الموضوع: شخصيات
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 06-11-2010, 18:37   #30
سولافة
عطر الروح
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ سولافة
 

12 رد : شخصيات





نبذه موجزة عن
بن عبد ربه

صاحب الذكاء والادب والانشاء





صاحب العقد الفريد
وكتاب العقد الفريد اختيار من أدب الشرق
هو كتاب من أمهات كتب الأدب، جامع لشتيت الفوائد ومنثور المسائل في الأخبار والأنساب والأمثال والشعر والعروض حتى الطب والموسيقى
. وقد أستوعب خلاصة ما دون من كتب الأصمعي وأبي عبيدة والجاحظ وابن قتيبة وغيرهم. ولم يقتصر على المأثور عن العرب بل وشى كتابه بما ترجم عن اليونان والفرس والهنود من ضروب الحكمة والموعظة والملح. وقد تأنق في تبوبيه وتفنن في ترتيبه، فقسمه إلى خمسة وعشرين كتابا في موضوعات شتى بدأ منها بمقدمة بليغة من إنشائه تبين الغرض منه



وسمى كل كتاب بجوهرة من جواهر العقد كاللؤلؤة والفريدة والزبرجدة والجمانة والمرجانة والياقوتة والجوهرة واليتيمة


لقبه ونشأته:
هو أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب بن حدير بن سالم، ويكنى بأبي عمر وقيل أبي عمرو، شهاب الدين الأموي بالولاء، فقد كان جده الأعلى سالماً مولى لهشام بن عبد الرحمن الداخل ولد بقرطبة في العاشر من شهر رمضان


عام 246هـ (29 تشرين الثاني 860 م)، ونشأ بها، ثم تخرج على علماء الأندلس وأدبائها وأمتاز بسعة الاطلاع في العلم والرواية وطول الباع في الشعر منه ما سماه الممحصات، وهي قصائد ومقاطع في المواعظ والزهد، نقض بها كل ما قاله في صباه من الغزل والنسب. وكانت له في عصره شهرة ذائعة، وهو أحد الذين أثروا بأدبهم بعد الفقر.

نشأ ابن عبد ربه في تلك المدينة الزاهية نهاراً والمضيئة ليلاً ، والتي تعدُّ عاصمة الأندلس ، وعروس مغرب الإمبراطورية العربية . نشأ في أحضانها ، وترعرع في أزقتها النظيفة ، ورضع من لبان ثقافتها وبهجتها ، وشاهد بأمِّ عينيه أنسها وسرورها . فطبع ذلك كله في نفس ابن عبد ربه ، وفي عقده ، وفي شعره .
فنراه تطيبُ نفسه إلى مغانيها ، وتُرهف سمعه أحلى أغانيها ، وتسعده جلساتُها ، وتقرِّبه من خيرة أمرائها وأدبائها ، فيتذوق اللهو ، ويلوذ بالغناء وما يجلبه مجلسه ، ويطرب إلى الجواري الحسان ، ليعزف على قيثارة الحب والغزل ومجالس الأنس أصفى الأشعار وأرقَّ الألحان . ولم يكن ابنُ عبد ربه ذلك الفتى المدلَّل المتهور ، بحيث يُضيع أيامه بالسكر والسماع . بل أخذ كذلك من قرطبة العلوم المعاصرة ، وثقَّف نفسه بما هو معروف في بلدته من فقه ودين وأدب ونحو وتاريخ .
أما علمه فلم يبلغنا عنه شيء ، ولعله لم يحتجْ إليه لكثرة المال لديه ، أو أن بعض الأمراء كان يقدم له جُعلاً ثابتاً ، أو أنه شَغل بعض المناصب غير ذات أهمية ، ولكننا ـ من حياته هذه ـ ومن مطالعتنا لعقده نكتشف أنه لم يكن سيء الأحوال كثيراً ، على الأقل في بعض أيامه . ذلك أن الحميدي كان الوحيد الذي لمَّح إلى فقره في أول أمره ، ثم إثرائه بسبب علمه . فقال : « كان لأبي عمر بالعلم جلالة .. وأثرى بعد فقر » .
ولا يعني ما ذكرناه ، أن حياته كانت سعادة كلَّها ، أو أنه لم يتألم أو يتأثر يوماً ، بل إنه مرَّ بأحداث جسام ـ شأنه شأن أي إنسان ـ وهي مما وصل إلينا فقط ـ ولكنها لم تؤثر كلها في اتجاه حياته . وقد استطعنا أن نكشف بعض هذه الأحداث من شعره نفسه . فَقَدْ فَقَدَ ولدين في حياته ، وكانا أثيرين لديه ، أحدهما يحيى الذي رثاه بعدة قصائد تعبّر عن جرحةٍ في الفؤاد أليمة . وأصيب كذلك بفالج أقعده في بيته عدة سنين
. وشكا من جور الزمان ، دون أن يلمّح إلى نوعية الشِّدة التي أقضَّتْ مضجعه . ولقد سكب تذمره هذا في قطعة هجائية ، منها
رجاءٌ دونَ أقربه السحاب *** ووعدٌ مثلُ ما لمعَ السَّرابُ
ودهرٌ سادتِ العبدانُ فيهِ *** وعاثَتْ في جوانبِهِ الذئابُ
وتسويفٌ يكلُّ الصَّبرُ عنه *** ومطْلٌ ما يقومُ له حسابُ
وأيامٌ خلَتْ من كلِّ خيرٍ ودُنيا قد توزَّعها الكلابُ
وفي أثناء حديثه عن الشيب نراه يعرِّض ـ ثانية ـ بالحكام الجائرين :
جارَ المشيبُ على رأسي فغيَّره *** لما رأى عندنا الحكامَ قد جاروا

..........................


وقال في وصف رمح وسيف:



بكـل رديـي كـأن سـنانـه شـهاب بدا في ظلمة الليل ساطع
تقاصرت الآجال في طـول متنه وعادت بـه الآمال وهي فـجائع
وذى شطب تقضي المنايا لحكمه وليس لما تقضـي المـنية دافـع
يسلل أرواح الكـماة أنسـلاله ويرتاع عنه الموت والموت رائع
في الغزل:
يا لؤلؤا يـسبي الـعقول أنيقا ورشا بتقطيع القلـوب رقيقا
ما إن رأيت ولا سمعت بمثله درا يـعود من الحـياء عقيقا
وإذا نظرت إلى محاسن وجهه أبصرت وجهك في سناه غريقا
يا من تقطع خصـره من رقة ما بال قلبك لا يكون رقيقا ؟

وقال في موقف الوداع:
ودعتنـي بـزورة وأعتناق ثم نادت متى يكون التلاقي !
وبدت لي فأشرق الصبح منها بين تلك الجيوب والأطواق
يا سقيم الجفون من غير سقم بين عينيك مصرع العشاق
إن يوم الـفراق أفظـع يوم ليتني مت قبل يوم الفراق !





وآخر شعر قاله هو:
بليت وأبلتنـي الليالي بكرها وصرفان للأيـام معتـوران
ومالي لا أبلى لسبعين حـجة وعشر أتت من بعدها سنتان
ولست أبالي من تباريح علتي إذا كان عقلي باقيا ولـساني




وفاته:
توفي ابن عبد ربه يومَ الأحد ثامن عشر جُمادى الأولى سنة [[328 هـ]]، ودُفن يوم الاثنين في مقبرة بني العباس بقرطبة وعمره واحد وثمانين سنة.
وقد أصيب بالفالج قبل وفاته.

سولافة غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس