مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 05-11-2007, 21:35   #24
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : يوميات إنسان آخر ..!




لم يكن ( ورطةً ) أن نكون معا ..!


لايتبقى لنا إلا دهشة الورق والتفاتة الرفوف ...!
ثمة نهاية لهذه الطريق المتعرّجة ...
كلما وقفنا في محطة نظرت إلى عينيك التي
تخلقت في رحمها القصائد وهجست برغم تكذيبي لنفسي قائلا :
إنها تكره أن تكون معي ..!


كَيْفَ لوْ لمْ تكونِي مَعِي ؟!!
أيُّ بَابٍ سَأدخلُ
أيُّ القصَائدِ
تَقبلُ أنْ تَسْتحمَّ بِهَا أضلُعِي
كَيْفَ لوْ لمْ تَكونِي معِي ؟
أيَّ أنثى سَتَمْشطُ شَعْر المَساءِ بِحُزِني
فَتمضِي وَقَدْ غَسَلتْ عُهْرَها أدمُعي .!!
كَيفَ أتلوْ تَوَارِيخَ كُلَّ النساءِ اللواتي
وُئدنَ بِشعري ..
وكَيفَ سَأطْمرُ مُسْتنقَعِي ..!
كيفَ لوْ لمْ تكونِي معِي
يَا لِهَذا السُؤالِ
الذي خَافَ مِن طُرقَاتِ الغِيابْ
يَا لهذا العَذابْ ..!!
كَيفَ لوْ تَرْحَلينْ
كيفَ يُصْبحُ لِلشمسِ لَونًا
وكيفَ سَأبحثُ عَن وَطَنِ الياسمينْ ؟
كيفَ أتلوْ عَلَى الرِّيحِِ
سُورةَ نخلِ الجَزيرةِ ..
حينَ يَميدُ بيَ الحُزنُُ
أوْ حِينَ تَسْحقُني نَظرةُ الحَاقدينْ ؟
كيفَ لوْ تَرحَلينْ ؟
يَا لِهذا السُؤالْ ..
جفَّ حبرُ الكلامِ ومَازالَ صَوتُكِ
سكَّرةَ الوقتِ في كُلِّ حينْْ
كيفَ لوْ ترحلينْ ؟!!
انْظرِي شَجَرَ الوقتِ
كيفَ تشبَّثَ في سَاعةِ
البوحِِ حِينَ التقيتُكِ
.. كيفَ نَمَا بُرْعمًا فَوقَ غُصْنِ الحنينْ
كيفَ لوْ ترحلينْ ؟!
!


يارب السماء والأرض والنجوم
والنساء اللواتي يرقصن على أوتار القلب
ألاتخلق وردة دون أشواك ..؟!


هي الأرض سيدةً
تستدير كثيرا .. تراوغ شمسَ السماءِ
بأن تمزج الرملَ بالريحِ
ثم يسافرُ بين أصابعِ وقتي .. وينثالُ مثلَ
الحريرْ
إليها القصيدةُ في مشهدٍ جاءَ قبلَ الأخيرْ
ومن غيرُها يدركُ الآنَ أني بقلبينِ
أولهما غائمٌ حالمٌ كبكاءِ الفقيرْ
وثانيهما مطرٌ ساحليٌ .. تَهُبُّ به الريحُ
تقْتَادُ فيهِ النساءَ اللواتي اغتَصَبْنَ المساءَ الضريرْ ..!
هي الأرضُ لكنها ..لم تعد تستحثُّ هطولَ القصائدِ
حينَ استعدتُ يدي من أصابعِها ..
عدتُ ضوءًا كسيرْ !
هي الأرضُ هاربةً من ورائي
ومازلتُ أعدو ..
أَعُدٌُّ العواميدَ حينَ تضيءُ بشارعنا ..
أحمل الخبزَ للبيتِ ..
ألثَمُ خدَّ ( وفاءٍ ) وأسرقُ لُعبتَها
وأقولُ ( لليلى ) .. تأخَّر ( شَايَكِ ) ..
هل زرتِ أمي الضحى ؟
.. أي صنْفٍ طبخْتِ ؟
أُحِبُّ البطاطسَ مقليَّةً
والطماطمَ معصورةً ..
وأحبك دفئًا وعشًّا صغيرْ..!


الأنثى بكارة الفقد والمرأة الأولى لاتشبهها إلا من لا نسترجعها حين تغيب ، ولا نعانقها حين نلتقيها ، وتلك هي الوحيدة التي تحمل غصن الزيتون وتخطو على الماء الأكثر زرقة بأطراف أصابعها ، وتترك موجتها تؤرجح القوارب والمشغولين بما يجيء حين تصر على أن ماوراءها زمنًا لن يعود إلا بامرأة من رحم الشمس ، وذاكرة بقدم واحدة ..!
يا الله ..!
لاشيء أسوأ من ليلٍ بلا صباح ..!



ذهبتْ رياحي ..
هل تريني عند بابِ الحزنِ
أسْتجدي الرياحْ ..؟!
هل تعرفيني حينما تُنْهين
أوَّلَ سهرةٍ دوني ..
إذا ألقاكِ في بابِ الصباحْ ..
هل تنكريني حينما يشتاقُ ( احبارَ الحنينِ )
لقَطْفَةٍ أولى من الحُلُمِ المباحْ .. ؟!
ذهبتْ رياحي .. شقَّ صدري
ذلك الوجعُ المفصَّص بالنجومِ
وخاتمُ الأحلامِ ..
أو مطرُ الجراحْ ..!


















حينما يطيل الموت في غفوته ..
غدًا يوم آخر ..!











التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس