مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 27-03-2006, 17:28   #20
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رد : مع شعراء الفصحى..

.
.
أنا والله أصلح للمعالي............وأمشي مشيتي وأتيه تيها
وأمكن صاحبي من صحن خدي..وأعطي قبلتي من يشتهيها

والبيتان ينسبان لولادة بنت المستكفي من خلفاء بني أمية وفي الأندلس..
وكثير ما عمد إليه المؤرخون لتصوير حال الانحلال التي وصلت إليها دولة بني أمية في الأندلس أواخر أيامها حتى لتصرح ابنة الخليفة بما سبق من أبيات.

لكن في البيتين ظرف أندلسي يليق بابنة الخليفة في البيت الأول، ويليق بأنثى غاوية مغوية في البيت الثاني..

جاء في تاريخ ولادة:

زهرة من زهرات البيت الأموي، وابنة أحد الخلفاء الأمويين، وهي "ولادة بنت المستكفي"، وكانت شاعرة أديبة، جميلة الشكل، شريفة الأصل، عريقة الحسب، وقد وصفت بأنها "نادرة زمانها ظرفًا وحسنًا وأدبًا"، وأثنى عليها كثير من معاصريها من الأدباء والشعراء، وأجمعوا على فصاحتها ونباهتها، وسرعة بديهتها، وموهبتها الشعرية الفائقة، فقال عنها "الصنبي": "إنها أديبة شاعرة جزلة القول، مطبوعة الشعر، تساجل الأدباء، وتفوق البرعاء"، وبعد سقوط الخلافة الأموية في "الأندلس" فتحت ولادة أبواب قصرها للأدباء والشعراء والعظماء، وجعلت منه منتديًا أدبيًا، وصالونًا ثقافيًا، فتهافت على ندوتها الشعراء والوزراء مأخوذين ببيانها الساحر وعلمها الغزير. (عن: http://www.islamonline.net/Arabic/hi...rticle18.shtml)

وإن لم تصلح مثل هذه السيدة للمعالي فمن ذا الذي يصلح..
ولها أن تمشي مشيتها وتتيه تيها..

وللدل (والدلع) حكمهما حين تكون ولادة في طرف وابن زيدون ونخبة من عظماء عصره من المولعين بولادة في طرف آخر، ولا أراها قالت:

وأمكن صاحبي من صحن خدي....واعطي قبلتي من يشتهيها

إلا لتشعل مزيد نار في قلوب هؤلاء المتصارعين على كلمة من ولادة فما بالك بقبلة يشتهونها، وهم يشتهونها وهي ستعطي لكن وفق شروطها هي، ووفق دلها وجمالها وشعورها الخالد بأنها الأنثى المشتهاة من الجميع، وأحيانا يكون في التمنع مزيد غواية، لكن مع ولادة أختلف الأمر فالغواية اكبر بالتلميح بالبذل والتعالي بالمعالي.

كتبت ذات مساء: أننا يجب أن ننظر للتاريخ لا بعيوننا فقط بل بعيون من عاشوه وعايشوه، لكن الأمر عند النظر في تاريخ الذوق مختلف: أحيانا نحتاج أن نأخذ الأدب كما نشعر به نحن بغض النظر عن ظروفه التاريخية ودلالته على سقوط دولة وقيام أخرى.

في البيتين..
لننظر إلى العاشقة حين تتيه وتتعالى..
ولنتأمل حال العاشقين حين يقال لهم نعطي ونمنع لكن باختيارنا ولمن نشاء له أن يشاء.
.
.
وفي الحب فتنة وغواية، وجمال واشتهاء..
وفيه من المتناقضات ما يليق بأرقى ما في الإنسان أي عقله..
وما يتماشي مع أهون ما فيه وهو غرائزه.
.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس