مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 08-02-2006, 10:12   #20
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رد : للفكر / للفلسفة نكهة أخرى مع عبدالواحد اليحيائي

.
.
ولكن العيب في رأيي أنهم لــ حقبه سابقه كان جل تركيزهم على ترجمة الكتب الأجنبيه إلى العربيه ولم يهتموا كثيراً بترجمة كتبهم إلى اللغات الأجنبيه .. مما جعلنا نتابع الإبداعات العالمية .. بينما لم يكن العالم يتابع إبداعاتنا .. وذلك للتقصير في هذا الجانب .. والدليل على ذلك أن الأديب نجيب محفوظ لا أعتقد أن العالم الغربي كان سيلتفت له يوماً لولا أنه قام بترجمة عدد من رواياته إلى عدد من اللغات ليفوز بجائزة نوبل ...

هناك احصائية بسيطة تقول أن ما ترجمه العرب (بل والعالم الإسلامي بأكمله) منذ عصر الخليفة العباسي المأمون إلى يومنا هذا من ثقافات الأمم الأخرى لا يساوي ما قامت بترجمته اسبانيا وحدها إلى الاسبانية في عام واحد.. إذن هناك تقصير واضح في الترجمة بلا شك وما تمت ترجمته مقارنة بما يستحق الترجمة لا تتجاوز واحد بالمائة من مجموع الفنون الراقية في العالم كله.

حاليا..
في عالمنا العربي هناك اشكالية:
هناك القديم: مؤلفات ابن خلدون، ابن رشد، ابن سينا، الشعر القديم، الف ليلة وليلة.. الخ..
وقد ترجم المستشرقون هؤلاء قديما وحديثا إلى لغاتهم.. بمعنى أنهم اخذوا ما يحتاجونه وتركوا ما يماثله أو يعتقدون تفوقهم فيه على الآداب والفنون العربية، وحديثا تُرجم طه حسين وتوفيق الحكيم ويقوم بعض الكتاب في المغرب العربي بكتابة أدبهم بالفرنسية، ويقوم بعض كتاب العربية بترجمة مؤلفاتهم إلى الانجليزية، لكن الكم الهائل من المؤلفات في الغرب بين القصة والرواية والمسرحية يفوق بمراحل ما نؤلفه نحن في الشرق فضلا عما نترجمه إلى اللغات الغربية الحية.. وهم يعتقدون أن الاهتمام بآدابهم وفنونهم أجدى بكثير من الاهتمام بالأدب الذي يقدمه قادم من الشرق، وقد كان الاستثناء لطاغور قديما ونجيب محفوظ وبعض الادباء الأفارقة حديثا فيما يتعلق بنوبل، لكننا نعرف اليوم أن طاغور قام شخصيا بترجمة أدبه الى الانجليزية وأن ناقدا كبيرا هو عزرا باوند ساهم مساهمة كبيرة في تعريف الغرب به، أما نجيب محفوظ فقد ترجم إلى الانجليزية والفرنسية قبل نوبل، لكن نوبل ساهمت كما تفعل دائما في ترويج أعمال الفائزين بها وهذه هي قيمتها الحقيقة، على أن نتذكر أن هناك ادباء وقامات كبيرة لم تنل نوبل مع أنها افضل من كثيرين ممن نالوها مثل تولستوي صاحب الحرب والسلام وآنا كرنينا والشاعر الانجليزي (بل وعميد الشعراء الانجليز في اوائل القرن العشرين) توماس هاردي.

عموما لابد من الترجمة سواء بيدنا أو بيد من يحتاجون في الغرب إلى ترجمة أعمالنا..
لكن يجب أن تكون الأولية لتطوير قدراتنا المحلية وخلق المزيد من الحريات التي تطلق الابداع من عقاله وتنشئ فكرا جديرا بالحياة والترجمة بعد ذلك.

تركت لنا الجاهلية العربيه .. ثرورة ضخمه من الأدب شعراً وخُطباً وحِكماً وأمثالاً لاتزال بحاجة إلى مراجعتها والأستفاده منها ..أين اليحيائي من كل ذلك وخاصة أننا نعرف أنه يكرّس وقتاً طويلاً للقراءات في الآداب الغربية وله كم من الترجمة في ذلك ؟

هي ثروة ضخمة كما تفضلتِ.. وأيضا هي محفوظة..
ودورنا في الغالب هو تحقيقها واعادة كتابتها بطريقة يفهمها القارئ المعاصر ليستفاد منها في أمرين:
الأول: متابعة النفسية العربية التي صدر منها هذا الفكر وأثر البيئة المحيطة والموهبة الفردية بهذا النتاج الكبير.
الثاني: استكمال ما بدأه السابقون، فلا نعيد اكتشاف العجلة كما يقول الغربيون، بل نواصل من حيث انتهى اولئك، علما أن الفنون تتواكب وتتنوع، ولا يلغى فن آخر، لن يجب أن يشمل التطوير والتحديث كل شيء لأن الانسان بطبعه قابل للتطور بتطور الحياة من حوله.

وأحسب أن الجهد الذي بذل في هذا المجال على يد المحققين الكبار: عبدالسلام هارون، محي الدين عبدالحميد، احسان عباس وغيرهم كثيرون ليس بالجهد الهين ولا القليل، لكن المخطوط وما لم يحقق من هذه الكنوز أكثر بكثير مما تم تحقيقه ونشره، وهو جهود جدير بأن يُناط بالمؤسسات التعليمية والأدبية ومعاهد الثقافة والفنون قبل أن يتحمل مصاعبه وتكاليفه فرد هنا وآخر هناك.

حدثنا عن بداية الشغف والأهتمام ب الفلسفة بــ شكل عام .. ؟
وعن ماذا تبحث .. ؟
وإلى أين تريد أن تصل ؟
وماهي النظريات التي آمنت وأقتنعت بها وأصبحت قناعة تسيّر أفكارك واراءك ؟


أبحث عن الحقيقة..
واريد أن أصل إليها .. وأيضا أن أوصلها إلى الآخرين.
نظريتي الأساسية التي أؤمن بها هو الأيمان بالكرامة الفردية للإنسان وأهمية المنافحة عنها بكل الوسائل المتاحة..
وأنه لا كرامة لمجتمع لا تتحقق الكرامة الشخصية لأفراده، وهذا يعني المزيد من الحرية المسؤولة، وبالتالي المزيد من العمل الخلاق والعمل الدؤوب الذي يحقق أخيرا مصلحة الجماعة الانسانية..

مامقياس رضا اليحيائي تجاه تفاعل القراء بإيجابية أمام أحد نصوصه في الوقت نفسه الذي يتعرض لها ناقد يمتلك مقومات النقد بـ وجهة نظر سلبية جداً ..؟

بفرحني التجاوب الايجابي مع ما أكتب..
وبالتأكيد - مثل الآخرين - أشعر بالضيق من التجاوب السلبي.. لكن:
الشعور بالضيق يتولد مني أو من الناقد.. بمعنى أني لا أؤمن بناقد كبير وآخر صغير، ولا أعتقد بوجود نقد سلبي وآخر ايجابي، لكن هناك نقد صحيح وآخر خاطئ، إن كان النقد الذي تعرضت له صحيحا فأتضايق مرحليا لأني لم أطور نفسي لأصل إلى المستوى الذي ينشده لي النقد الصحيح، وأعمل على تلافي الاخطاء التي أشار إليها الناقد. وإن كان النقد خاطئا فالمضايقة هنا لسوء الفهم، وهذه أسعى إلى تصحيحها في مفاهيم الناقد كناقد آخر ربما مع الاستشهاد بالنص محل المراجعة.

شكرا أخت نجدية..
أسعدتني ثقتك، وثقي أني استفدت من محاورتك وتساؤلاتك.
.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً