مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 21-04-2007, 13:11   #31
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رد : حكايا الصباح والمساء..

.
.
ماذا قرأت؟..
ماذا سمعت؟..
ماذا رأيت؟..

لم أقرأ شيئا، أحيانا لا أجد نفسي في كتاب، ربما أجدها في أغنية، أو في لحن، أو في حديث مع صديق، أو في متابعة لفلم سينمائي، أو مشاهدة قناة إخبارية.... الكتاب أحد مصادر المعرفة، وليس كلها، وأشك أن من يحصر المعرفة في كتاب سيربح كثيرا. ولكي لا نزري بالكتاب كثيرا يجب أن نقول أن للكتاب ميزات أخرى: متوفر أمامك دائما بمعنى سهولة الوصول إلى المعلومة فيه، وبقاؤه معك عبر الزمان وإمكانية تنقله معك عبر المكان، وربما ميزة (إنسانية) جميلة، هي الشعور أن الكتاب صديق وليس كذلك الفلم السينمائي أو الأغنية..

قرأت عمر والتشيع، ثم قرأت لبورخيس محاضراته الجميلة في فن الشعر، ثم عدت إلى كتاب انطوان بارا عن الحسين بن علي رضوان الله عليه، وبين يدي كتاب الجنس في أديان العالم لبارندر، وأشتريت كتبا من معرضين متواليين وهي تنتظر دورها بين القراءة الكاملة وبين قراءة فصول منها لعلمي ببقية الفصول أو عدم الحاجة للمعرفة المتوفرة فيها في هذه المرحلة من أيامي، وأقرأ كتبا لأتحاور بشأنها مع أصدقائي وفق اتفاق مسبق، حاليا: مايا لجاردنر والأسبوع الأخير لهالة كوثراني، وأيضا هناك ما يكتبه أصدقائي ويهدونه إلي، وتجدني أبحث عن الوقت لأقرأ، ثم حين أجد الوقت أفاجئ بصديق جميل يوازي الحديث معه قراءة عشر كتب مجتمعة، أو دعوة للمشاركة في امسية ثقافية يدفع إليها الواجب وإن على حساب وقت القراءة، وأيضا التفكير لوحدي في قضية أخترعها اختراعا لأكتب عنها أو أفهمها ربما لذاتها أو لذات غيرها.

الكتاب يعطيك تجارب الآخرين، وما وصلوا إليه، بقية الوسائل الثقافية تفعل ذلك أيضا. الملحن في آخر الحانة، الشاعر في آخر قصائده، المتدين في آخر فتاواه...الخ. الكتاب تجربة أخرى غالبا. تسألني ما التجربة في رواية مثلا؟ لعله شعور الآخر بالشخصية والمكان والزمان، شعوره بالإنسان الكامن في شخصية تتوافر بطريقة أو بأخرى في كل بيئة، وشعوره بمكان يحب أن ينقله للآخرين، وشعوره بزمن مختلف فيعبر لي ولك وللآخر عما يعنيه الزمان بالنسبة له فعسى أن يكون كذلك بالنسبة لك. يقدم لك كتاب الفلسفة تجارب الحكمة، وقد يقدم لك كتاب الدين رأيا في العقيدة وتعريفا بالشارع والشريعة، وقس على ذلك محصلات التجارب بين كتاب وكتاب، تجارب تدور رحاها بين المتعة والمنفعة في حس إنسان وقلبه وعقله.

يا صديقي ما أجمل الانسان عارفا..
إن بموسيقى كما تحب دوما..
وإن بوحي وإلهام..
وإن بجمال يراه أو يحسه فيشغله عن الكون كله..
وإن بكتاب يجمع له ذلك كله..
.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس