الموضوع: اتذكرك
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 18-10-2006, 10:48   #36
عبدالرحمن السعد
أديـب و شــاعــر
 

حَ ت ف!

يقولُ أحدُهم: (..أحد ردود الفعل الطبيعية التي تعترينا عقب قراءة مقطوعة جيدة من الأدب يمكن أن تُعبر عنه العبارة الآتية: هذا هو ما كنت أشعر به وأفكر فيه..)
أسبوعان تقريباً، سيدتي الشاعرة، وأنا في كنفِ (كتبتها كفن!) القصيدة. كبّلت ذاكرتي ووعيي. لا أغادرها، وهي لا تفتأ تغرس جذرها في خصبِ الأسى وسبخِ النسيان!
حاولتُ كثيراً، وربّ السماءِ، أن أكمل قراءتها! (مرّة واحدة سريعة وأنفذ) وكثيراً تعثرت!
حاولتُ أن أكتب شيئاً علّي أنجح في إضافتها إلى قائمةِ "نُفّذ/جزئياً!" فأحتال على رأسي، وأتجاوزها! فلم يحدث.
الآن، وكما يقولون: (..جاءت الفأسُ في الرأس!) وغدا الفرارُ بلا جدوى!
ثمّ أنهُ تاريخٌ لا بدّ أن يجيء وورقةُ تقويمٍ لا بدّ أن تُمزّق! وذاكرةٌ لا بدّ أن تلوكَ أحشاءها!
ليلةُ السابع والعشرين تطرق الباب، ولستُ الوحيد الذي ستمضغه أحلامُ الليلة، أو ضيعةُ أحداقِ الصباح التالي، أو سحاباتُ الكبيرةِ الموجوعةِ وابتهالاتها. بل إنّي أكثرهم صمتاً، ثمّ أكثرهم إمعاناً في الصخبِ والجنون "فيما عدا"! ..وستأتي الوحدةُ على بقيتي! لا مفرّ.
...........
لهم الفردوس سيدتي.
لهم الفردوس.
...........
اعذري هذياناتي الكسولة منتهى.
كان لا بدّ أن أكتب شيئاً هنا. اليوم. لأستطيع أن أقرأ بهدوء، وربما أكتب ما يليق، فيما بعد.
لكن، يمكنني التأكيد أن هذه الـ "أتذكرك" من أصدق وأعمق ما قرأت منذ فترة ليست بالقصيرة، ومن أقوى القصائد تأثيراً وقرباً.
...
تقديري لِمدادٍ يصطفيكِ سيدتي.
..

التوقيع:
يَا امْرَأةْ
بَيْنَنَا قَدَحٌ صَامِتٌ
كَيْفَ أَعْبُرُ هَذَا الفَضَاءَ السَّحِيْقَ
لِكَي أَمْلأَهْ
محمّد الثبَيتِي
عبدالرحمن السعد غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس