مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 07-11-2005, 20:45   #17
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الجازي



إبراهيم الوافي ..
والحضور الفاخر دوماً ..
بــ تواجده يكتسى المكان .. / مواسم نوراً ..
يا للأحلام .. التي يخلقها نصوصه / شعره
في كل مشاركة خاصة أو رد لك نعتبره/ها وجبة دسمه مشبعة للذائقة ..
أسم يحدّه الشعر والأدب والثقافه من جهاته الأربع ..
في حضوره نسمع خطوات كل الكلمات مقبلة مستبشرة لـ تكون برفقتنا مع الشاعر بداية من مخاوف , شجر المكتب , مريم , . أغنية عراقية لم تكتب بعد ..! رسائل خاصة في منتدى القلب ..!
حرّاس ليل. وتفعيلة منثورة ..!غياب , رسالة لم تُكْتَب من ابن زيدون إلى ولادة ..!!وكرسي هزاز
. أصدقائي كما أحبهم ..! شجرة , صورة ..!
رسائل إلى أمي الطيبة ( آخر المنتمين إلى الجرح ) في بيروت ..حيث يسقط المطر ...!
وعائدةٌ من النهر وهذا الكم من الأحساس والشعر والصور والكلمات وهي تتبختر بين يدي هذا الأديب .. وتتباهى بـ شاعرها ..
حتى اللغة تحتفل مع مداد قلم الوافي .. لــ تشرع أبواب الشعر على مصراعيها
فــ هو شاعر قادر على أن تفتح له المعاني المغلقة وتنقاد له الألفاظ المعبرة والصور التي تحكي الموصوف حتى نكاد نسمعه ونشاهده عيانا ..
فــ كما أهدانا أجمل الكلام وأعذبه .. قطعا ..ســ نستفيد من هذه الموهبة الأبداعية بـمداخلاته ومعلوماتة الثرية فيما يخص الأدب .. / الشعر .. / النقد ..

صدقنا أيها الشاعر لازلنا نبحث عن أتجاه/ طريقه لائقه للأحتفال بك .. ؟!

سعداء _ والله _ بـ تواجد هامة أدبية نستفيد ونستمتع بها ..


لاتتثاءب النجوم ياسيدتي..!
ثمة نجمة هنا منذ البدء أحسنت بيَ ( الضوء )
فاعتنقتُ النشوة ...!
يااأختاااه .. هكذا بياء نداء بارزة الصدق
تصوري ياالجازي أنها أشبه بصوت الضياع ...!
هل استمعتِ يوما لصرخة ام تركت طفلها يعبر الطريق كي تتدثّر بعباءتها عن مخالب العيون الآثمة ؟!
لا نمدّها ياأختاه رجاء تحت غيمة كبرياء ولا نقطعها غضبًا برعاية الإخاء ...! ولا نوظّفها لغاية ما ..هذه الألف لاتشبه شيئا مما ذكرتِ في مناطق تجمع أكثر من واحد حين تؤتى الطبيعة ولاتأتي ويتفرّق دم صوتنا بين تجاهل البعيد ، لكنها في المقابل تشبه الآه التي تتنكّر منها عزّة آثمة لايتشابه تشرّدها في الفضاء إلا صنعة وتقليدا ... حين تنصتين لنداءات عفوية لبعيد واحد هو أنا .. أخوك في فضاءت لاأسوار فيها ولاجدران لن تجدي ادنى تشابه وستلحظي حينها بسهولة كما هائلا من الفروقات ، فألف النداء لاتكون حرفا خالصا لوجه اللغة حين تتخلّق في رحم اللحظة غير المقروءة في مناهج الجماعات المتمدّنة ولا تنحطّ لغاية مؤقتة أوحلم عاجل .. إنها شهقة الروح بالاحتياج الصادق وما أحوجني دائما لــ بياض قلبك وصفاء روحك في الزمن الغائم ..

من يقرأ ابراهيم الوافي من الكتّاب أو الكاتبات والأدباء والشعراء .. ؟
تشدني القصيدة دائما ياأختاه .. بغض النظر عن شاعرها .. لكنني بصدق أتتبع غالبا جديد الشاعر السعودي الكبير محمد الثبيتي فهو صديقي الشاعر الذي أحب,وأحرص كثيرا على قراءة كل ماهو جديد لأستاذي الدكتور المفكر عبد الله الغذامي .. برغم تحفظي النسبي على نظرية النقد الثقافي التي هزّت الأوساط الثقافية في العالم العربي مؤخرًا
الشعر , القصة , المقال , القصص المترجمة , القصص القصيره / الروايات لعموم الأدباء أيهم أقرب لك في قراءتها وكتابتها ؟ ولماذا ؟ وهل تأثرت بأحدهم .. ؟


بصدق أيتها النبيلة لستُ إلا شاعرًا إن كنتُ شيئا يوما ... لكن هذا التنوع ليس مشكلة خاصة أو بعدًا خاصة إذ يشاطرني كثيرون هذا التشتت وهذا التنوع ولعل السبب في ذلك يعود لاقتراب الأشكال الأدبية من بعضها وتمازجها حتى يكاد يختفي الفرق الواضح بين صنوف الأجناس الأدبية .. لكنني مازلتُ أعتقد أن الشعر هو أبو الفنون جميعها وأجد نفسي به أولا وأخيرا .. أما الشعراء الذين تأثرتُ بهم فلعل الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب أكثر الشعراء المؤثرين جدا في تجربة أجيال قصيدة التفعيلة حينما كان دائما صاحب مدرسة مفتوحة للتجريب وتأطير الملامح الشعرية الخاصة .

قال الشاعر اذا الشعر لم يهززك عند سماعه فليس جديراً بأن يقال له شعر
ويقول الجاحظ ( يصنع الشعر البليغ في القلوب صنع الغيث في التربة الكريمة )
وفي هذا العصر تقول غادة السمان ( الشاعرية لا تكمن في شكل الكلمة وانما في مضمونها ، في الرعشة التي يبعثها المعنى ) وهو ما تتفق معها عليه الشاعره الأمريكية اميلي ديكنسون عندما سئلت عن ماهية الشعر فقالت : (عندما تقرأ نصاً فتصيبك تلك الرعشة ، فأعرف انك تقرأ شعراً ) هل تتفق معهم , ولماذا ؟


قبل الولوج في هذه التعريفات علينا بالفعل أن نؤمن من أن هناك مشكلة كبيرة ومتشابكة حول مبحث الشعر بصورة عامة ، فمثل هذا المبحث قد لايتسع المجال له هنا من وجهة نظري برغم أهمية طرحه ومناقشته وسأحاول جاهدا الاختصار ما أمكنني في التداخل حوله ..
أولا فيما يتعلق بالشعر حيث عناصره التكوينية الثلاثة جميعها تمر بأزمة حقيقية .. لعل أولها الشاعر الذي ظل قديما وزارة إعلام القبيلة ..حينما لم يتح له العصر حتى دور الواعظ أوالمرشد ، فأخذ يحترق دائما بوهج الجوهر الإنساني دون أن يدرك أي قربان هو ، وأي مجتمع يفتديه ، وثانيها المتلقي ذاك الذي انصرف عنه الشعر إلى النخبوية وتركه يلهث وراء الصورة والسرد بحثا عن متعة تتخللها قيمة نفسية كتغذية راجعة قد لايوفرها الشعر النخبوي الآني ، وثالثها جمهور النقاد الذي انصرف إلى النظرية وأهمل التطبيق من جهة كفريق فاعل في الحركة الثقافية التي يتعاطاها المجتمع وفريق آخر نقد للدراسة والأكاديمية وانصرف عن معطيات الساحة الإبداعية ... ولعل هذا باختصار ما يمكن أن يتعلق بأزمة الشعر المعاصر ، وفي المقابل نتج عنها مؤشرات وحيثيات عززت من الموقف العام للرواية في صراعها الخفي مع الشعر من مثل توجه المجتمع للصورة المرئية حد اعتماد ضرب من الشعر ( ككلمات الأغاني مثلا ) على الصورة عوضا عن الكلمة ، مما يعني أن الاندفاع نحو المشهد الحركي المرئي هو في ذاته قياس اجتماعي ونفسي للإقبال على المشاهد السردية التي توفرها الرواية وقد يصعب تلقيها عبر الشعر
في ظل هذه الأزمة المطلقة لايفقد الشعر كل تلك الخصائص التي ذكرها السابقون ودعمها اللاحقون ونكاد جميعا نتفق معهم فيها .. لكن علينا أن نتذاكرها مطلقا قبل أن نحاكم الشعر المعاصر بصورة عامة لاسيما في صراعه مع الفنون الأخرى ...

يقول نزار قباني ..
إن تفسير الشعر , كتفسير الأحلام , فيه كثير من الشعوذه والتجليط , والقصيده المفسّره .. هي حلم تآمرنا على قتله ..
إلى أي مدى تتوافق مع رأي الشاعر نزار قباني ..؟


تماما .. تماما أنا لاأميل مطلقا للتفسير المباشر للشعر .. لكنني حتما لستُ مع الغموض المطلق وإطلاق حرية التأويل العشوائي للمتلقي ..ثمة مفاتيح إبداعية يجب أن يتركها الشاعر للمتلقي ثم يمنحه حرية التأويل والبحث عن ذاته كقارئ يشارك الشاعر إبداعه من خلال تأويلاته ..

الشعراء الذين يستخدمون الرمزيه في كل اغراض الشعر بالتعبير الرمزي في قصائدهم برأيك ماهي أسباب ذلك ..؟
هل هو الخوف أو من الضغط فيلجأ للتحايل بالتعبير ليسلم من النقد .. أو من الأذى .. أو هل هي العنجهيه ليبرر لنفسه بأن يفهم أكثر من الآخرين .. وبأنه شخصيه مثيره للجدل .. أو هل هنالك أسباب أخرى برأيك ؟


علينا أن نؤمن يا أختاه وبحسن ظن دائم في العمل الإبداعي أن هناك مذاهب إبداعية متنوعة بدأت بالكلاسيكية فالرومانسية فالبرناسية فالرمزية ثم السريالية .. ولكل مدرسة مرتاديها ومؤيديها .. لكن مشكلة الرمزية الحديثة ..ولاسيما في قصيدة النثر المعاصرة أنها مدعاة للعبث حين اختلط فيها الجيد بالرديء بشكل يصعب معه الفصل بينهما عند القارئ العادي .. وبصدق من الصعب أن أؤمن بتجربة شعرية تنبت هكذا كنبتة شيطانية ..مالم تكن قد تمرحلت وتدرّجت من أجل البحث عن تطوير ذاتي للتجربة فعلى مستوى الشعر مثلا .. من الصعب جدا أن نؤمن بشاعر يكتب قصيدة النثر مالم تكن بداياته متدرجة ومنطقية بدءا بالقصيدة العمودية الكلاسيكية مرورا بنص التفعيلة وانتهاء بقصيدة النثر .. بكل مايحيط بهذا التدرج من وضوح وغموض وتنوير وترميز بشكل عام ..

ما هو مفهوم الحداثة في الشعر وهل تدعوا وتؤمن بالنهج الذي يعترف بأن الشعر هو فقط المقفّى والموزون ؟
وما هو رأيك الذي يدعو الى الحداثة والتجديد .. والذي يعتمد على تعدد القوافي وفي منظومه واحده واحياناً متعدد الأوزان في نص واحد , تعتمد على الجرس الموسيقي ولكن لاتتبع بحور ولا تلتزم بنظام تفعيله واحده ولا بقافيه واحده , بمعني الجرس الموسيقى واضح وموسيقى الوزن تتغيير مع دخوله فكره جديده ,وايضاً للأيضاح أكثر بأنها لا تلتزم ببحر معين مثل المتعارف عليه نجدها في نفس النص تنتقل من بحر لبحر
اختلف في هذه المسأله كثير من شعراء التفعيله وشعراء القصيده الكلاسيكيه والذين يتبعون الوزن والقافيه بشكلها المتعارف عليه منذ القدم فالفريق الأول يسميها شعر والفريق الآخر يصنفونها من النصوص الأدبيه .؟
أي برغم انه له خاصية الشعر ولكن لايعتبرونه من نهج مصاف القصائد القديمه من حيث وحدة القصيدة ووحدة الوزن والقافيه ..
برغم أن الخلاف في هذه المسأله والأراء فيها بين الشعراء والنقاد مابين معارض ومؤيد الاّ أن القضيه لم تحسم بعد ..
إبراهيم الوافي مع أي فريق يميل رأيه؟


تعدد المدارس الشعرية ظاهرة حيوية جدا على مدى عصور الشعر ، متى ما اتكأت على النص الشعري بمعزل عن الشاعر وغالبا ما نجد أن صراع المدارس رجرجة مهمة جدا في مياه الشعر الراكدة ، لكن أكثر ما يؤخذ على هذا التعدد هو حالات الصراع التي يدخلها أصحاب المدارس الشعرية فيما بينهم سواء على مستوى الإبداع أو النقد أو التلقي .. إذ إن هذا الصراع يتجه بالتنظير والتقعيد لكل مدرسة فيها إلى البعد العاطفي والتعصّب العشوائي للمدرسة ، فيختلط بالتالي الجيد بالرديء في كل مدرسة والمجيد بالضعيف نتيجة توثيق المرحلة برمتها دون تمحيص التفاوت الإبداعي فيها .. وللأسف الشديد يبدو هذا جليا في العصر الحاضر من خلال مدرسة قصيدة النثر والمتجمهرين معها ولها وبها حين يضيقون المسافة كثيرا بين العبث الكتابي والنص الشعري المتميز الذي تخلص من قيود الشعر لبعد فني لالعجز عن ضبط موسيقاه . ومع هذا فتعدد المدارس دائما سنة شعرية متكررة . والبقاء دائما للأقدر على التعمق في المجتمع وملامسة شجونه وشؤونه . أما أنا فمع الشعر القادر على أن يجعلني قشة لم تقصم ظهر الوقت بأي شكل جاء .. والتصنيف أمر ثانوي جدا بالنسبة لي .

سُئل نزار قباني عن الوزن والقافيه في الشعر .. بأنه هل بالأمكان الغاؤهما ؟
فقال" كنت دائماً أشبّه القافيه بالإشاره الحمراء .. التي تفاجىء السائق , وتضطره إلى تخفيف السرعه , أو التوقف النهائي .. بحيث يعود محرك السيارة إلى نقطة الصفر .. بعد أن كان في ذروة اشتعاله وأندفاع .. ومثل هذه الوقفه المباغته وغير المتوقعه , تؤثر بغير شك على حركة السيارة .. وأعصاب السائق .. وسلامة المسافرين .. ( ويكمل نزار ) بأن هذا لايعني أننا نطال بإسقاط القافية أو الغائها .. وإنما نرى أن تكون القافية موقفاً أختيارياً .. فمن أراد أن يتوقف عندها .. فله ذلك .. ومن أراد أن لايتوقف .. فبإمكانه أن يواصل رحلته .. ولن يأخذهُ أحدٌ إلى السجن ..
المهم أن يكون ثمة " تعويض موسيقي " للفراغ الناشيء عن الغاء الوزن والقافيه .. فأذا أستطاع الشاعر أن يقدم هذا البديل الموسيقي .. فسوف نصغي إليه بكل خشوع واحترام .. كل مانطلبه منه أن يقنعنا بأنه يغني بصوره جيده بصرف النظر عن الطريقه التي يغني بها "
السؤال .. مارأيك .. بــ رد نزار .. من زاوية نقدية .. تؤيد أم تعترض مع الشرح بالتفصيل الممل .. .. ؟


أؤيد ه مطلقا .. والمشكلة في التفصيل الذي أخشى بالفعل أن يكون مملا برغم أريحية روحك ونقاء سريرتك
يا أختاه .. يقول الشاعر السوري نزار بريك في كتابه صوت الجوهر :
(إذا كان من العسير ان نتفق على تعريف واضح ومحدد لماهية الشعر، فانه بامكاننا على الاقل ان نعرف الشاعر بأنه هو من يستطيع أن يكون بحق: صوت الجوهر الانساني.. )
إذا. ومن خلال هذه المقولة الحاسمة للشاعر نزار بريك نستطيع ان نستشف قدرة الشاعر على الاقتراب من وهج الجوهر الانساني من خلال مواقفه الحياتية التي يتميز بها عن الآخرين.. فاذا كان الآخر يهجس بذاته مطلقاً من خلال تأمين مصالحه الآتية عبر التفاعل المباشر مع متطلبات حياته اليومية فان الشاعر يفتدي جميع ابناء جنسه البشري بان يقدم حياته كلها فداء لاقترابه من نار الجوهر الانساني في مغامرة تتسم بالجرأة، وتختلف في وجهة انطلاقها فهي لاتنطلق فقط من الهاجس المعرفي للانسان الذي يكمن في رغبته الملحة في استجلاء اغوار هذه النار المتوهجة على مر التاريخ واكتشاف اسرارها بالتالي، وانما ايضاً تطمح دائماً الى ان تساهم في اذكاء هذه النار لتبقيها مشتعلة متوهجة كضمان لاستمرار الوجود البشري..
وبالرغم من الحضور المطلق للشاعر على مر العصور العربية.. بدءاً بوقوف امرئ القيس على الطلل اقتداء بسابقيه حين يقول:

عوجا على الطلل المحيل لعلنا
نبكي الديار كما بكى ابن حذام

وانتهاء بهذا العصر المادي الذي يئنُّ فيه الشاعر وحيداً تحت وطأة العجلة الرأسمالية اللاهثة، فان ما يميز عصرنا الحاضر هو تعرض الجوهر الانساني ذاته الى اكبر تحد مر به على مر العصور البشرية فالقوى المهيمنة على عالمنا اليوم وهي ما يسمى بالنظام العالمي تسعى الى تدمير جوهر الانسانية من خلال نمط مادي وحيد يبرز فيه الانسان الخانع المستسلم الذي يؤدي دوره المرسوم له سلفاً في خدمة الآلة الرأسمالية..

وفي هذا الصدد نعود الى ما يقوله المفكر والشاعر السوري نزار بريك في كتابه صوت الجوهر ص11: (إننا نعيش اليوم مرحلة (شفق اندلاع الروح واستشهادها).. انها مرحلة الشفق بين احتمالين لاثالث لهما: موت الجوهر الانساني او اندلاعه ليكمل اشراقه الابدي. انها اصعب مرحلة مرت بها البشرية فالقوى المعادية للانسان تملك اليوم وسائل هائلة علمية واقتصادية وسياسية وثقافية...)
وعلى الرغم من الطابع العالمي لهذا الصراع.. إلا أن الشاعر العربي وهو صوت امتها الناطق على مر تاريخها من خلال التصاقه بجوهرها الانساني يبدو المواجه الاول لهذا الصراع الذي يهدف الى تجريد الانسان العربي بالذات من اي شعور بالانتماء الى امته وقطع صلاته مع جذوره عبر تزييف التاريخ وتسفيهه، واقتلاعه من ارضه عن طريق التلاعب بالجغرافيا وطمس هويته الحضارية والثقافية..
وإذا علمنا ان الذاكرة العربية انما هي ذاكرة شعرية سواء كان الشعر (شعرية او وظيفة) فاننا نستطيع بسهولة ان نتلمس اهمية تواجد الشاعر العربي كصوت لجوهر الانسان العربي المخلوع من ذاته دون ان يعي اويشعر بذلك...
هكذا ..هكذا تماما ياأختاه.. حينما أعترف لخلوتي باقتراف الشعر أردد بيني وبين نفسي بمنطق مجادل :
( إذا كان الدين يقدّمُ لنا الحلول الغيبية حيث مابعد الموت من جنة ونار وثواب وعقاب .. والفلسفة تقدم لنا الحلول العقلية حيث المنطق ، والعلم يقدم لنا الحلول التجريبية حيث التجربة برهان .. فلا أقل .. لاأقل من أن يقدم الوافي حين يدّعي الشعر حله الوجداني معتذرا عن فقره فيما سواه ..
كل ماسبق .. يؤكد على أهميّة الشعر بصورة عامة .. أما شكله أو ثوبه ..فبصدق من الصعب أن أتناغم مع شعر خالٍ من الموسيقى .. فأنا معجب بقصيدة النثر بصدق لكنني لاأصنفها ضمن ( الشعر ) بشكل خاص ..كما أنني مؤمن مطلقا من أن نظرية العروض التقليدية التي جاء بها الخليل بن أحمد الفراهيدي ليست النموذج الأمثل لموسيقى الشعر وقد تحدّثت عن هذا في مقالة صحفية سابقة جاء فيها :
مما لاشك فيه ان الخليل بن احمد الفراهيدي.. شخصية عبقرية فريدة في تاريخ القصيدة العربية.. من خلال نظرية العروض الشهيرة التي جاء بها في اواخر القرن الهجري الثاني.. فقد رسم ببراعة فائقة (النوتة) الموسيقية للقصيدة العربية على اختلاف ايقاعاتها المعروفة.. والموروثة آنذاك.. وهو قفزة عبقرية فذة في مجال التعامل مع الصوت قياساً بتلك الحقبة الزمنية.. لكن السؤال الجدير بالطرح هنا.. ما هو الدافع وراء وجود هذه النظرية.. طالما جاءت تطبيقاً على ما هو موجود..؟
هل الهدف من وجود هذه النظرية.. هو تعلم الشعر؟ وهل الشعر لا يكون الا بدراسة هذه النظرية واتقانها؟
الحقيقة، المنطق يخالف ذلك بدليل انتشار الشعر وشيوعه بل وتغلغله في نفس العربي.. قبل نظرية العروض الخليلية الشهيرة هذه.. وفي المقابل يبدو الدافع من وجودها هو العبقرية التربوية التي سيطرت على ذهن الخليل بن احمد حين تكشف له وبوضوح ان الشعر خاصة وعاء التاريخ والعلوم والثقافة العربية.. وهذا تحديداً هو ما يفسر لنا تجاهل الخليل لبحر المتدارك الذي جاء به بعده تلميذه الاخفش.. ولم يكن سهواً من الخليل بقدر ما كان عدم شيوع هذا البحر الشعري هو من اهم مسوغات تجاهله.. ذلك انه لا يخدم نظريته التربوية التي اشرت اليها..
مثل هذه الفكرة تفتح لنا آفاقاً من التأمل والملاحظة.. بل وتفتح ابواباً من التأويلات الحلمية.. لعل اهمها.. هو ماذا لو ان عقلية عبقرية كالخليل.. طرقت باب الشعر بنظرية فنية لا تربوية..؟
ان ما قدمه الخليل بن احمد للشعر.. كقيمة (وعائية) يفوق كثيراًما قدمه من الناحية الفنية.. ولعل السقوط الشنيع للشعر في عصر الدول المتتابعة شاهد حي على الاحتفال بالصنعة التي سعى اليها الخليل دون قصد.. وهي ذاتها المفسر الوحيد للغياب شبه الكلي للقصيدة التقليدية ذات الآفاق الشعرية..

هل فصلت بشكل ممل ؟ اممممم آمل أن لاأكون كذلك

أفرد الغذامي شعر الفحولة العربية بصناعة الدكتاتور أو صناعة الطاغية ..
هناك مقاربات حديثة للشخصية العربية التي طرحها الباحث السعودي الدكتور عبد الله الغذامي في كتاب اسمه (النقد الثقافي) رأى من خلالها أن كثير من عيوب الشخصية العربية ترجع إلى الأنساق التي كونها الشعر فينا وفي أبرزها نسق الطاغية والديكتاتور وذلك بما اشتمل عليه ديوان الشعر العربي من فحولة ومن اعتداد بالذات ومن نرجسية .و ذهب الغذامي إلى أنه حتى أدونيس أكبر مساهم بقصائده في صنع هذه الشخصية الفحولية ..
فكيف ترى ذلك من منظورك ؟
وهل الشعر العربي لو تحول إلى شعر مفكك وشعر مبهم وشعر رمزي سريالي يمكن أن يحلل الشخصية العربية من نسق الطاغية ومن التزامها الفحولي أن وجِد ..؟


الحقيقة أنني لن أسهب طويلا هنا .. لكنني أرى بالفعل أن نظرية النقد الثقافي بشكل عام نظرية جاءت للشعر من خارج دائرته .. إذ من الظلم فعلا أن نحاكم الشعر على صناعة الطاغية أو المنافق أو الفحل ونحن خارج دائرته ..فالشعر بذاته عملية ( سحر ) سنفقد سيطرته علينا حين نحاكمه من خارج دائرته ... وإلا لكان شعر المديح وهو يحتل أكثر من نصف ذاكرتنا العربية هو شعر نفاق وكذب وفي هذا نسف قاتل لتراثنا الشعري حين نحاكمه من خارج دائرته ..

يا أخت الصدق والبياض والثقافة الثرية
سأنقب العشب أولا .. ثم أبني على الدرب كوخ انتظار ...
شكرا لنبلك أختي الطيبة





.

التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً