هنا بعض المدن يجب أن لا تدخلها إلا براً ، وإن خالفت هذه القاعدة وأتيتها من الجو ، سوف تجد نفسك تائه غريب ، لن تعرف من أين تبدأ فيها ولا أين تنتهي .. هي مدن ملعونة من السماء . وعلى بوابات المدينة .. وقف حارس الفضيلة ، يخبرني عن بنات الثلج ، التي تأتي من جبال الشمال ، عارية إلا من البياض تُعاشر من يدخل المدينة عند بزوغ الفجر ، فانتظرت الفجر ، لكن أسوار دوشنبه الجنوبية ، لا تعانق إلا الفجر الكاذب ، فزحفنا نحو الشمال ، هناك تتذوق رائحة الثلج ، في ممرات الشيطان ، التي تحيط بها جبال عالية يكسوها البياض تنظر إلى كل مُرافقيك وتتأمل النظر ، فتظن أنهم رجال يمشون بأكفانهم ، بُعثوا كي يرافقوك في رحلتك حتى عتبات المدينة ، لكنهم لا يدخلونها إلا زاحفين . وحين تنظر إلى بوابتها وهي تُغلق مع أول خيط للغروب تتذكر قوله تعالى " فضرب بينهم بسور له باب " حتى سألت نفسي هل بنات الثلج يستحققن أن أنتظر في هذا العذاب حتى أول الفجر ؟ إلا أن مرافقي أخبرني أنهن يرحلن نحو الجنوب ، ولا يدخلن المدينة من هذه البوابة ، فأكلت حسرتي علها تمنحني دفء ، يقيني صقيع ليلة أخرى أقضيها خلف بوابات المدينة . . . في الصبح سوف ندخلها ..