مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 27-07-2003, 01:28   #2
الحبيب
عضو شعبيات
 

11111111111111111

(1)

بسم الله الرحمن الرحيم



من الملاحظ وبوضوح شديد تزايُد رغبة الشباب اليوم بمعرفة تاريخ بلدانهم ومعرفة سير أبطالها ما أمكن, وحيث أن الشاعر الوطني الغيور والبطل المُحلـِّق الذكر(1) على بن رشيد الخياط من أبرز رجالات عنيزة فقد رأيت أن أقدم لهؤلاء الشباب وغيرهم ما تمكنت من احتوائه مما يتعلق بسيرته بشكل موثق قدر الإمكان .
وبما أنني قد وضعت تشجيرة مفصلة تمثـل التركيب العائلي الخاص به فإنني أكتفي بذلك وأدخل مباشرة فيما يخص تميُزه, وشعره ومازيد فيه أو نقص أو حُرف, فمن حيث تميُز شخصية الخياط فإنه يتمثـل بغيرته على مدينته والوفاء لها حيث قدم لها شعره وروحه وماله فهو مقاتل بطل وشاعر وطني مُعبرٌ مؤثرٌ حلَّـق باسمه وباسم عنيزة بشكل ليس له نظير حيث جرت قصائده واسم بلدته وأهلها تبعاً لها على كل لسان في أنحاء الجزيرة العربية بل وتعدتها إلى بلاد الشام والعراق حاضرة وبادية فما أن يسألك أحد من أهل حواضر وبوادي نجد والشام والعراق من أين أنت؟ فتقول: من عنيزة!إلا ويبادرك في الغالب: ( أووه..هذي عنيزة ما نبيعه بالزهيد(2) ) وقد لايعرف بقية البيت وهذا ما حدث معي شخصياً ولا أقول: يُقال لي.
أما الصفة الأخرى التي اتصف بها بتفوق فهي : توظيف جزءٍ من ثروته للدفاع عن عنيزة في حياته وبعد مماته ويتمثل ذالك بتوقيفه كمية من الأسلحة والذخيرة المتنوعة والمشتملة على عدد من بنادق الفتيل والذخيرة والسيوف والدروع تكفي لتسليح أربعين محارباً أو سبعين حسب أقوالٍ أخرى وقفاً شرعياً على بلدة عنيزة لا يجـوز التصرف فيه لـغير ما أوقـفه عليه, وهذا أمر لم يسبقه أحد إليه لافي عنيزة وربـما ولا في غيرها في بلاد نجد, وقفٌ نوعي لم يوفق أحد إليه من قبله ولا من بعده من كبار الأُسر ووجهاء الأفراد في بلدته ممن لهم حظ من عنيزة أكبر من حظه ومصالحهم فيها أكبر من مصلحته ممن يدعون دائماً الفوقية على غيرهم ادعاءً يقوم أساسه على ملح مهروس مع الاستثناء وإن قل.
وقد ظل هذا الوقف على حاله مخـزوناً في صُـفَّـة(3) (حجرة) الخياط , حتى عام1374هـ ولانتفاء الاستفادة منه فقد استأذن علي بن عبدالرحمن بن علي بن رشيد الخياط(4) حفيد المُوقِف الذي آلت إليه الوكالة بعد وفاة عمه حمد بن علي الخياط(5) الوكيل الشرعي الأول لصاحب الوقف ,استأذن علي بن عبدالرحمن , قاضي عنيزة (6) حينذاك ببيعه وصرفه فيما يناسب زمنه فأذن له , وتم الحراج عليه بسوق الهفوف لعدة أيام وقد أقبل هـواة الصيد على شراء بنادق الفتيل وقاموا بتـحويـلها إلى بنادق "المقـمع" أما السيوف والدروع فقد تناقلها هواة الأثريات في أماكن مختلفة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. أورده الراوي الكبير محمد بن عبيِّـد باسم: علي العبدالرحمن الخياط في كتابه (النجم اللامع)
ص 48 وقد أخطأ اسمه الصحيح رحمهما الله.
2. سألت واحداً من هؤلاء وأنا في دمشق وهو مُسِن من عرب السويداء في سوريا من أين عرفت هذا؟ فأجابني: من العقيلات أهل نجد واسم هذا الرجل صلاح مزهرمدير ثانوية السويداء متقاعد.
3. كان يسميها " صنعاء" .
4. كان تاجراً سكن تْـربه في (بَـرِّيَّة الحجاز) وهو الذي أهدى بندقية جده للملك سعود.
5. هو الذي قتلته الغرغرينا التي أصابت رجله وأرسله ابن سعود إلى الكويت لمحاولة علاجه فجَرَت معه وأصحابه حكاية المطيري الجبلي (جاسر بن لامي) , وكان رحمه الله من وجهاء المجتمع وكبرائه كما كان وكيل والده البطل من بعده.
6. الشيخ عبدالله العبدالعزيز العقيل.


اخر تعديل كان بواسطة » الحبيب في يوم » 27-07-2003 عند الساعة » 01:47.
الحبيب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس