مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 21-02-2006, 10:33   #48
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رد : للفكر / للفلسفة نكهة أخرى مع عبدالواحد اليحيائي

.
.
أزمة الكتاب العربي ، من حيث ندرة قراءته ماذا تقترح لعلاجها ؟ من المسؤول عن هذه الأزمة ؟

الأخت نجديه: أخشى أن القراءة في عالمنا العربي نوع من الترفيه لا يستطيعه كل أحد..
مواطننا العربي - في الغالب - مشغول بهمه اليومي: قوته وقوت عياله..
وهو إذ ينشغل بذلك يعاني أيضا في حريته..
ثم هو يرى حال من يقرأون بين العرب ليجد أنهم ليسوا الأفضل حالا وإن صفقنا لأحادهم هنا وهناك.

حين يتاح للمواطن العربي قدرا أكبر من الرفاهية يبعده قليلا عن اللهاث اليومي وراء لقمته..
وحين نكفل له قدرا أكبر من الحرية التي تتيح له أن يقرأ ما يناسبه هو كمواطن لا ما نوصي له به كرقيب ودوله..
وحين يتحول المثقف إلى قدوه تستحق أن يعمل عامة الناس للوصول إليها..
حين ذلك سيعمل الجميع ليكونوا أكثر وعيا وأكثر ثقافة عبر القراءة وغيرها من مصادر الحصول على المعرفة.


هل العزوف عن القراءة أرتبط ذهنياً بأسلوب الحشو والتلقين الأجباري من خلال الأسلوب التعليمي، فـ تحولت لحاله نفسية منفره للكتاب ؟

هو كذلك بالتأكيد، وخصوصا في المناهج أو المعارف التي تحتاج إلى فهم أكثر من حاجتها إلى حفظ، كالرياضيات والعلوم التطبيقية بشتى أنواعها

بــر أيك من نلوم هنا الطفل أو الأهل أو المدرسه أو المسؤليين عن التعليم في ذلك ؟

نلومهم كلهم..
وقبل ذلك نلوم أنفسنا حين لا نقرأ..
ونلوم أنفسنا مرة أخرى حين لا نجعل ابناءنا يقرؤون..
وحين لا نشعل في أنفسهم الجذوة المقدسة التي تشعرهم أنهم أكثر نقصا كلما كانوا أقل ثقافة وخلقا.

ومن أين تبدأ عملية الأهتمام و تقدير الكُتّاب و الكتاب والمكتبات .. والثقافة والأدب ..؟

تبدأ بنا كأفراد حين نساهم عبر انشطتنا الثقافية الخاصة..
ثم تشارك الدولة عبر تشجيع نشر الكتب وافتتاح المكتبات والاهتمام بالكتاب والمثقفين ورعايتهم والقيام بكل ما يلزم لوصول رسالتهم للعالم، وفي الغالب رسالة المثقف هي رسالة وطنه، أو يجب أن تتحد مع رسالة وطنه باتجاه العالم كله.

وكيف يكون التوجه للقراءه مع شيء من الأمتاع في البداية لتشجيع اكتساب تلك العاده المفيده ؟

والله اختي نجديه، أنا كنت أقرأ سوبرمان والوطواط وطرزان وأنا صغير، ثم تطورت إلى قراءة السير الشعبية: عنترة وسيف بن ذي يزن وملحقاتها، ثم تشجعت أكثر عبر المكتبة في المدرسة الابتدائية.. المعنى هنا أن علينا أن نبدأ بما يحب الصغير قراءته، وأخذه إلى المكتبات ليختار هو ما يرغب فيه، مع بعض التوجيه المناسب لعمره.. ثم ثقي بأنه سيواصل بنفسه.

نتهم دوماً بأننا أمة لاتقرأ .. بـ رأيك متى نكون شعب قارىء ..؟

سنكون شعبا قارئا.. حين نقرأ..
وسنكون كذلك إذا استشعرنا الخطر، وإذا علمنا أن الفرق بين الشعب القارئ والشعب غير القارئ هو كالفرق بين الانسان والقرد. وأن هذا الفارق يزداد بتسارع أكثر مع مرور الأيام.

من ملاحظاتي أن الكاتب اليحيائي يركّز في نقده على فن القصة القصيرة يحبّذ النهاية المفتوحه التي تحفّز القارىء للتفكير والتخمين .. مع أن هنالك نصوص مباشرة تكون كالسهم الحاد يعيش القارىء ويتفاعل معها..

أحبذ ذلك، لكن لا أطلبه، ولا أراه ضروره مضطردة في كل عمل قصصي..
أحيانا أشعر أن على الكاتب أن يلتفت إلى جمهور قرائه: كيف يفهمه هذا الجمهور، وكيف يستطيع هو أن يؤثر فيه..
وهذه بالمناسبة نظرة لا ترضي كثير من النقاد، هم لا يحبون الشاعر الذي يكتب الشعر ليغنيه المطرب، أو يكتب الرواية ليحقق مبدءاً حكوميا أو فكرة آيديولوجية، ويؤمنون بأن يتفرغ الفن للفن ذاته. لكني أرى أن الفنون تتنوع في أساليبها دون أن يلغي بعضها بعضا، نهتم بالفن بلا شك، لكن لا يجب أن يغفل التأثير بالوسيلة الأكثر فعالية.

يقول اليحيائي: ( ليس من مهام الأديب أو الفنان عموما أن يقدم حلولا لمشكلات المجتمع..إن فعل فذلك حسن وجميل، وإن لم يفعل فلا نستطيع أن نلزمه بذلك لأن الحل قد يكون خارج طاقته وامكاناته) بمعنى أن كاتبنا الرائع لايرفض ذلك لو وجد مثل هذا الكاتب او القاص الذي يقدم الحل في سياق القصه أو الموضوع ؟ كيف يتعارض ذلك ميلك للنهاية المفتوحه التي تحرض الأسئلة ؟ أتمنى أن يحدثنا الكاتب / القاص عبدالواحد اليحيائي عن وجهة النظر تلك .. ؟

الاسئلة شاغل عظيم..
والفنان يطرح اسئلة ليجيب عليها الجميع..
وقد تحوي بعض الإجابات على حلول.

من مهام الفنان: القاص، الشاعر، الموسيقى.. أن يحملنا مسؤولية ما، ونحن بلا شك نتعامل مع هذه المسؤولية التي ألقاها الفنان على عاتقنا بقدر رغبتنا أولا في أحداث التغيير المناسب نحو الأفضل، وأيضا بقدر قدرتنا على احداث التغيير المطلوب.

الفنان حين يطرح الاسئلة هو محرض..
والنهاية المغلقة تقدم سؤالا واحد.. وقد لا تفعل..
لكن النهاية المفتوحة تقدم مجموعة من الاسئلة.. وإذن مجموعة من المحرضات..

أشكرك..
وسعيد جدا بالحوار معك.
.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً