مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 22-05-2012, 12:57   #7
يعرُب
 

رد : أيام مع الأفغان .!




6

رحلة نحو المعسكر ..
افترقت أنا وصاحبي في بيت الضيافة الخاص بجميل الرحمن رحمة الله عليه ، وتواعدنا على لقاء بعد جولة في جبال الهند كوش .

سرنا في مجموعة مكونة من خمسة أشخاص أنا ومصري ومساعده أيضا مصري آخر ورفيقي من كراتشي المكاوي وشخص ثالث أتذكر اسمه كان " أيوب " بورمي من مواليد المدينة وعاش فيها ، ولعل السبب في تذكري اسمه اننا حينما تفرقنا في الجبهات وصلتني اخبار ان جزء من رأسه أصابته النار بقوة في احد العمليات للمجاهدين على " البوسطات " الأفغانية

والبوسطات .. هي عبارة عن مواقع يتحصن فيها جنود الحكومة وتتخذ مواقع إستراتيجية تمنع تقدم المجاهدين نحو المدن ، وتنتشر بكثرة حول المدن الكبيرة مثل كابل وجلال آباد

سرنا ونسمات الهواء البارد تداعب الصبح ، طرق خضراء مليئة بالناس ومراكز القبائل تنتشر على طول الطريق ، الكل يأخذ رسوم مرور على المنطقة التي هو فيها وعادة تكون قليلة جدا يتم دفعها برضى ودون أي تذمر لذلك لا توجد مشاكل كبيرة على الطرقات بين القبائل ، البقر والجاموس من الحيوانات التي تكثر مشاهدتها على طول الطريق أيضا ، تشعر بالبساطة في كل شيء وأنت تمشي بين الجبال والأودية ، وفي كل مرة اسأل متى نصل ؟

لم اشعر بخروجنا من الحدود فلا حواجز ولا مناطق للجوازات أو حتى تمايز للقبائل هنا توقفنا في طرف جبل لا يوحي لك من أول مرة انه طويل وشاق طلوعه همة وعزيمة تجتاحني استطيع بها اختراق هذا الجبل ، وما هي إلا أول ساعة وبعدها تنهار كل القوى ونحن في بدايات الجبل ، خدعني منظره لكن الخوض بداخله يجعل الأمر مختلف ، قوة الشباب لا تنفع مع الصعود لابد من تدريب وممارسة لذلك ، وأنا افتقدها في هذه اللحظات

بدأت الملابس الداخلية مع اللبس الباكستاني الواسع تضايقني وتلتف حول رجلي مع الصعود في كل مرة اعدل الوضع إلا أن الحالة تعود في كل مرة اشد من سابقتها مع تعب وإرهاق وتذمر من هذا الصعود تمنيت أني بقيت في بيشاور التسلية هناك متوفرة والرائحة دائمة ، قررت ان اختلي بنفسي خلف صخرة وأتخلص منه ، طبعا السروال الداخلي فقط .
فعلتها بدون تردد برغم وجود نصيحة قد استمعت لها في كراتشي من احد الشباب أن لبس تلك الملابس الخاصة بهم بدون ملابس داخليه يصيب الرجل ترهل في الأعضاء بخاصة " الكعال "

واصلنا السير نحو القمة وفي كل مرة يقول لنا المرشد بقي القليل ربع ساعة أو النصف ، حتى وصلنا مرحلة الإسناد من الخلف بالأيدي او العصي لا فائدة من مواصلة السير بدون أن نصل ولن نصل هذا ما كان يسيطر علينا من شعور

حتى وصلنا ..
لم يكن المكان أكثر من غرفة صغيرة تجاورها اصغر ورجل يحمي المكان وبمسافات قصيرة توجد بعد المنصّات لمضادات الطيران ولا اعتقد أنها تستخدم في نظري وقتها.. أنها لن تسقط أكثر من بعض الطيور المارة في زمن الارتفاعات الشاهقة للطيارات اعتقد أن اسمه " الشلكا " مقذوفاته شوي كبيرة ، استقبلنا " علي باي " وهو الرجل الحارس لذلك المكان والذي يقوم بخدمتنا والترجمة لنا مع بقية الأفغان في تلك المنطقة ، هذا هو المعسكر .

المصري ومساعده وأنا وصاحبي فقط خمسة سوف يتوجه ثلاثة للجبهة ويعود البقية ، هكذا علمت بالأمر بعدها .. فالإمكانيات ضعيفة جدا عند جميل الرحمن ماديا وعسكريا ، وهكذا توضحت لي الأمور فيما بعد وأدركت الخطأ الذي وقعت فيه

استراحة من رحلة طويلة نحو قمة جبل الآن نحن عليها نستمد القوة منه والشعور بالانتصار عليه هو تحت أقدامنا ونحن نعبث فوقه بما نريد

جلسة استراحة فيها نراقب الشمس وهي تختفي خلف الجبال البعيدة ومعها لحظات صمت تصيب الجميع والرياح باردة .. وفي البعيد البياض يكسو جبال الهند كوش وفي الأسفل أشجار تنتظر ذوبان الجليد

غدا يبدأ أول يوم في التدريب
نطق بها المسؤول وتركنا الأماكن نحو غرفة نبحث فيها عن الدفء .







التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس