائحة الجنة..
.
.
- تغطي.. هذا (شرع) كلام الله، ما جبت شي من عندي...

ثم حاصره شعور ممض بأنه لم يأمرها بـ(تغطي) لأن الشرع أمره أو أمرها بذلك، الشرع أمرهما بأشياء كثيرة فلم لا يتذكر منها إلا (تغطي) هذه؟! يعلم أنها عادات البادية المفروضة على الحاضرة حين أسلم البدو وشاء لهم الله أن يصبحوا مشايخ ومفتين وعلماء. إذن لم أمرها بأن تتغطى؟ يخشى أن يراها أصدقاؤه الذين يحدثهم دائما: شوفوا من تكشف وجهها في الاسواق والمقاهي ووسط الاجانب ستكشف أشياء أخرى لاحقا. وحين كانت ترفض تغطية وجهها محتجة بالحر أو لعدم وجود ما يستدعي الغطاء كان يتحاشى المشي بجانبها.

في النزهات العائلية كان يختار أبعد الأماكن، بعيدا عن الناس، وعن الألعاب، وعن كل وسائل الترفيه، في المطاعم الفخمة كان يجلس إلى أقصى الطاولات، لا ينبغي أن يراها أحد أو يسمعها حين تتكلم، وأيضا يوصي النادلين بتغطية المكان من كل الجهات المفتوحة، بالطبع هي لا تستطيع أن تأكل وهي (متغطية) ولكنه أيضا لن يسمح لأحد من أصدقائه أن يراها وهي (فاتشة) أثناء مروره صدفة، ربما يعتقد صديقه أنها صديقته، وربما يسأله لاحقا: من الحلوة اللي كانت معك، أيش كشفت لك غير وجهها؟.. هو سؤال لا يرغب في سماعه، إذن لـ(تتغطى).

حين قالت له أمه ذات مساء وهي غاضبة من زوجته: زوجتك تمشي في الأسواق وما (تتغطى)، أجابها بهدوء لم تتوقعه: أنا من سمح لها بذلك، لا أرى وجوب تغطية الوجه، ثم لا أرى أن ذلك مما ينبغي أن يشغلك كأم. حين عاد إلى البيت صرخ في وجه زوجته: كم مرة قلت لك لا تكشفين وجهك في السوق، فضحتينا، ما عندك نقاب؟ اشتري لك بدل واحد ألف، أيش يضرك إذا لبستي النقاب؟

مرة قال لها محاولا الابتسام: غطي وجهك لا يغازلونك.. وضحك رغما عنه حين أجابته: وهالحين بيتركون كل هل المدهونات بالبودرة والمكياج اللي لابسات البنطلونات الضيقة ومطلعات صدورهم وبيغازلوني؟!! لم يتشدد هذه المرة، شغل نفسه بمشاهدة الـ(مطلعات صدورهن) قبل أن يجيب: كل محجوب مرغوب، أجابته بقسوة: كلٍ يشوف الناس بعين طبعه.

صمت منجذبا لما حوله..
مندلقا على صدور الأخريات ومنشغلا بأحجام مؤخراتهن..
شاعرا بأهميته الدينية والاجتماعية لأن زوجته (تتغطى) وليست كزوجات الآخرين وبناتهم:
فاجرات.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس