مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 29-08-2003, 13:41   #1
تأبط شعرا
حــبّــا ً
 

الــــهـــــجـــــــاء ..!!

الهجاء أحد الفنون الشعرية الاصيلة في الادب العربي

فقلما تجد شاعراً لم يتعاط الهجاء

أو ديواناً لا ذكر فيه لمن هجى سواءاً فرداً أو قبيله

والهجاء الشتيمه بالشعر أو الوقيعه في الأشعار

وليس الهجاء دليلاً على اساءة المهجو

وهذا ما أتفقّت عليه العرب

فما كل مذموم بذميم

وقد يهجي الإنسان بهتاناً وظلماً أو عبثاً

أو حتى إرهاباً ؟؟
( ياليل من هالأرهاب الي حتى الشعر ماسلم منّه )

وعادة مايكون نظم شعر الهجاء ببلاغه

وتجنّب الخطاب المباشر كأن الناظم يمتحن قدرة
الخصم على الفهم ويضلّل الكلمات !

وهذي قدره شعريّه كبيره


عموماً لعل أشهر الهجائين على الإطلاق

هو الحطيئه : جرول العبسي

وهو شاعر أدرك الجاهليّه والإسلام

إرتد عن الإسلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

ثم أسلم من جديد ؟

وكان سليط اللسان هجاءه عنيفاً

وقد سجنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه

ثم أطلقه بعد قصيده مؤثّره قيل أنها أبكت الخليفه ؟؟

وأشترط عليه ألاّ يهجو أحداً من المسلمين

وإشترى منه أعراض المسلمين ببضعة آلاف

من الدراهم!!

وفي تصوّري إنّ طرق الهجاء بهذه الصوره البشعه

نتيجه للإحساس بالظلم والإضطهاد وخيبة الأمل

في وجود الحب والخير والسلام وهذا ماحصل

للحطيئه ؟

لدرجة إنّه حين لم يجد ما يهجوه هجى نفسه قائلاً :

أبت شفتاي اليوم إلا تكلما ... بشرٍ فما أرى لمن أنا قائله

أرى لي وجهاً شوه الله خلقه ... فقبّح من وجه وقبّح حامله!


ولم يتوقف عند هجاء نفسه بل تجاوز ذلك إلى أمه !؟

جزاك الله شراً من عجوز

ولقاك العقوق من البنينا

أغربالا إذا استودعت سراً

وكانونا على المتحدثينا؟

تنحي فاجلسي مني بعيدا

أراح الله منك العالمينا

حيا بك ما علمت حياة سوء

وموتك قد تسر الصالحينا


ولعلّ أجمل ماقاله الحطيئه في الهجاء هذا البيت :

دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... وأقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

لما فيه من قوّه وجمال
ومايسمّى بالمجاز العقلي !!



وقد قال جرير يوماً يهجو قبيلة نمير :

فغُض الطرف إنك من نمير ... فلا كعبــاً بلغـت ولا كلابـا

فما لقيت قبيله من العرب بهجو مالقيت نمير بهجو جرير؟؟

وعلى ذكر جرير فقد تميّز الشعر الأموي بالهجاء

بل التنافس على التفوّق في هذا المجال

بين شعراءه!

والأمثله لا تعد ولا تحصى لا مجال لذكرها الآن


هناك أيضاً الهجاء السياسي أو هجاء الحكّام

ومثال على ذلك قول عبدالله السلولي وهو شاعر سياسي

إتّصف بنزعه إنتقاديه ضد الساسه ورجال الدوله :

فأن تأتوا برملة أو بهند ... نبايعها أميرة مؤمنينـا

إذا ما مات كسرى قام كسرى ... نعدّ ثلاثة متتابعينـا

لقد ضاعت رعيتكم وأنتم ... تصيدون الارانب غافلينا !


أرى إنّ الهجاء نوعين وشتّان بين الإثنين

الهجاء للتقويم أو نقد التصرفات الخاطئه ولكل ماهو سئ فعلاً


وهجاء الهجوم المباشر والسب الصريح الذي قد

يبلغ حدود الفحش والإقذاع!

وقد نهى الإسلام عن ذكر الالقاب المذمومة
التي تعيب الإنسان وتنتقص منه

وقال تعالى :
(ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب
بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان)

ولهذا السبب في إعتقادي أن

قضى أمير المؤمنين في الهجاء التعزير !؟





بنتظاركم

التوقيع:

دايم أخطي في العلاقات ماهي الأوّله
........... أترك المضمون وأنساق خلف الواجهه


taba6_sh3ra@hotmail.com

للمراسله فقط

تأبط شعرا غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس