مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 20-11-2005, 09:54   #82
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة حسن آل مسفر
استاذي الفاضل ابراهيم الوافي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مسائك نقاء ايها النقي

اعود اليك بهذه المشاركة التي وصلتني عبر بريدي الخاص من صديق عزيز بالنسبة لي اسمح لي ان احتفظ باسمه اذا اردت

والحقيقه انه استفزني انا بأسئلته الموجهة اليك ولكن لم يكن امامي بد الا ان اقوم بنقلها كما اتتني

وإليك الاسئلة

..........

الاستاذ ابراهيم الوافي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسمح لي بالدخول مباشرةً في اسئلتي اليك

1- المبدع إبراهيم الوافي شاعر مثل المرحلة التالية لجيل الحداثة ، ولنقل قصيدة النثر ، ولن أسألك عن سمات المرحلة الشعرية ، لأن الأساس أن ننظر للحالة الشعر مستقلة ومنفردة عن سياقها 00
وفي راهننا الثقافي ، بات المشهد الشعري مع حضور أجناس أدبية أخرى ، وبالذات الحالة السردية ، يشكل هاجساً مقلقا لهذا الجنس الأدبي الأثير في الذاكرة المحلية المرتبطة بالمشافهة ، وهي ذاكرة شعرية كما يعرف الجميع ، نتيجة لجملة من المعضلات ، ليس المجال متاح ومناسب لتعدادها ، إنما أحدى معضلات تلك الحالات ، محاولة أمتصاص ما أحدثته القصيدة الحداثية من صدمة للمجتمع الراكد ومواجهة ذلك الموات ، ورأينا كيف كرس الشعر الشعبي في مرحلة ما بعد حرب تحرير الكويت ، حتى ظننا أن كل مواطن أصبح شاعر ، وطبعاً لم يكن هذا مجرد حالة ثقافية تلقائية 00
وهنا السؤال 00


2- أعرف واقع الساحة الثقافية ، وأريد أن أفتح هنا باباً موصداً لشاعرنا ، ونحن نشهد الصراعات المختلفة ، ليضيء لنا وبالذات لمن لايعرفون شيئا عن تجربته ، بقدر ما نعرف بأنه يكتب في رياض ( سعد الحميدين ) ، كيف ينظر للتجربة الشعرية المجائلة له وعلى أي أرضية تقف القصيدة الحديثة ، وهل جرد خطابها من حمولاتها الدلاليه للاخر ، وأصبحت مجرد تهويمات ذاتية مغرقة لخطف الضوء ؟


أيها البهي ..
أصدقك الخبر ..سأتعامل مع هذا الطرح على أنه لصديقي حسن آل مسفر .. لأنه من الصعب أن أتعامل مع ظلال .. أو مع ماوراء حجاب .. لاسيما والطرح بالفعل يثير إشكالات كثيرة ذات مساس جوهري بالساحة الشعرية أو بعض رموزها .. والحقيقة أنني مندهش من تحفظك أو تحفظ هذا الصديق على هويّته حينما يعكس في طرحه أبعادًا موضوعية ذات صلة بتجربتي الشعرية ..ناهيك عن عمقها وانعكاس عملية متابعة مميزة للساحة من خلالها ... لابأس ياصديقي .. سأقف هنا مع الناقل ..حينما لانتناقل إلا مانؤمن به ..!

اشتملت المداخلة هنا كم هو واضح على ثلاثة محاور أساسية ولا أقول أسئلة بصدق .. لأنها اعتمدت على إثارة القضية والإحاطة بها وطرحها من أجل توسيع دائرتها .. .. ولعل محورها الأول يمكن تلخيصه بالتالي :
(تكريس الشعر الشعبي في مرحلة ما بعد حرب تحرير الكويت ، حتى ظننا أن كل مواطن أصبح شاعر ، وطبعاً لم يكن هذا مجرد حالة ثقافية تلقائية ) ...
ياصديقي .. لاتزال الذاكرة العربية شعرية بطبعها كما أشرتَ أنت .. ولا زال الشاعر يمارس دوره القديم كوزارة إعلام للقبيلة ..يؤرخ أمجادها .. ويتذاكر مواقفها .. يقوم بدور الواعظ والمرشد والمحفّز .. الخ من الأدوار التراثية التي ظل الشاعر العربي يقوم به منذ وقوف امرئ القيس على الطلل .. ولهذا وحده يتفاعل المواطن العادي عند الحدث .. ولايجد ملجأ له إلا الشعر .. وهنا لايمكن نسف كل نتاج المرحلة بسبب حيثيات ومسوّغات تكوينه .. كما أننا لايمكن أن نعتبره حالة ثقافية .. لكننا حتما سنخرج منه بما هو أهم من كل ذلك وأعني به تغلغل الشعر في الذات العربية كوسيلة فاعلة للتعبير والتأثير معا ...


أما فيما يتعلق بالمحور الثاني .. وأعني به واقع الساحة الشعرية فلعلي بصدق .. لاأخفي انزعاجي الكبير من مصطلح ( رياض الحميدين ) حينما يكون الصديق الشاعر سعد الحميدين خير من يتعامل مع النص الشعري بعيدًا عن الشللية التي تنخر منابرنا الثقافية الأخرى .. وإذاكنتُ واحدا ممن عُرفوا بصحيفة الرياض كما أشرت .. فأصدقك القول كنت على تواصل مع ملحق الصحيفة لمدة سبع سنوات لم أتعرف ـ هاتفيا أو مواجهة ـ مع الصديق الشاعر سعد الحميدين إلا بعد انقضائها .. فالشاعر سعد الحميدين من الرواد الذين فتحوا قلوبهم ومنابرهم لأبنائهم .. ولن أكون وأقراني أولهم حينما لم يكن شيخنا الصغير سلطان القحطاني آخرهم .. وحسبي أن أضيف أن الشاعر سلطان القحطاني حصل على المركز الثالث في جائزة الشعر العربي لعام 2001م وهوطالب في المرحلة الثانوية .. وبالطبع بدعم وترشيح الصديق سعد الحميدين وأنا أعلم يقينا أنه حينها لم تكن تربطه بسلطان أدنى علاقة أو أدنى معرفة .. أما عن المرحلة ككل .. فقد كنتُ قد أسهبتُ كثيرا في الحديث عنها في أطروحات سابقة ومتنوعة عبر هذا الحوار .. لكنني أود تصحيح معلومة خاصة لدى صديقنا الذي حمّلك وزر الطرح هنا فحمّلني مؤونة الإجابة عليك تتعلق بتصنيف تجربتي ضمن شعراء قصيدة النثر .. على الرغم من أنني لم أكتب قصيدة نثر واحدة في حياتي .. إلا إن كان يعتبر أن قصيدة التفعيلة ذات الإيقاع الموسيقي الواضح وإن اختلف عن البحور الخليلية قصيدة نثر ...!
ومع هذا قالحقيقة من الصعب جدا تصور الأمر حينما لم يخطر لي على بال تقييم تجربة زمنية أنتمي إليها ، فضلا عن عدم نبوءتي بقدرتي على السفر إلى الغد ، تعجّ الساحة بالعديد من الشعراء المميزين ، فإن كنت أحدهم فهذا نبل منك وحسن ظن بأخيك ، ولعلني أكون كما تصفني ، حين لاأستطيع ولا أجرؤ على تقييم تجارب أقراني ..

3 - غياب النقد الحقيقي هل يشكل قضية لشعراء المرحلة ؟

ما من شك أن النقد الآني واحدا من أهم ظواهر الأزمة التي يمر بها الشعر العربي المعاصر ، وقراءة النصوص أو تحليلها باتت مغايرة تماما لما كانت عليه لقد صارت عملية إبداعية موازية للعمل الإبداعي ذاته ..
فالقصيدة المعاصرة قصيدة ( معقدة نفسيا ) تتنازعها تهويمات وإيحاءات قد تصل إلى هوامش النص ذاته ، فطباعة النص ( أعني شكله على الصفحة ) من حيث عدد التفعيلات أو وتوزيعها .. أو تقسيم الحروف ، أو القراءة الصوتية .. أو ما شاكل ذلك ، هذا كله يستلزم على القارئ الفاحص الالتفات إليه وإدخاله ضمن قنوات النص ، بخلاف الاستعداد الدائم للربط بين الظواهر كلها وفق رؤية فنية خاصة تتكئ على موت المؤلف ...
والواضح ان كثرة ما ينتج من شعر هذه الأيام الى درجة تتطلب من الناقد جهداً كبيراً لمتابعته من أهم مظاهر أزمة الشعر المعاصر لاسيما متى ما اعترفنا بأن الإنتاج الرديء يطغى بشكل كبير على الشعر الحقيقي، وحينها فقط سندرك صعوبة عمل الناقد غير المتأني الذي يضطر غالباً الى الاكتفاء بما يتحصّل عليه من قصائد لشعراء عن طريق إهداءات أو ما شاكل ذلك مما يقع بين يديه مصادفة، ومما يؤسف له أننا نادرا ما نجد بين نقادنا من يسعى بنفسه الى متابعة الإنتاج الشعري الحديث متابعة جادة خالصة لوجه الشعر..!
وبالنظر إلى الساحة النقدية سنلحظ بوضوح قلة في عدد المتخصصين في نقد الشعر الحديث وفق منهج أو رؤية نقدية علمية واضحة ومحددة، فنقادنا يمكن تصنيفهم الى مجموعتين:
الأولى تضم الأساتذة الجامعيين الذين وقع بعضهم في (نقص) المرونة الكافية والإطلالة الحقيقية على المشهد الشعري الراهن كما أن البعض منهم غالباً ما يعتبرون ممارستهم النقدية عملاً ثانوياً لا يطمحون من خلاله الى اكثر من نشر مقال، أو اصدار كتاب يعززون به وضعهم الأكاديمي (كما يرى ذلك الشاعر نزار بريك في كتابه صوت الجوهر).

أما المجموعة الثانية فتضم النقاد الذين يمكن تسميتهم بالهواة، وهؤلاء وإن كانوا أكثر متابعة للحياة الشعرية من الأكاديميين واسلم ذوقاً منهم إلا أنهم غالباً ما تعوزهم الأدوات النقدية والرؤيا المنهجية فتأتي نقودهم على الأغلب قاصرة عن استنتاج الرؤى العامة للأفق الشعري..!

ولابد أيضاً الى الإشارة لعقدة الرواد التي تخيم على أذهان كثير من النقاد، ناهيك عن خصوصية أشعار العقدين الأخيرين التي تعد أرضاً بكراً للدراسات النقدية ويحتاج هذا الشعر الى ناقد جاد وصبور يتمتع ببصيرة نفاذة وذوق جمالي عال..

يقول الشاعر نزار بريك حول هذا: (يستنكف النقاد المحدثون عن الخوض في غمار شعر العقدين الأخيرين عادة ويميلون الى استجرار ما قيل في حقل شعر الرواد الذي أصبح ممهداً بالدراسات الكثيرة التي تناولته..) (صوت الجوهر ص19).
انتهت الاسئلة

تقبل خالص مودتي
وخالص تقديري لأمانة النقل أيها الصديق


التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً