مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 26-02-2006, 14:10   #52
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رد : للفكر / للفلسفة نكهة أخرى مع عبدالواحد اليحيائي

.
.
فمن هو المثقف ؟
والمفترض إلى أين ينتمي ؟
وهل هذا حال المثقفين فعلياً من وجهة نظرك ؟
وماتقييمك للوسط الثقافي لدينا ؟ وما هو الأولى لدى المثقف الحقيقي
قضاياه هو أم قضايا المجتمع خاصة ؟


الرمح أو الحربة المعدة للقتال هو أصل الكلمة، وكثيرا ما وردت بهذا المعنى في شعر الجاهليين والاسلاميين الأول:

فَظَلنا نَكُرُّ المَشرَفِيَّةَ فيهِمُ=وَخُرصانَ لَدنِ السَمهَرِيِّ المُثَقَّفِ
والسمهري المثقف هو الرمح المعد بعناية: جمالا وقوة وصنعة.

وكان الآخذ من كل فن بطرف هو تعريف المثقف عند الناثرين القدماء وكثيرا ما قرأت لهم مستشهدين قول عدي بن الرقاع العاملي:

وَقَصيدَةٍ قَد بِتُّ أَجمَعُ بَينَها=حَتّى أُقَوِّمَ مَيلَها وَسِنادَها
نَظَرَ المُثَقِّفِ في كُقوبِ قَناتِهِ=حَتّى يُقيمَ ثِقافُهُ مُنآدَها
وقد جاء في أساس البلاغة للزمخشري:

ثقف القناة، وعض بها الثقاف. وطلبناه فثقفناه في مكان كذا أي أدركناه. وثقفت العلم أو الصناعة في أوحى مدة: إذا أسرعت أخذه. وغلام ثقف لقف، وثقف لقف، وقد ثقف ثقافة. وثاقفه مثاقفة لاعبه بالسلاح وهي محاولى إصابة الغرة في المسايفة ونحوها. وفلان من أهل المثاقفة، وهو مثاقف: حسن الثقافة بالسيف بالكسر. ولقد تثاقفوا فكان فلان أثقفهم. وخل ثقيف وثقّيف. وفي كتاب العين: ثقيف، وقد ثقف ثقافة. ومن المجاز: أدبه وثقفه. ولولا تثقيفك وتوقيفك لما كنت شيئاً. هل تهذبت وتثقفت إلاّ على يدك.

إذن المثقف هو الماهر في فن معين وهنا تخصص قد يتعارض مع المفهوم الأول: أي العلم بشيء من كل شيء، ولعل لاختلاف الزمن وتوسع العلوم وتحولها إلى التخصص يميل بنا إلى الأخذ بالمعنى الثاني: هناك مثقف أديب، وهناك مؤرخ، وهناك سياسي، وهناك مثقف في العلوم التطبيقية.. الخ، لكن كلما كان المثقف في تخصص ما أكثر اطلاعا على علوم وفنون أخرى كان أكثر وعيا وثقافة وقدرة على الفهم والتحليل وتلك بعض مهام المثقف في مجتمعه بلا شك.

وهذا المثقف ينتمي إلى نفسه وبيئته التي خرج منها، وعاش فيها، وتأثر بمؤثراتها....
والمثقفون كذلك واقعا، إذ لا يمكن للإنسان أن يخرج عن من حدود بيئته ومؤثراتها، لكن هناك فارق بين مثقف يحسن الاستجابة لموثرات هذه البيئة والتعامل معها وتطويرها بموهبته وفنه لما يرغبه هو لهذه البيئة والمجتمع، وذاك العاجز عن تحوير مجتمعه لقدارته هو وأحلامه وآماله، وبالتالي هناك من يؤثر ويتأثر، وهناك من لا يؤثر ويتأثر، قيمة المثقف في مجتمعه تتحدد بقدرته على التأثير، وهو لن يؤثر حتى يكون ما جاء به دافعا من حوله للاستجابه له ومعه.

المجتمع الثقافي (واقصد هنا الفكري والأدبي) لدينا حي.. لكنه مقيد.
هو مقيد بالدين والمجتمع والوضع السياسي والثقافة السائدة..
وقليلون هم الذين استطاعوا الخروج من هذه البوتقة.

ولا اقصد بالخروج هنا أن يأتي المثقف بدين جديد، أو يدمر القواعد العامة باسم الحرية..
لكن أقصد أن يعي المثقف أن المعايير الدينية والاخلاقية والسياسية ليست هي المعيار الأوحد أو حتى المعيار الصحيح لقياس مدى الابداع في عمل أدبي أو فني عموما، وأن يعي تماما أن قضايا المجتمع هي قضاياه ما دام فردا في هذا المجتمع، يتأثر ويؤثر فيه، ويتعاطى ويعطي معه ومن خلاله.

لماذا يتعرض الكتّاب والشعراء لحاله من الأكتئاب اكثر من غيرهم هم ومن المبدعين بنسبة أعلى من الناس العاديين إذا اعتبروا فئة خاصة كما تدل عليه سيرة المبدعين ؟ فهل لكثرة التفكير او التوتر او القلق سبب في ذلك ؟ او ماهو السبب برأيك ؟

لأنهم الأكثر احساسا..
ولأن غالب ما يسمعونه وما يرونه محبط في مقابل نظرتهم وبحثهم عن الكمال المطلق في الانسان بل في الكون كله.

ماهو رأيك في القصص والروايات التي تساعد على إكتساب حصيلة لغوية ترتقي بأسلوب الكاتب؟
أذكر لنا عدد من الروايات تحبّذ قراءتها للأستفاده منها ؟


حين كنا صغارا.. كان المدرسون ينصحوننا باعمال لمنفلوطي وجبران، ولا أشك في جودتها للناشئة.
ثم على حسب سن القارئ وقدرته نختار له ما يناسبه..
شخصيا: قرأت محفوظ كله، ومحمود تيمور، وساره للعقاد، والمعذبون في الارض وشجرة البؤس لطه حسين..
ومن الجدد احب قراءة أدب الرواية المقدم من امريكا اللاتينية، ماركيز، كويليهو، جوسا، والقصص القصيرة التي يكتبها زكريا تامر، وأيضا ما يكتبه اصدقائي هنا في المملكة: محمد علوان، عبدالواحد الانصاري، صلاح القرشي، حنان العوين، هناء حجازي.. وآخرون.

لكن اكتساب الحصيلة اللغوية وتطويرها لا يكون الا بقراءة الروائيين الفحول والمترجمين الفحول: كقراءة الادب الروسي مع ترجمة سامي الدروبي، والادب اللاتيني بترجمة مترجمي دار المدى مثلا..
.
.
شكرا أخت نوره.
.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً