بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصيدة قبل ما يقارب
ست أو سبع سنوات ..قلتها وانا خارج
الوطن ,وفي لبنان بالتحديد
وهي في راقصة مشهورة
خلال قصة,لا أريد إيرادها
إلا أنها سألتني ذات يوم
فقالت:أراني لم أشدّ انتباهك
وأراك تتجاهلني ..وكل الموجودين
هنا يتمنون نظرة مني ..أتكابر ؟
ومن أنت حتى تكابر؟
فنظمت هذه القصيدة فيها وفي أشباهها
من اللاتي خُدِعْنَ ..كقول أحمد شوقي:
خدعوها بقولهم حسناءُ**والغانياتُ يغرهنّ الثناءُ
وسأطرح لكم القصيدة إلا بعض
أبياتها الخاصة ,وذلك لحاجة
في نفس يعقوب قضاها
الراقصة
,,
,,
,,
أوراقصةٌ شقراءُ
تريدُ قراءةَ أفكاري الحمقاءْ
أيتها الراقصة الشقراءُ
دعيني (خُلِق الطُهرُ غشاءْ)
لستُ أنا
لستُ أنا
من سَلَبَت لبّهُ طلسمةُ الإغراءْ
أبداً لستُ أنا
من يرضى أن يقطعَ دهرَهُ (زِيرَ نساءْ)
عندي غيرُكِ ألفُ بلادٍ
بل عندي غيرُكِ ألفُ سماءْ
من قال بأنّي
أتمنّى لي معْكِ لقاءً ذاتَ مساءْ
بل من قال بأنّي
لكِ أطوي الصحراءَ وراء الصحراءْ
من قال بأني
من أجلكِ أسْتجدي الأجواءَ من الأرجاءْ
من قال بأنّي
أرجو اللهَ إذا ما أُطفإت الأضواءْ
وتكدّستِ العشّاقُ من الأشواقِ
دماءً فوقَ دماءْ
أن أخلق منكِ على صدري وثناً
أعبُدُهُ كيف أشاءْ
من قال بأنّي
أرقُبُ أن تهديني ريّ جناك سِقاءْ
أو أن تمتدّ إليك أصابعُ أسناني
تلك الجرداءْ
كي تنقشَ ليَ حرفَ اسْمي
فوق صحيفةِ مبسمكِ الحمراءْ
من قال بأنّي
أستجدي من صوبكِ تسطير الأنواءْ
أو حتى
أن أرتاد لرؤيةِ وجهكِ صالات الأزياءْ
وأقصّ تذاكرَ ما فيها تبدين كآنيةٍ جوفاءْ
أيتها الراقصة الشقراء
خدعوك الموتى والأحياءْ
تستلقينَ
وما عندكِ من شرفٍ محفوظٍ رُبْعَ وعاءْ
تحت اسم الفنّ
مَكَرْتِ
غَدَرْتِ
نشَرْتِ فسوقَكِ بالإمضاءْ
بتقلّب أيّامٍ
وتشكّلِ أغوالٍ
وتلوّنِ حرباءْ
تستلقينَ كنائحةٍ كُشِفَت
لا يسترُها أيّ غطاءْ
بعصا موسى
وجنود سليمانَ
ومعجزةِ بْن العذراءْ
خدعوك
كما خدعوا من قبلِك
مليون فتاةٍ عمياءْ
ما منكِ
سوى أجزاءٍ
لا تسترجلُ أن تصبحَ أجزاءْ
فلقد لبِسوا جِلدكِ
تحتَ بوالي كلّ رداءٍ ورداءْ
ولقد دهسوا لحْمك
تحتَ قمائمِ كلّ حذاءٍ وحذاءْ
يا حجراً يتقاذفُهُ عبّادُ الشهوةِ
من دونِ حياءْ
يا خمراً تتقارعُهُا الأفواه السوقيّة
دون إناءْ
يا دُميةُ طفلٍ
تركوها تتمرجحُ في أيدي الخبثاءْ
نهشوكِ نعمْ نهشوكِ
ألى أن صرتِ كشمسٍ دون ضياءْ
قمراً دون سناً وضّاحٍ
,شرياناً يجري دونَ دماءْ
جسداً يعلوهُ كساءٌ
,سرّاً يفضحُهُ كلّ كساءْ
يا عبدةَ مالي
هل للزرعِ حصادٌ في أرضٍ صبخاءْ
هل للحَبّ المشموسِ
إذا نسفتهُ الريح ُبقاءْ
(آنسةٌ )و (مدامٌ)
ليس غريباً فلمثلكِ ألف نداءْ
فأريني عرض كتوفَك
هيّا غوري أيّتها الشمطاءْ
لن تجدي منّي إقبالاً
ففؤادي مِقْصَبَةٌ صمّاءْ
ماتَ فلمْ يترُكْ لي غيرَ مذكِّرةٌ
سالمةُ الأعضاءْ
تخبرُني أن أبحثَ عن غانيةٍ
شقراءٍ أو سمراءْ
خُلِقت منها الأسماءَُ
ولا تُشبهُ كلَّ الأسماءْ
هيَ شيءٌ واحدُ إلاّ أنّهُ
يعني لي كلّ الأشياءْ
لا في التوراةَ ولا في الإنجيلِ
لها وصفُ شبيهٍ جاءْ
من ماءٍ كانت وإلى ماءٍ كانت
من خُلِقَت من ماءْ
فوقَ صفيف الجوع تباتُ
وتصبحُ لا تلقى فضْلَ حساءْ
مُعْدَمَةٌ
تحملُ داخِلَ دفّاتِ الصدرِ كنوزَ الفقراءْ
تلك هي المنيةُ في الدنيا
أيّتها الراقصةُ الشقراءْ