مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 18-11-2005, 08:14   #76
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المهرة

ومازلنا نتابع / هذا الفكر الذي اضاء سماء الادب

أيتها الأصيلة .. ومازلتُ موعودًا بأصدقاء من ورق الوقت وحميمية الظلال ..


يقال ان قتل الفكر بالكسل والأهمال جريمة اشد من قتل الجسد ذلك أنه يرد الانسان مجرد كائن حيواني دون هوية
وانسان بسيط هش سهل الانكسار غالباً ماينهار مالم يقم على قاعدة
ثقافية وعلمية صلبة تحميه /
وكذلك الشعوب / تنهار هي ايضاً اذا لم يكن الهيكل الحديدي في داخلها
لامن حولها / في عقولها لافي عضلاتها

ماهي وجة نظر اخي واستاذي الفاضل ابراهيم الوافي في ذلك ؟


تماما أختي الفاضلة .. فالتعليم مثلا في جميع المجتمعات يشكّل بنية البنية التحتية ، على كل المستويات في عصر تكنولوجي ..لاتكفي الفارسَ فيه قوّتُه البدنية لخلق مقاتل عظيم ..حينما تكون الحرب الحالية حربا سياسية و تقنية واقتصادية ، وحين يكون التعليم وحده القادر على صناعة وطن حين يحمل في جيناته السياسي والاقتصادي والعالم التقني الخ من العناصر الإنسانية القادرة على تشكيل مجتمعٍ متكامل في عصر لايقبل بغير التكامل في الحياة .. ناهيك من أن الحياة العصرية الآن لاتعتمد على الطبيعة وحدها في كسب الرزق بل على ما أحدثه الإنسان فيها من مصادر لكسبه .. حتى على مستوى الأعمال الحرفية اليدوية .. كالزراعة أو صيد الأسماك أو غيرها باتت بحاجة ماسة لأدوات ( تكنولوجية أو ميكانيكية ) للقيام بها .. وهذه الأدوات لاتتوفر صناعتها إلا بارتقاء المستوى المعرفي للمجتمع بصورة عامة .


يقول الفيلسوف الالماني ( فردريك نيتشه) عن الالم والانسان ( ان الانسان اعظم المخلوقات
شعوراً بالالم )
وتعرب الشاعرة ( ليلى العفيفة ) عن الحزن في قلبها فتقول

تربع الحزن في قلبي فذبت كما 00 ذاب الرصاص إذ اصلي بنيران

نرى الآن كثير من القصائد يخيم عليها الحزن والألم / وقد يرجع الى طابع الظروف
التي نعيشها ونتعايش معها من حولنا / وكأن باب الفرح اغلق نافذته الى الابد

هل ترى من وجة نظرك ان القصيدة ذات الطابع الحزين هي الاقرب الى نفس القارئ ؟
وايهما اقرب الى نفس الوافي من القصائد ذات الطابع الحزين ؟ ام تعتمد
على الحالة التي يكون عليها ؟


أيتها الفاضلة .. كنتُ قد أسهبتُ في معرض ردي لصديقنا الأستاذ صالح العبد الكريم عن مسوّغات الحزن الآني وحيثياته ..حين تعرّضت لمفهوم الجيل الذي نحن فيه الآن .. وأشرتُ إلى أننا نعدُّ ( جيل مابعد الانكسار ) ذلك الجيل الذي تم تعليبه وتصديره لواقعه ...
ولهذا يشعر هذا الجيل بنزعة وجودية للحزن .. ربما لأنه أكبر المظاهر الإنسانية التصاقا بالذات في عصر لايستطيع خلق السعادة أو الطمأنينة ..حينما تخضع السعادة ذاتها لسيطرة النظام العالمي وأعني به النظام الرأس مالي الذي حول الإنسان برمته إلى آلة تتجه لخدمته مطلقا وتتخذ قيمتها الوجودية من اعتناقها إياه .. أي بالمال أيضا تبحث عن سعادتها .. وقد تجيء هذه السعادة أحيانا مخضبة بدم الفقراء الآخرين ..وطالما أن الشعر يحمل دائما العاطفة الصادقة تلك التي يبحث عنها المتلقي المغلوب على حزنه فلا أصدق من أن يكون الحزن ذاته شعورًا جمعيّا .. يجتمع فيه المتلقي بالشاعر فيلقاه صادقا بحزنه وببثه إياه معا .. أما عنّي فلم ولن أكتب يوما نصا لاينتمي إليّ ...!


افلاطون نجده لايحصر حديثه عن الحب في المرأة فقط بل يجعله متسعاً لكل عاطفة
إنسانية تصل في النهاية الى الكمال والمثاليات الروحية
في حين يقول ( بيدال ) ان فكرة الحب النبيل عند العرب كانت اثراً افلاطونياً
هل تتفق مع بيدال ؟ وبماذا تتعارض معه ؟ وماهي الفكرة التي يمكن ان
يضيفها شاعرنا واديبنا الوافي ؟


هنا .. يجب أن نتحدث عن مفهوم المرأة .. كمظهر للـ أنثى التي تشكل النصف الثاني تماما من حياة الإنسان أولا .. فنقول .. أليست السماء أنثى ، والشمس أنثى ، والأرض أنثى ، والسحابة أنثى ؟!
.. هذا التأنيث العظيم للكون يدفعنا دائما إلى الوقوف أمام الأنثى ( الشجرة ) ذات الأوراق والأغصان المتشابكة ، وقفة تدبّر وتأمل .. قد تقفها الأنثى كثيرا فلا تحتفل بها قرينتها حين تنتظر وقفة الذكر وحده ليتأملها .. وهذا ماجعلها على مدى التاريخ تبحث عن مرآتها في عينيه ، والرجل ذاته لم يجد في جمال الكائنات ماهو أجمل منها ولهذا شغلته دائما فشغلها معه بها .. هذا عن المفهوم الضيق للحب حين يتخلق منه مفهوم أوسع وأشمل لعلاقة الحب التي تربط بين رجل وامرأة بصورة خاصة .. أما عن مفهوم الحب بشكل عام وأوسع وأعني به تلك النزعة الوجدانية تجاه آخر أيّا كان فتنعكس تأثيراتها على كافة الحواس عليه ، ..فهو بلا شك مدعاة لخلق أفقٍ نتشارك جميعًا في صناعة هوائه بأنفاسنا .. وحسبنا أن ننظر للدين الإسلامي ( وهو الرسالة العالمية الوحيدة من بين كل الرسالات السماوية ) لنتيقّن من أنه حينما قام على حب الله .. ومن ثم حب مخلوقاته إنما استهدفَ استعمارًا نموذجيا من قبل الإنسان للأرض ...



د / خيرية السقاف .. استنطقتنا التواريخ واستشهدنا بحنوّها واحتوائها لجيل بأسرة لتكون قبّعة الوقت التي تستجمع الضوء لتشكل ظلّا ساعة سطوته وتسلطه علينا ...
يا الله ياشروق .. إنها امرأة كزرقة البحر معطاءة حدَّ سكون الليل وسخيَّة حد تجوّل الروح في مدينة الصدق والصدّيقين

حين يكون الحديث عن هذه الانسانة الراقية ادباً / وعلماً
والتي حملت هموم الكثير / فكانت القلب الذي ينبض لااسعاد
كل من حولها / والتي طالما اسعدتنا
بفكرها / فكانت اماً للجميع / جامعة الاحتواء التي
لاحدود لها

شكراً شروق / شكراً للوافي
الذي جمعنا بحروف هذه المدرسة الرائعة
الا وهي د_ خيرية السقاف


وشكرا للرائعين من الأصدقاء والصادقين من الأنقياء أختي الفاضلة .



التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً