مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 03-12-2005, 22:43   #108
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ثامر الشعيفان
صديقي الوافي ..


لا زلت في حيرةٍ من أمري حول موضوع النقد ...

وانا لا زلت اتحدث عن الشعر الشعبي ... أليس من صفات الناقد أن يكون " ملمّاً بـ لغة القصيدة " !

ألا يجب أن يكون الناقد في مستوى أو أرقى من مستوى كاتب النص حتى يتمكن من رؤية نقاط الضعف والقوة والجمال !

على سبيل التوضيح لو أخذنا قصيدة لأحد الشيبان المتمرسين في الشعر قد يأتون بألفاظ بدائية لا يعرفها إلا من عاش فترةً من زمنٍ مضى معهم أو من أخذ عنهم ... قد تخفى في كثيرٍ من الأحيان عن ذاك الأكاديمي .. أعني أن الأمر إختلاف في البيئة أصلاً

فقصيدة في وصف الإبل مثلاً لا أظن أن ذاك الأكاديمي قادر على نقدها إلا أن يكون ملمّاً بالإبل والبيئة التي يستوحي الشاعر منها أوصافها

الأكاديمي ... ملمٌّ بأدوات النقد ويعرف كيف يستخدمها ويجهل مفردات ومعاني لغة القصيدة !
الشاعر ... متمكنٌ من لغة القصيدة غير ملمٍّ لأدوات النقد !

هذه المشكلة الشعبية في وقتنا الحاضر


ثامر ..ياصديقي البهي .. مرحبًا بك مجدَّدا
سأوجز لك رؤيتي حول هذا الأمر في محورين رئيسين .. وآمل بالفعل أن تشتمل على مايزيل حيرتك .. أو تشكيكك في أهمية المنهج النقدي المعرفي لدراسة الفنون الأدبية ومنها الشعر بنوعيه الفصيح والمحكي ...
أولاً : أدوات الناقد المعرفي ..
على الناقد المعرفي ( وأقصد به النقد الموضوعي المنهجي الذي يتجاوز عملية الحكم على النصوص بالجودة والرداءة إلى التنظير للفن والتقعيد له ) لا النقد الانطباعي أو ما أشرت الى صاحبه في مداخلتي السابقة بمصطلح ( المثمّن ) .. فأقول إن على أي ناقد منهجي يتصدّى لنص ما الإلمام بكل ما يتعلق بالنص وأهمها لغة النص .. ولهذا تحديدًا يختص ناقد معين بشعر معين في حين ليس من الضروري أن يكون كل ناقد أكاديمي مثلا قادرا على نقد كل النصوص حينما لاتكتمل أدواته النقدية حولها ... وهذا ماجعل مثلا ناقدًا مثل الدكتور عبد الله المعطاني أستاذ الأدب بجامعة الملك عبد العزيز يختص بقراءات متميزة في الشعر الشعبي من خلال دراساته لنصوص الشاعر خالد الفيصل في الوقت الذي اختص غيره بنقد نصوص محكية أخرى بلغة أكثر عصرية ورؤى أقرب معاصرة وهكذا .. وكل هذا بالتخصص المعرفي والمنهجي ..

ثانيا : طبيعة الشعر المحكي
لأن الشعر الشعبي أو المحكي هو في الأصل فن تلقائي عفوي انطباعي في مجمله يتفاوت بحسب الذوق العام للمجتمع من خلال اللغة والمعنى يظل المنهج النقدي الذي يمكن أن يؤطره منهجًا خاصا جدا .. لدرجة أنه قد يبدو للبعض متأرجحا وعائما وغير واضح المعالم .. وهذا ماأثار اللبس لديك وأدخلك في دائرة الحيرة التي ذكرت .. وعدم وضوح هذا المنهج الشعري الواضح أدى كثيرا إلى غياب الناقد المنهجي وبرز حينها دور ( المثمّن ) .. لكننا بصدق لايمكن أن نسلّم برأي انطباعي وعشوائي لايتكئ في الأصل على نظريات أدبية واضحة المعالم أو أسس موحدة .. فافتقد بالتالي في كثير من أزمنته التاريخية المتراتبة إلى منهجية النقد لتقتصر الرؤيا الفنية فيه على الحكم بالجودة والرداءة فقط ..
صحيح أن الجانب الموروثاتي والعرفي القابع في ردهات الخبرة والعرف السائد في هذا الشعر ذو أهمية كبيرة واعتمد عليه الشعر كثيرا عن طريق مايعرف بـ ( المثمن ) الذي يصفه الأستاذ الباحث عبد الرحيم الأحمدي في كتابه أهل الكسرة بقوله : ( هو الناقد الذي يرجع إليه في الحكم على جودة القصيدة الشعبية من ضعفها إذا ما اختلف الشعراء حول قضية فنية في القصيدة فإن المثمن يفصل بينهم ، ويكون حكمه مقبولا ...) لكن هذا المثمن ظل بذرة نقدية نمت وذوت في التربة ذاتها ..!
وأصدقك ياصديقي البهي لايمكنه اليوم في عصر المنهجية النقدية والأسس والنظريات العامة للنقد أن تتاح له بانطباعيته أو خبرته حمل لواء النقد أو تقويم الشعر المحكي الذي تتعاطاه الآن طبقة مثقفة جدا مهما نبع منه وإليه في طور محاولاتنا الجادة للدخول بهذا الفن الاجتماعي الخاص كشعر ناضج إلى وهج التنظير والتقعيد النقدي المنهجي والموضوعي معا ..

طاب وقتك دائما ياثامر





التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً