الموضوع: ذكريات ..!!
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 13-05-2005, 07:32   #72
طفلة ذاك المساء
نـثـار روح
 

.






مدخل:

" قلوبكم سحابة بيضاء... تمطر بوابل الذكرى"





هنا،
نقف على شرفات الذكريات...نطل على ليلٍ ملئ بالأسرار...وصباح توهج بتغاريد العصافير وضحكات الأطفال...
هنا،
تمتمة بأحاديث تسكن تجاويف القلب...وأبجديات تعلمناها...ورغم أنها مضت إلا أنها لازالت تسكننا..
هنا..
نداءات للرجوع...واستعادة لخفقات نقية...
وهنا،
المكان مكتظ بالحاضرين...مما يوحي لنا بأن مساحة ذلك الــ فوزي واسعة تتسع للجميع..










**
وتمر الأيام...محمّلة بلحظات مضطربة... وأحلام جميلة.. نعيش فيها حاضر نقاسمه بماضي لايعود إلا بالذكرى... قد تكون مؤلمة... وقد تكون مليئة بالفرح..رغم ذلك حفظنا إشكاليتها كي نلجأ في لحظات الحنين، لذلك الذي لايعود...
إذن،
فالذاكرة مليئة بالأحداث...









شيخ كبير...تجاوز التسعين من عمره..رجل معطاء...كريم...شامخ... ورغم حزمه إلا أنّي كنتُ قادرة على كسب معاركي معه...وذلك من خلال مهاجمتي له عن طريق ثغرات ضعفه../ حبه

ذاك جدي الذي علمني أبجديات الحب...ومنحني الكثير من بياض قلب يحمله...فليحفظه الله لنا..


كنتُ طفلة هادئة لا أحب المغامرات....مسالمة لدرجة الجبن!!
لكن، كان هناك في المقابل ابنة عمي التي تعشق العبث والمراوغة...وهي من عمري....
ولأنها كانت توأم روحي فقد كانت مطاعة في كل شئ لامحالة...وفي أحد المرات..قررتْ هي اقتحام غرفة جدي لسرقة بعض الحلوى التي امتنع جدي عن إعطاءنا إياها لمشاغبتنا في ذلك اليوم...
إذن...قررت الطفلة المطاعة...وأجبرتُ أنا على التنفيذ...وخلسة وصلنا إلى الغرفة...وبدأنا بتنفيذ المهمة...أذكر أن الحلوى كانت مغرية لدرجة لايمكن تجاهلها...
أخذنا الكثير منها...وحين عزمنا على الخروج كانت العاقبة بأن فتح جدي الباب..
أذكر أنّي بدأت بالإرتجاف في محاولة مني للإعتراف وإعلان الحقيقة....لكن الطفلة المطاعة أبت إلا أن تمرر الموقف بشئ من الأكاذيب...وحين سألنا جدي غاضباً عن سبب تواجدنا....أجابت قائلة: بأننا كنا نريد الاعتذار منه....ثم زرعت قبلة على رأس جدي ودفعت بي نحوه لأفعل مافعلته هي..
وبالتأكيد ذلك الجد الرائع منحنا الصفح مع شئ من الحلوى....فودعناه ومضينا في طريقنا.....

يااااااااااااه كم أود إخبار جدي بالحقيقة....لكن الأيام مضت وكبرنا.....


ذات يوم سألت ابنة عمي/ تُرى لو عادت بنا الأيام إلى الوراء فهل كنتِ لتسرقي...أجابت: بالطبع فتلك الحلوى لاتقاوم....
بالنسبة لي أعتقد بأنني سأفعل مافعلْته لأنّي أجبن من أن أرفض أوامر تلك الطفلة المطاعة ابنة عمي.....هو حبي لها ولا شئ سواه أجبرني...

فعذراً من القلب ياجدي..









(لاأجيد صياغة الأحرف..لكن عزائي الوحيد بأن الحنين كان فيها صادقاً...)

فوزي..
شكراً لك بحجم اتساع الكرة الأرضية..



لك احترامي..

التوقيع:

[ شيء فينا يتكسَّر حينما نقترف الكذب و نوهم الآخرين بالنقاء . ]

- عبده خال -

طفلة ذاك المساء غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس