مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 14-12-2007, 04:17   #2
هتون الشريف
شـــاعره
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ هتون الشريف
 

رد : الشريف بركات ( أبو مالك ) نسبه ، عصره ، موطنه ، شعره..


يقول المؤلف : لذلك سوف أذكر ماصحت نسبته إليه من الشعر ، والذي تمثله حسب علمي ، القصيدة (الكافية ) وما وصل إلينا من القصيدة ( الحائية ) فقط .

أ / القصيدة الكافية :

يالله ياللي كل الامات ترجيك = ياواحد ماخاب حيٍ ترجاك
يارب عبدٍ ما مشى في معاصيك = ولا مشى إلاّ في محبتك ورضاك
ٍ يامرقبٍ بالصبح ظليت باديك = ما واحدٍ قبلي خبرته تعلاك
وليت ياذا الدهر ما اكثر بلاويك = الله يزودنا السلامه من اتلاك
ياللي على العربان عمّت شكاويك = وليت يادهر الشقا ول مقواك
واليوم هالكانون غادي شبابيك = تلعب به الأرياح من كل شباك
يامالك اسمع جابتي يوم اوصيك = واعرف ترى يابوك بآمرك وانهاك
وصية من والد ٍ طامع ٍ فيك = تسبق على الساقه لسانه لعلياك
أوصيك بالتقوى عسى الله يهديك = لها وتدركها بتوفيق مولاك
والله رب اجدادك الغر يعطيك = مرضاتهم مع ماتمنى من مناك
احفظ دبشك اللي عن الناس مغنيك = اللي ليا بان الخلل فيك يرفاك
واعرف ترى مكة ولاها بناخيك = لو تطلبه خمسة دواوين ما اعطاك
اجعل دروب المرجله من معانيك = واحذر تميّل عن درجها بمرقاك
لاتنسدح عنها وتبغاني اعطيك = جميع ما يكفيك ..ما حاصلٍ ذاك
أدب ولدك إنْ كان تبغاه يشفيك = وإنْ ضلقت أمه لاتخليه يلاك
إمّا سمج واستسمجك عند شانيك = ويفر من فعله صديقك وشرواك
والا بعد جهله ترى هو بياذيك = أنْ ماربيته ماتجي فيه رجواك
ويامالك ارفق بالحشم والمماليك = يرفق بك الله يوم ترفق بضعفاك
واحذر تضيّع كل منهو ذخر فيك = معروف لاتنساه واوفه بعرفاك
ترى الصنايع بين الاجواد تشريك = إليا طمعت بغرسها لاتعداك
واحذر سرور بغبة البحر يرميك = ولا هو مفكر في تشكيك وبكاك
واوف الرجال احقوقها قبل توفيك = لا توفها بالقول فالحق يقفاك
وهرج النميمه والقفا لايجي فيك = وإياك عرض الغافل اياك إياك
تبدي حديثٍ للملا فيه تشكيك = وتهيم عند الناس بالكذب ..واشراك
واليا نويت احذر تعلم بطاريك = كم واحدٍ تبغى به العرف واغواك
واحذر شماتت صاحبٍ لك مصافيك = وليا جرى لك جاريٍ قال لولاك
ولاتحسب أن الله قطوعٍ يخليك = ولاتفرح أن الله على الخلق بداك
والضيف قدم له هلا يوم يلفيك = ومما تطوله يافتى الجود يمناك
احذر تلقّي الضيف مقرن علابيك = خلّه محبٍ لك صديقٍ ليا جاك
واوصيك زلات الصديق إن عثا فيك = مازال يغطاها الشعر فاحتمل ذاك
راعه ولو ماشفت انه يراعيك = عساك تكسر نيته عن معاداك
واحذر عدوك لو اظّهر انه مصافيك = خلّك نبيه وراقبه وين ماجاك
لا تامنه واطلب من الله ينجّيك = ويكفيك ربك شر ذولا وذولاك
شفني أنا يابوك بامرك وانهيك = عن التعرّض بين الاثنين حذراك
واذا حضرت طلابة مع شرابيك = اسعى لهم بالصلح واللاش يفداك
ابذل لهم بالطيب ربك ينجيك = ولا تجضع الميزان مع ذا والا ذاك
أمّا الشهادة فادها إن دعوا فيك = بيّن عمود الحق لا عميت ارياك
وبالك تماشي واحدٍ لك يرديك = طالع بني جنسك وفكر بممشاك
رابع أصيل ٍ في زمانك يشاكيك = لاشاف خلاتك عن الناس غطّاك
واحذرّك عن طرد المقفي حذاريك = عليك بالمقبل وخل من تعداك
ثم العن الشيطان اياك يغويك = ترى أن تبعته للشرابيك ودّاك
واوصيك لاتشكي علينا بلا ويك = انت السبب طرفت عيونك بيمناك
واعرف ترى اللي واطي الفعر واطيك = والا أنت اعز من الجماعة هذولاك
المسك ياراسي عن الذل وأخطيك = واحذر تكلم يالساني حذاراك
والطف بجارك وقم من دون عانيك = وافطن لما يعنيك عن ربعة أخواك
ياذيب وإن جتك الغنم في مفاليك = فاكمن الين إنْ الرعايا تعداك
فيما مضى ياذيب تفرس بياديك = واليوم جا ذيبٍ عن الفرس عدّاك
ياذيب عاهدني واعاهدك ما ارميك = ما ارميك انا ياذيب لو زان مرماك
والنفس خالف رايها قبل ترميك = ترى لها الشيطان يرمي بالاهلاك
ومن بعد ذا لاتصحب النذل يعديك = وعن صحبة الانذال حاشاك حاشاك
ترى العشير النذل يخلف طواريك = وأنا ارجي أنّك ماتجي دون آباك
والهقوة انك ماتجي دون اهاليك = ولا ظن عود الورد يثمر بتنباك
والحر مثلك يستحي يصحب الديك = وإن صاحبه قاقا مقاقاة الادياك
ولا تستمع قول الطّرف يوم يلقيك = بالكذب يقضي حاجته كل ماجاك
من نم لك نم بك مافيه تشكيك = والياه قد زرى رفيقك وزرّاك
عندك حكى فينا وعندي حكى فيك = وأصبحت كارهنا وحنّا كرهناك
وما اخطاك ما صابك ولو كان راميك = واللي يصيبك لو تتقيت ما اخطاك
مير استمع مني عسى الله يهديك = النصح يامالك لك الله مولاك
وعندي مظنه ماتمثلتها فيك = واطلب لك التوفيق من عند مولاك

ملا حظة / كان لي بعض التصرف في بعض الأبيات لوجود بعض الأخطاء المطبعية ، ولي عودة إلى القصيدة

كما تجدر الإشارة هنا إلى أن الدكتور الشريف حسن الحارثي ، قد ألف هذا الكتاب رداً على بعض الأراء المنشورة في الصحافة ، وبعض كتب التراث الشعبي ، والمختلفة حول نسب الشريف بركات ـ من أي الأشراف هو .. وأين هو موطنه ، ومتى كان عصره ـ حتى أن البعض قال أنه بركات بن مبارك بن مطلب بن حيدر بن المحسن بن محمد بن فلاح المشعشعي ، أحد أمراء دولة المشعشعين التي امتد حكمها خمسة قرون من الزمان في إقليم عربستان .

يقول المؤلف :
والقصيدة الكافية قصيدة مشهورة تناقلها الرواة داخل البلاد وخارجها يرددون أبياتها ويستشهدون بما احتوت عليه من وصايا وحكم . لذلك سوف أورد هنا بعضاً أبياتها بقصد الاستدلال من حيث لغتها والشخصيات التي ورد ت فيها على أن الشريف بركات أبو مالك من أشراف مكة المكرمة .

فقد أوصى الشاعر ابنه في هذه القصيدة بكريم الخلال وحميد الخصال وذلك بعد أن استهلها بالدعاء والتضرع إلى الله حيث قال :

يالله ياللي كل الامات ترجيك = ياواحد ماخاب حيٍ ترجاك
يارب عبدٍ ما مشى في معاصيك = ولا مشى إلاّ في محبتك ورضاك
ٍ يامرقبٍ بالصبح ظليت باديك = ما واحدٍ قبلي خبرته تعلاك

ومنها قوله :

يامالك اسمع جابتي يوم اوصيك = واعرف ترى يابوك بامرك وانهاك
وصية من والدٍ طامع فيك = تسبق على الساقه لسانه لعلياك

وقوله:

احفظ دبشك اللي عن الناس يغنيك = اللي ليا بان الخلل فيك يرفاك
واعرف ترى مكة ولاها بناخيك = لو تطلبه خمسة دواوين ما اعطاك

وقولة :


واحذر سرور بغبة البحر يرميك = ولاهو مفكر في تشكيك وبكاك


وقولة :


واعرف ترى ما واطي الفعر واطيك = ولا أنت أعز من الجماعة هذولاك

إلى آخر ابيات القصيدة التي تبين من لغتها وطريقة نظمها أن قائلها من شعراء الجزيرة العربية . فهذا النوع من الشعر الشعبي كان معروفاً قبل الفترة التاريخية التي عاش فيها الشريف بركات ـ النصف الثاني من القرن الثاني عشر ، والنصف الأول من القرن الثالث عشر للهجرة ، فمن يطالع أخبار الشعر الشعبي وبداياته في المنطقة يدرك أن الشعر الشعبي كان شائعاً في أرجاء الجزيرة آنذاك مع غيره من أنواع الشعر العربي ، ولايزال مستمراً إلى وقتنا الحاضر .

ومضمون القصيدة يدل دلالة واضحة على أن قائلها من الأشراف الذين تربطهم صلة نسب بأمراء مكة المكرمة في ذلك الحين ، وانه يعيش في حدود أرض إمرتهم .

كما دلت القصيدة على تحديد الفترة الزمنية التي نظمت فيها القصيدة وهي مابين سنة 1189هـ التي مات فيها الشريف عبدالله الفعر في سجنه بينبع ، وبين ماتبقى من فترة إمارة الشريف سرور بن مساعد التي انتهت بوفاته سنة 1202هـ , فقدوجه الشاعر ابنه مالكاً للاعتبار مما جرى للشريف عبدالله الفعر وأنه سيواجه نفس مصيره إذا فعل مثل فعله ، كما حذره من الشريف سرور بن مساعد أمير مكة في ذلك الحين .

ثم يستمر المؤلف في سرد الأدلة لإثبات نسب الشريف بركات إلى الأشراف الحرث ومنها على موطنه وعصره بقصائد لشعراء من المنطقة بل من نفس القبيلة نظمت على منوال قصيدة الشريف بركات ، وقافيتها ، وورد ذكره فيها .
اختصرت عن ذكرها ..

ب / بعض من القصيدة الحائية:


الحارثي رد المثايل قراحي = سواة عدٍ من مخاييل الأقراح
للصاحب اللي سند الدرب ضاحي = وروّح ولكن من ضميري فلا راح


ومنها:

لن ضاقت الديرة وشح المراحي = تلقى رفيقٍ باسط الوجه والراح
وياليت وادينا بأرض براحي = يكفي جميع اللي نبيهم ونرتاح

ومنها:

يا ما حلا الفنجان بأرض براحي = ريح العويدي ذاعره عقب ما فاح
في ظل سرحه والركايب ضواحي = والبال من كثر الهواجيس منساح
الفي مال وصوتوا بالفلاحي = وشالوا على هجن عليها الحلق لاح
وتنحروا شيخ ٍ قليل المشاحي = اللي على الضين المربين ذباح

وهذه القصيدة ليس لها نفس شهرة القصيدة الكافية ، حتى أنني لم أجد من الرواة من يحفظها كامله ، وإنما حفظوا تفاصيل القصة التي نظمت من أجلها .

ونظراً لعدم توفر كامل الابيات حتى الآن ، وارتباطها بتفاصيل المناسبة التي نظمت من أجلها ، فأني أرى ذكر القصة كما رويت لي من اكثر الرواة حفظاً لها ..

يقول راوي الأبيات ومناسبتها الشريف عبدالله بن نور الجازاني ، احد رواة الشعر المعدودين في المنطقة :

أن الشريف بركات ( أبو مالك ) كان له صديق من الأشراف الحرّث الذين يسكنون ( الخرمة ) ـ لم يذكر اسمه ـ اجبرته الظروف على الخروج من دياره ـ الخرمه ـ والنزول بوادي المضيق بجوار الشريف بركات ، وبعد أن زالت ظروفه حن إلى دياره وطلب من الشريف بركات أن يعذره بالرحيل إليها سيما وانه يعشق الأراضي الواسعة كديار قومه ( الخرمة ) وهذا ما لا يتوفر في المضيق الذي تحف به الجبال من كل جانب ، فعذره الشريف بركات ، ورحل الرجل ... فكتب إليه الشريف بركات هذه القصيدة يبين فيها أنه يعز عليه فراق صاحبه ، ويعذره فيها في عشقه للاراضي الرحبة الواسعة ، ويتمنى لوكان واديه ( المضيق ) بأرض واسعة ليستوعب كل من يحب ويسلم من لوعات فراقهم ...

وأسعدني أن الراوية الشريف عبدالله الجازاني يحفظ أيضا بعضاً من رد للشريف الحارثي الذي رحل إلى دياره ( الخرمه ) على قصيدة الشريف بركات الحائية سالفة الذكر


ومنها:

وانته يابو مالك كسبت الرباحي = بردان تسقي وراعي الزرع مرتاح
لك وجبة تلبسك زين الوشاحي = تكرم رفيقك والخطاطير سياح
وتنضب تصب لو كان ماها شحاحي = اشوى من اللي يرقب السيل نطّاح
مرة يسيل ومرة مايلاحي = لكن ربك قد تكفّل بالارواح

ويأخذ المؤلف في الإستدلال من خلال القصيدة ( الحائية ) ، وقصيدة الرد ، على أن الشريف بركات أبو مالك من أشراف المضيق ( الحرّث ) وذلك واضح ٌ من الأبيات ، ويستدل من الرد عليها بذكر عين تنضب ، وعين البردان ويقول :
وكلاهما ( تنضب والبردان ) في أعلى وادي المضيق أو وادي الليمون أو ما يعرف قديماً بوادي نخلة الشامية ، وقد عرّف ياقوت الحموي المتوفي سنة 626هـ البردان بقوله ( البردان عين بأعلى نخلة الشامية من أ{ض تهامة وبها عينان البردان وتنضب ) .

والمؤلف توسّع كثيراً في الإستدلال ، مما لايدع فرصة لمشكك بعد ذلك قي نسب الشريف بركات أو موطنه أو عصره ، بيد أني اختصرت في بعض المواضع ، كما يقتضي حال الكتابة وموضعها آمل أن لااكون قد أثقلت .

قراءة الشريف طلال بن نايف

هتون الشريف غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس