مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 01-04-2010, 12:24   #1
مزون المحمد
شــاعرة
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ مزون المحمد
 

نوف بنت محمد ولأنها أنثى

,,

حقيقةً.. أن الكتابة عن عمل أدبي هي نوع من المجازفة لأنه بـ اختصار ربما يظلم ذلك العمل ولا يفيه حقّه, وإن كُتب لي التوفيق بـ المقاربة والسداد فـ حتماً هو توفيق من الله عز وجل للوقوف على روعة وإبداع ذلك القلم, لا أجد مقدمة تفيّ حق عمل بـ حجم (لأنها أنثى) ليس لأن كاتبة العمل (نوف بنت محمد) كـ صديقة أعتز بها, بل لأنه اختصر حِـقب من الزمن طويلة, وشرّع الباب مفتوحاً على مصراعيه لأفقٍ أرحب, ومساحات شاسعة من الصراحة التي تكشف جلاء فكر كاتبة العمل.

وقفتُ كثيراً عند هذا الكتاب الأدبي السهل السلس البسيط والعميق في ذات الوقت, قلّما نجد حرف تمتلكنا سهولته لـ يعبّر بـ عمق, ويختزل كثيراً من الصور والتعبيرات والمعاني والعبارات, مُـخلِفاً وراءه أثراً لا تمحوه عجلة الزمن أبدا, فـ هو رحلة حرف ممتدة بكل ما تعنيه الكلمة من رحابة فكرٍ يتشكل في كافة الإتجاهات, من مميّزات هذا العمل أن كل ورقة تقرأها تجتذبك الورقة الأخرى عنوّة دون النظر لـ ساعة معصمك, ولا تعطيك مدى بـ أن ترتشف فنجان قهوتك, ولا أن تنظر خلاف تلك الصفحات حتى تصل إلى صفحة (صدر للمؤلفة..) لـ تواجه الغلاف الخارجيّ وقد اختط بـ تعريفٍ أبلغ مايكون عن تلك الأنثى !!

جاء العمل الأدبي في نسق إبداعي مُـدهِش حقاً, يعكس روح الأنثى الحقة سواء في غلافه أو ألوانه أو حتى نوع ورقه الفاخر, تشعر عند ملامسته بـ اختلاف طرحه قبل أن تبتدء به, بروز أحرف الغلاف حكاية من ملامسة الواقع الجميل لـ ابداع كاتبته, أما عن مضمون الكتاب فـ أعجز عن التعبير عنه, أدهشتني قدرة الكاتبة على تناول المواضيع الـ شتى في مناحي الحياة, وقف الصدق موقف ملكٍ حازم أبى إلا أن يُـخرس الزيف بـ صوته المدوّي, كانت الكاتبة لسان حال لـ كثيرٍ من الشخوص التي عايشناها بـ ألمٍ تارة وبـ حبٍ تارة وبـ حنقٍ تارة وبـ دمعٍ تاراتٍ أُخـر, تناولت ظواهر أكثر حساسية كان المساس بها نوع من التعدي والتجاوز الـ غير مُـبرر فـ جاءت لنا بها تقدمها لنا في قالبها الصحيح وبـ ألمها القادح في فتيل قلوب من أضنتهم مسارات تلك الجفوة الخانقة تجاه ظواهر أكثر ألماً وأقلّ ستراً.

كان لـ صوت الحب وقْع, وكان لـ زيف النوايا صدْع, وكان لـ الأحلام جمْع, وكان لـ الإحساس نفْع, وكان لـ سوء الظن دفْع, وكان لـ الذنب شفْع, وكان لـ العقوق منْع, وكان لـ الخيانة ردْع, وكان لـ الأنوثة سمْع !!

أجدني أغرق به من جديد .. هذا ماوعدتُ نفسي به أن أقف عند هذا العمل الأدبي المُدهِش وأكتب كلمة حق تجاهه, أشكركِ أيتها النجديّة الشامخة, وكيف جعلتِ من الحرف قصاصات كولاجٍ لـ تشكل لنا في النهاية قصة واحدة وصورة واحدة هي (الأنثى)!!

شكراً لله عليكِ .. أبيتُ إلا أن يكون آخر مايخطه يراعي هنا هو عن هذا الكتاب الوارف الظلال .. على أمل اللقاء إن كتب الله لي ذلك !!
شكراً من القلب سيّدة الحرف الأنيق (نوف بنت محمد)



,,

التوقيع:
شيّعتهم أحياء يوم الـفرح ضاق
ياموكب الأحزان ويش أنت جايب!

مزون المحمد غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس