مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 18-10-2007, 03:29   #1
قِصّة
كاتبة
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ قِصّة
 

مَنْفِيٌ مِنْ اَلْعِيّدْ ..


معلق بصرك بالسماء تنتظر الفرح أن يُمطر عليك منها , محبوس عن الوصول إليها ترجو عودة السرب الذين تناوبت مناقيرهم على انتزاع الريشة الناهضة بجناحك .. المتقاتلون على حملها بعيداً لدفنها بين فكي الجبل الغاضب أقصى الأرض الثائرة ..



يئن الغصن من تحتك أنهكه حملك تلتصق به حتى تكاد تتحول إلى قطعة منه لا روح فيك ولا حراك ..


تعده أن الفرج قريب فلربما لفظ الجبل ريشتك وحملتها الملائكة أواخر الشهر ..



تُقر السماء أمر العيد وتوشوش الريح أذن الأرض لتنهي صيامها .. وتبقى مربوطٌ في صومك .. لا تعرف الأفراح سُبل المكسورين ولاتستدلها ..



صُبح العيد سيلوكك الحزن كما يلوك فك الأطفال الحلوى فالحزن يكون أعظم حين يكون الفرح أمراً اجبارياً تصدره يد القدر ..



لن تحسن التظاهر بالسعادة كما ستتظاهر بها الأغصان والشجرة وفلول الغيم .. بعضهم يتداخل في بعض فيسهل طلي الملامح .. وتبقى أنت وحيداً لا نظير يمدك بقناع السعادة ..



حين تغرد لتخفي حزنك سيختنق الصوت في حنجرتك فللألم صوت أجش لا تخفى حشرجته على مسامع الكون



ومع هذا ستغرد فقط لأنك تريد أن يصدق من يمر بك أنك مازلت عصفور ولست غصن خشبته الأحزان وعزلته بعيد عن العيد ..

التوقيع:
إننا نخجل من كل ما هو حقيقي حولنا؛ نخجل من أنفسنا ومن أقاربنا
ومن دخلنا ومن لهجتنا ومن آرائنا وتجاربنا تماماً كما لو أننا عراة
*

*برنارد شو
قِصّة غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس