المضمخةُ بالمسكِ ( عذوب )صوتٌ بعث شيخي من نومه !
..
أصابه (الكمه"العمى") في طفولته و هو بالكاد يتذكر
العصفر و الرداء الأحمر ..
ماتت أمّه في طفولته
حيثُ أصبح الأكمه اليتيم ....
و هذه بداية مسلسل أبي العلاء مع الناس و السلاطين و صروف الأيام !
وجد في الشعر و الأدب متنفساً له و ما فتأ ينظم الكلمات حتى مات أبوه !
و هذا موجود في الجزء الثاني من سنواته الماكره ...
لا أحد يشاهد هذا ,فالمقاطع تبعث على المأساة / من يكفله و يرحمه ؟
و من يشبع الحاجة الطبيعية لإنسان يفترض أن تكون له حاجات و حاجات ...
في المقطع الرابع أقفُ أنا و أنتِ مشاهدين من نفس الزاويه
من ذي التي تعوّض الأعمى فقدان صورة الدنيا و فقد الأبوين ؟!
متأكدٌ أنا بأنه كان يتوقُ (للحنان)
كان مصيره كما يقترح التأريخ أن يمضي في العبث مع ذاته ..
لا أحد , لا شيء , فهل يصنعُ كل هذا منه إنساناً
تمرُّ الأيام في قرية المعره فقيره موحية بالموت !!
فأخذ المعريُّ المحكوم بالحياة يستنطق الحجر !
كل هذا و العالم يلفظ أبو العلاء و ربما يدفعه للتسوّل !
هنا بكى أبو العلاء القسوة و الظلم فأخذ يكفر بكل حسناء و بالدنيا و بالصحاب
و هذا حقه علينا .علينا أن نتخيّل ما مرَّ به صاحبنا ...
قرأنا له كثيراً و رددنا معه مقولتان شهيرتان تصفا شخص المعري فالأولى :
(هذا جناه أبي و ما جنيتُ على أحد )..
لقد زيّن رفضه للنسل بهذا البيت .و المقوله الثانية :
(و إني و إن كنتُ الأخير زمانه
لآتٍ بما تستطعه الأوائل)ُ .....
و قد صدق في هذا ..
شاكراً لكِ وقفتك هذه على ضريح " المعري "يرحمه الله .......